قبل أن يعترف مرسى بفضل عبدالناصر كان عليه أن يعتذر للستينيات التى أهانها فى «التحرير»، وراح يتمسح فى قميصها فى «التبين» ويفصل منه ثوبا قشيبا يرتديه منتشيا وسط مصانع الستينيات التى يحلم بأن يستثمر فى أرضها البكر، ولو شاف حلمة ودنه ما وضع طوبة فى صرح عظيم، الأمم يا رئيس كل المصريين لا تنبنى بأحلام اليقظة، أحلام النهضة. من إحدى قلاع الصناعة المصرية (الحديد والصلب)،أكمل ما بدأه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر... قبل ما تكمل جملتك فى «التبين» الحس بصقتك فى «التحرير»، ألجم إخوانك والتابعين عن اسم وسيرة الزعيم الذى تريد أن تكمل طريقه، طريق ناصر واعر قوى عليك يا مرسى وعلى الإخوان والتابعين، يقينا لن نكون كمن إذا سمعوا لغوا أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، بل سنلزمكم اعترافا بفضل الزعيم، وها أنتم تعترفون، ولن نمارى فى حق ناصر الذى أنكرتم، وبخستم، وخضتم فى دينه، كفرتموه وآذيتموه وأنتم تسمعون إذاعة القرآن الكريم التى أنطقها باسم الله الرحمن الرحيم. لن نفرح بذكر الزعيم على لسانكم تبغون به ثمنا قليلا، تشترون بمصانعه عرض الرئاسة، تتبضعون زعامة لن تكون لكم، بذكر ما تيسر من منجزات الزعيم، وهو بالمناسبة كثير، وإن تعدوا مصانع عبدالناصر لا تحصوها، فى المحلة وكفر الدوار وحلوان ونجع حمادى... وتتسوقون شعبية خلسة من شعبيته، وتراودون العمال فى مصانعهم بأن تكونوا على درب الزعيم، وأنتم من الكاذبين، صعيب درب الزعامة يا مرسى، مش بفتحة الصدر فى التحرير، أنتم لا ترومون درب ناصر، أنتم تبتغون شعبية ولن تكون لكم.. كانت للزعيم. قل لمرشدك، ولعريانك، وغزلانك، ياولدى (أنت وهو) هذا عمك جمال، ها أنا لقد تبينت قدر الزعيم، عندما زرت بهرت، واقتربت صُعقت، وشاهدت ذُهلت (كله بالضمة)، وليس من سمع يا بديع كمن شاهد، وليس من شاهد كمن لمس على أرض الواقع، كيف كان الزعيم يبنى وقت كنا ندمر، يرفع القواعد ونحن نفجر القواعد ونحرق، كان يطل على العالم ونحن ننظر تحت أقدامنا خشية أن يرانا نتآمر بليل على حياة الزعيم فى «المنشية» . يلزمكم توبة نصوح عن إهانة الزعيم، لا يكفى اعترافا وعلى الدرب نسير، توبوا عن إهانتكم، توبوا تصحوا ويصح غرسكم، ولتغرسوا فسيلة (أقيموا مصانع) استروا بها عوز المصريين، لا تدشنوا (متاجر) تبيعون فيها وتشترون فى لحم المصريين، الصناعة والزراعة زاد وزواد المصريين، زاد كامل وليس «زادا» للتجزئة، لتعبئة كرامة المصريين فى أكياس باسم عودة وزير التموين. كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم، بذمتك يا رئيس وأنت على درب ناصر تسير، مصر حققت عشرة ملايين طن قمح، القمح سنابل يا مولانا، لم يحن عيد الحصاد، ستحصدون ما زرعتم غلا للذين آمنوا بالمصرية التى أنتم تنكرون (يابتوع طز فى مصر)، أول الدرب صدقا مع المصريين، أتضحكون منا وتسخرون بأيكم المجنون الذى يصدق مرسيا إذا اعترف بفضل الزعيم. إنهم لمنكروه، لا يطيقون اسمه ولا صورته مرسومة فى التحرير، يطاردونه شبحا فى رقدته الأبدية، ما لهذا الزعيم يصحو كل حين من سباته يدحض باطلهم، ويعرى عريهم من كل منجز، عبدالناصر ترك مصانع لم تسجل فى كتاب الإنجازات (إياه)، ولكن مصر عبدالناصر تتحدث عن نفسها بلسانك يا مرسى، ولسانك حصانك.