جسر المحبة.. (زمان.. يا حب)

أعشق مشاهدة الأفلام الرومانسية وهى نادرة الآن، فهى تجسيد حديث للقصص التى كنا نقرأها فى الطفولة عن الأميرة الجميلة والشاطر حسن، وسندريلا والأمير، الذى وقع فى حبها من النظرة الأولى، فحب الرجل للمرأة هو الحب الذى يذهب ذهنك إليه حين يذكر دون إضافة.
حكايات زمان، كان الشىء الطبيعى فيها أن البطل حين يحب البطلة يطلبها للزواج وغاية مناه أن تقبل وعادة يكون هناك عائق أمام إتمام هذا الزفاف السعيد، فكان البطل يفعل المستحيل ليفوز بفتاته التى تعلق بها قلبه. وفى النهاية ينتصر الحب الشريف ويتزوج البطلان ويعيشان فى تبات ونبات وينجبان صبيان وبنات.
هذا المنطق الطبيعى لم يعد واقعيًا الآن فكم من قصص حب تنتهى لأن البطل لم يطلب الزواج من البطلة،ولا توجد عوائق أمامهما إلا أن بطل القرن الواحد والعشرين لا يريد الزواج لمن دق لها قلبه أو أقتنع بها عقله، وأكثر الأمثلة التى تراودنى حين أفكر فى مدى التغير الذى حدث فى أفكار الرجال ما يحدث فى إمارة موناكو، فى عام 1956 تزوج الأمير رينيه، أمير موناكو، بجريس كيلى، نجمة هوليوود المتألقة، ف
ى ذاك الوقت، كان زواج قلب وعقل. وتركت جريس أضواء هوليوود، والحقيقة أنها نقلتها معها لموناكو وجعلت موناكو - التى كانت تعانى فى ذلك الحين من شبه إفلاس - محط أنظار مترفى العالم ونجوم السينما. أما ابنها الأمير ألبرت وريث عهد موناكو، بعد وفاة أبيه الأمير رينيه عام 2006، فمازال وهو على أعتاب الخمسين، أشهر عازب فى أوروبا، رغم غرامياته الكثيرة ومنها ما أسفر عن طفلة غير شرعية من مضيفة جوية من أصول أفريقية اعترف الأمير الأوروبى الملامح بأبوته للطفلة السمراء قبل أن يصل الأمر للمحاكم.
المهم أن أمير الأحلام منذ عامين وهو مرتبط بعلاقة عاطفية بفتاة شقراء جميلة فى العشرينيات من عمرها من جنوب أفريقيا وهى بطلة أوليمبية فى السباحة وتدعى شارلين ويستوك، يدعوها للأمارة ويظهرا معًا كثيرًا فى مناسبات رسمية فى الإمارة وكثيرًا ما تحدث الإعلام عن اقتراب قرانهما لكن حتى الآن هذا لم يحدث، لماذا؟
زمان لم يتردد والده وتزوج الأم بعد فترة وجيزة من تعارفهما، الآن الابن يحاول التملص من الزواج رغم أنه فى حاجة لوريث للعرش لا يأتى إلا بزواج شرعى طبقًا لقانون موناكو.
ما يحدث فى أوروبا والعالم الغربى لم يعد بعيدًا عنا، فكم من الشباب الذين أعرفهم معرفة شخصية ويملكون كل مقومات الزواج ومنها تكاليفه بالطبع يؤجلون الزواج بلا مبرر إلا أنه يريد أن يعيش حياته بلا مسؤوليات، سألت أحدهم مرة وكنت أعرف أنه يعيش قصة حب مع زميلة له فى العمل: متى زواجكما؟ فأجاب: «خلاص القصة خلصت، مكانتش بتتكلم إلا فى موضوع الزواج منذ اعترفت لها بحبى، الصراحة اتخنقت».
يا ترى لو كتبنا قصصًا للأطفال الآن هل سنظل مصرين على أن الأمير، الذى وقع فى حب الفتاة الطيبة الجميلة، سيكون شغوفًا بالزواج منها، وإنجاب البنين والبنات، أم أنه سيؤجل ذلك لحين ميسرة.