بقلم: رامي حسن شحاته خدعوك فقالوا: إهرب بجلدك .. فها هنا أرض الشقاء هاجر و إرحل.. إلى بلد الأقوياء هناك الحلم المنتظر .. هناك عدل السماء لا يا سيدي إنتظر .. فهذا محض افتراء لا عندنا نار جهنم .. ولا عندهم جنة الأتقياء تترك وطنك وتمضي .. وكل ما ودعته يبكي حتى جدران بيتك .. ترنو إليك و تأن وتشكي مصر تناديك: يا ولدي.. لا تزد همي فلقد كثر الغزاة .. وكثر من يطلب رأسي أتهجرني وتتركني وحدي .. وأنا من أجلك أفنيت عمري ألم تأكل يوما من خيري؟! .. ألم أضمك يوما لصدري ؟! برغم سيل أحزاني ودموعي .. و برغم مساويء دهري مازلت حبلى بألف ربيع .. يمكن أن يعطوك زهري فقط ساعدني وخذ بيدي .. فالجراد ينهش في ظهري والجرذان تعبث بثوبي .. قد يسقطوا ورقة التوت عني فهل يرضيك تعريتي ؟! أنا مصر أمك وأختك وحبيبتك .. فكيف تسمح لهم بذلي ؟! قف كالجبل الشامخ في وجه الطاغوت .. قف كالهرم وشد أزري إذا رحلت وامتلكت الدنيا .. فمن أين تشتري وطنا غيري؟ من قال أني جوعتك يا ولدي .. فأحب شيء عندي أن أطعمك من كبدي .. أن أرويك من شهدي ولكن أرضي لا تطعم الجبناء .. فالذنب ليس ذنبي فلا تأخذ بناصيتي ولا بشعري .. ولا تقول فوضت أمري بل قل: سوف أهب لنصرتك يا أمي سوف أجعل تراب أرضك طعامي .. سوف أجعل دماء أعدائك شرابي لا تخافي ولا تحزني يا أمي .. حتى لو دق الموت بابي فأنا ومنذ آلاف السنين كنت فدائي لا تجزعي يا أمي و إن صلبوني وإن عذبوني لا يهمك يا أمي حتى ولو في بحار اليأس .. أغرقوني فأنا و منذ آلاف السنين إعتدت على الموت غريقا و محروقا و مصلوبا وإن لم تصدقوني.. فبيني وبينكم شهداء مجدي وملحمة صمودي