ليس صحيحا أن الوضع سهل أمام المترشحات لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ضمن مقاعد الكوتة المخصصة للنساء, التي يبلغ عددها64 مقعدا, علي مستوي سائر المحافظات, كما يري أو يعتقد البعض! فالعدد المتقدم للترشح من النساء يبلغ نحو1100 امرأة, منهن900 من الحزب الوطني فقط, ما يعني صعوبة قيام الأحزاب بالفرز, فضلا عن صعوبة الاختيار من الناخبين لأفضل العناصر المتقدمة للترشيح. ومن هنا تتوافر الجهود حاليا من شتي المؤسسات والقوي السياسية من أجل ضمان الاحتكام إلي معايير عادلة للوصول بأفضل الكفاءات النسائية إلي المجلس. جاءت الكوتة للمرأة المصرية بتخصيص64 مقعدا من مقاعد مجلس الشعب لمدة10 سنوات هادفة إلي تهيئة الظروف لكل سيدة مصرية للمشاركة الحقيقية في الانتخابات كمرشحة. وعلي عكس ما يبدو المشهد في أنها منحة سخية للنساء فإن حلم الوصول للمقعد يبدو صعبا وعاليا علي قدرات كثير من النساء! بداية: لكل محافظة بإتساعها مقعدان فقط للمرأة: واحد( عمال وفلاحين) والآخر( فئات), والدستور لم يمنع حق الترشح للنساء خارج الكوتة في دوائر المحافظة ومراكزها فقط! لكن نساء مثل الدكتورة آمال عثمان قد اجتزن التجربة وحققن دخول المجلس بالمنافسة القوية لكن الجميع يشهد إقبالا مع الكوتة غير مسبوق من النساء للمشاركة. فقد بلغت أعداد المتقدمات1100 مرشحة تقريبا, ومن الحزب الوطني وحده تقدمت له من بينهن نحو90 سيدة علي مستوي الجمهورية لخوض الانتخابات ليختار الحزب من بينهن64 سيدة جاءت أبرزهن الوزيرة فايزة أبو النجا علي مقعد الفئات بمحافظة بورسعيد والدكتورة مؤمنة كامل أمينة الحزب السابقة بمحافظة6 أكتوبر. وتقدمت نحو مائة سيدة من الأحزاب الأخري من بينهن13 سيدة من حزب الوفد بمحافظات القاهرة والاسماعيلية والاسكندرية والغربية أشهرهن د. مني مكرم عبيد. والحزب الناصري أعلن ترشيح7 من مرشحاته من بينهن أمينة المرأة به ويقدر عدد مرشحات الأحزاب الأخري والمستقلات بعد إعلانهن بنحو مائة سيدة أخري.. ولم تعلن المحظورة عن مرشحاتها حتي الآن. الوعي.. والكفاءة السيدة سوزان مبارك كراعية للعمل الاجتماعي وكرئيسة للمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومة والطفولة تمثلت رؤيتها في أن التعديلات التشريعية لكوتة المرأة جاءت لضمان الحد الأدني لتمثيلها في البرلمان وللإسهام الايجابي في التخطيط للتنمية الاجتماعية متسقا مع الاتجاهات العالمية ضمن ترتيبات الأممالمتحدة لضمان طرح رؤية( نصف المجتمع) في التخطيط والعمل خصوصا والمرأة المصرية لها رصيد من العمل والانجاز والخبرات والطاقات لاسيما في الريف حين تعمل بجد في إنكار للذات بلا حدود, وأن فرصة الكوتة تأتي ترسيخا للديمقراطية ولممارسة كل أفراد المجتمع رجالا ونساء وشبابا بالعمل السياسي. وأكدت السيدة سوزان مبارك في لقاء بالمرشحات علي أهمية إنجاح التجربة ليس لمصلحة المرأة فقط ولكن لمصلحة المجتمع ككل وأن يأتي الاختيار من بينهن مرشحات وناخبات بنوعية واعية من النائبات تتوافر لديهن الكفاءة والقدرة علي الأداء والتعبير الواعي عن قضايا المجتمع. وناشدت السيدة سوزان مبارك قيادات المجتمع المستنيرة ووسائل الاعلام وصناع القرار بدعم المرأة بصورة عادلة وايجابية حتي تحسب التجربة لصالحها وليست ضدها وخصوصا والعالم كله يموج بالتحولات والمستجدات الدائمة التي تستلزم تجديد الرؤي والسياسات وجميعها قضايا تؤدي فيها المرأة دورا مشاركا بالنصف مع الرجل. اختيار أفضل السيدة عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة وأمينة المرأة بالحزب الوطني