إنها مدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، التى تكاتف أهلها ضد جشع وطمع التجار الذين أصبح كل همهم سلب قوت الشعب بأى وسيلة، وتعرفون كيف يعانى الشعب المصرى هذه الأيام من الغلاء الفاحش الذى أصبح ينهش كل ما لديهم... كانت تلك الوقفة بدعم من السيد المحافظ عبدالجليل الفخرانى، ورئيس مجلس المدينة اللواء سعد وهبة، عندما قررا إعطاء درس قاس لأى جزار يجول فى خاطره زيادة سعر اللحمة مرة أخرى بهذه الطريقة المبالغ فيها، فقد قاما بإصدار تعليمات لأى مصلحة ترغب فى ذبح العجول ببيع اللحمة بسعر 31 جنيهاً للكيلو بعد أن رفع الجزارون أسعار اللحمة حتى وصل سعرها إلى 40 جنيهاً للكيلو، واتفاقهم سوياً على زيادة سعرها حتى 50 جنيهاً من بداية العام المقبل.. لقد تم تنفيذ تعليماتهما، ولم يقتصر الأمر على المصالح فقط، بل امتد إلى الأهالى أنفسهم بمتابعة مجزر المدينة وبيع الكيلو ب31 جنيهاً، ويتراوح المكسب فى العجل ما بين 300 و600 جنيه، فكم يكسب الجزار عندما يبيع ب40 جنيهاً؟ وظل الجزارون على عنادهم إلى ما يقرب من أسبوعين، إلى أن أحسوا بخطر قادم وخسارة فادحة قد ينالونها خصوصاً مع قدوم عيد الأضحى.. وأخيراً خضع الجزارون لتلك الضغوط ونزل سعر الكيلوا إلى 34 جنيهاً بالاتفاق مع رئيس مجلس المدينة، وقد ذكرتنى هذه الواقعة بالرئيس الراحل محمد أنور السادات عندما أصدر تعليمات للشعب بمقاطعة أكل اللحمة لمدة شهر، عندما قام الجزارون برفع سعرها، ولكن رئيس مدينة التل الكبير تحرك بحيث لم يحرم الشعب من أكل اللحمة، مع خضوع الجزارين لإنزال التسعيرة، ولم يقتصر الأمر على اللحمة فقط بل تم عمل سوق للخضراوات بمعرفة مجلس المدينة تباع فيه بأسعار أقل بكثير من السوق الخارجية!!... أرجو أن يكون ذلك عبرة وأن يعمم هذا الاتفاق على مستوى جميع المحافظات والمراكز، وعلى جميع السلع.. لنحارب سوياً جشع التجار الذين باتوا يبررون هذه الزيادات بأنها أسعار عالمية، ولكنها فى الواقع جشع وطمع محلى!! عصام محمد على شركة القناة لتوزيع الكهرباء