أعربت عن الإيجابية المتميزة للتجربة لمشاركة النساء من الحزب الوطني في28 محافظة مؤكدة أن العدد الذي وصل(900 سيدة) يتيح أمام الحزب القدرة علي اختيار الأفضل بمعايير عادلة علي حسب السلوك والسمعة الطبية وقدرة المرشحة علي الوجود بين المواطنين وخدمتهم. مساواة متكافئة الدكتورة فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة تري أن مجلسها لكل الأطياف والأحزاب السياسية وأنه يساوي مساواة متكافئة بين جميع المصريات بإجراء عديد من الدورات التأهيلية للانتخابات شارك فيها1700 سيدة تم تدريبهن في ورش عمل علي العمل السياسي وعلي خطوات إعداد الحملة الانتخابية. وقالت إن المجلس بفروعه في المحافظات قام أيضا بتدريب مجموعات من الشباب لمساعدة المرأة في حملتها الانتخابية. وتابعت أن تجربة الانتخابات صعبة علي المرأة وعلي الرجل معا وخصوصا أن دوائر النساء أكثر اتساعا وعددا من الأقسام والمراكز للرجال. وأضافت أن القيادات العمالية من النساء أقوي قدرة وأكثر عددا علي خوض المعركة الانتخابية من الفئات والفلاحات حيث إن العمل النقابي العمالي دائم وتسهم فيه المرأة بصورة مستمرة بينما غالبية مرشحات الفئات والفلاحات أكثر معاناة لأن القادرة منهن علي التعبير القومي عن قضايا المجتمع وتنميته مستغرقات في عملهن وليس لديهن جسر التواصل الكافي مع المواطنين. تجربة جيدة د. يمن الحماقي وكيلة اللجنة الاقتصادية بالشوري تؤكد أن الحزب الوطني انتبه بشدة لدور المرأة في التنمية وأنه منذ5 سنوات يعد كوادر نسائية مدربة علي الانتخابات في الوحدات الحزبية الصغيرة تصعيدا للأكبر وأنه دفع بهذه الكوادر للانتخابات المحلية وأصبحن يمثلن15% منها علي الأقل وأنه قادر علي تقديم64 نائبة مميزه قادرة علي الأداء البرلماني. د. نجوي خليل مديرة مركز البحوث الاجتماعية والجنائية الذي أعد دراسة متكاملة عن فعاليات أداء المرأة في البرلمان قالت إن الكوته الأولي دفعت بإيجابية نحو إسهام المرأة في البرلمان حيث ناقش قضايا قومية عدة وقدمن إستجوابات للحكومة مشيرة إلي أن دعم الكوتة تنشط قدرة وجهودهن بنسب قليلة وبرغم ذلك تميز دورهن كرئيسات للجان داخل المجلس مثل الدكتورة آمال عثمان والدكتوره فوزيه عبد الستار. وتابعت أن الكوته الثانية خطوة إيجابية للمجتمع ككل نحو تغيير النظرة الثقافية المعرفية لدي بعض الفئات من الرجال التي تقتصر دورهن علي رعاية الأسرة وخدمتها دون المشاركة وبالتالي تؤكد دور النساء أنفسهن( مرشحات) وناخبات سواء في الحزب الوطني أو أحزاب المعارضة في إتباع قواعد الشفافية والنزاهة في الدعاية الانتخابية. تحذير واجب الاستاذة أمينة شفيق نائب رئيس حزب التجمع, وهي من القيادات التي خاضت المعركة الانتخابية أكثر من مرة.. تقول إن الترشيح سهل ولكن خوض المعركة شديد الصعوبة والأصعب منه الأداء البرلماني الجيد وبالتالي ناشدت جميع الأحزاب ومنها الحزب الوطني الديمقراطي أن يحسن الاختيار. الدكتورة هدي بدران رئيس رابطة المرأة العربية تضع ثلاثة محاذير علي التجربة أولاها مشقة الجهد في الانفاق والدعاية للمرشحة نظرا لاتساع المساحة التي تغطيها وعظم عدد الناخبين بالنسبة للمراكز. وتخشي أن يدفع بعض رجال الأعمال بسيدات معينات لتسهيل حوائجهم في البرلمان وبالتالي تركز علي أهمية إختيار الأحزاب للمرشحات من ناحية ومن ناحية أخري وعي الجمعيات الأهلية وقادة الرأي المحليين في هذا الإختيار. والثالث هو تنظيم إدارة العملية الانتخابية ذاتها حتي تحقق النتيجة المرجوة موضحة أن الرابطة أعدت خبراء في تنظيم الحملات الانتخابية للمرشحات لدعمهن.