لانتصارنا على إسرائيل فى 6 أكتوبر قصة كفاح.. فهل ننتصر فى معركتنا من أجل القمح؟ عند تنفيذ التطبيع الزراعى مع إسرائيل «طبّلت أرض مصر الزراعية» ورعى فيها الدود تحت غطاء الصوب الزراعية، توج الفلفل الأخضر على عرش الخضر، وارتدى الكنتالوب ثوب الإمامة على حقول الشمام الإسماعيلاوى العجب.. هنا توارى القمح خجلاً رغم الزيادة السكانية الهائلة المحتاجة إلى طعام لكل فم.. ثبتت المساحة المنزرعة قمحاً فأصبحت أقل من المطلوب بنسبة الثلث أولاً ثم النصف.. ثم استعمرتنا أمريكا بالطعام بمراكب القمح من فائضها، بدلاً من أن تلقيه فى المحيط تبيعه لنا ونركع بالدين! وفى أوائل الثمانينيات شرفت وأستاذى جلال الحمامصى، رحمه الله، بعمل حملة من أجل القمح وهاجمت فيها الصوب فكان ذكاء وزير الزراعة فى ذلك الوقت، الدكتور يوسف والى، متربصاً بكل من يمر بجانب كلمة التطبيع الزراعى، فأرسل أحد وكلاء الوزارة يطلب منى عمل بحث عن الصوب الزراعية لمؤتمر زراعى عالمى يعقد فى الوزارة.. وعانيت فى عمل البحث الذى أثبت فيه أن مصر صوبة زراعية طبيعية لمناخها وتربتها الخصبة، ولكن استمرت الصوب حتى ثبتت خطورتها على الأرض وأزالها الناس والدولة على استحياء. وبُحّ القلم بحثاً عن مشاكل زراعة القمح، وعرضنا تجربة العالم المصرى العظيم، الدكتور جمال عزام، الذى اكتشف مادة يتم رشها على رمال الصحراء فتصلح زراعتها قمحاً ولم يستمع إليه أحد.. وتلقفت الصين العالم المصرى بتجربته التى نجحت منذ الثمانينيات حتى الآن هناك. ومنذ خمسة أعوام وأثناء وجود الدكتور فتحى سعد، على كرسى محافظة الجيزة طلبت منه أن يقدم مكافأة للفلاح الذى يرفع إنتاجية الفدان قمحاً.. وأعلنها وتسابق فلاحو الجيزة واستطاع واحد منهم أن يرفع إنتاجية الفدان من 17 إلى 30 إردباً من القمح، أى إلى الضعف تقريباً، وأقيم احتفال فى إحدى قرى الجيزة، حضره وزير الزراعة وتم تكريم الفلاح وشرح تجربته العظيمة. أصبح لدىّ تأكيد بأن سيدنا يوسف، عليه السلام، مازال يرعى قمح مصر حتى تنتج شجرة القمح عشرات السنابل فيرتفع الإنتاج الرأسى حينما يعزّ ارتفاعه أفقياً فى المساحة المنزرعة قمحاً، وتمنيت أن تعمم تجربة فلاح الجيزة فى مصر ولكن لم يلتفت إليها أحد. وكنت أرقب تجربة الدكتور فتحى سعد فى موقعه الجديد فى المحافظة الوليدة 6 أكتوبر التى اتسعت رقعتها وأصبحت محاطة بعشر محافظات هى الجيزة والبحيرة والقليوبية والمنوفية والفيوم وحلوان وبنى سويف والمنيا ومرسى مطروح والوادى الجديد. ذهبت إليه فى مبناه المتواضع ولكنه ملىء بالأمل: ■ ماذا واجهك من صعاب؟ - الكوادر البشرية.. وكان الوزير المحجوب متفهماً جداً حينما طلبت منه الاستعانة ببعض الذين عملوا معى بالجيزة كجزء من الخبرة فوافق فوراً.. هنا حجم العمل صغير بالنسبة للجيزة، ولكن الكيف صعب لبداية هيكلة محافظة.. مشاكل مالية والفصل بين المالى والإدارى.. محافظة أكتوبر كلها جزء من الجيزة وحدودها مرسى مطروح والواحات البحرية. ثم تدفق يقول وأنا أتربص بما يقول: - التحدى فى أكتوبر هو المستقبل وليس الحاضر، لأن فى أكتوبر بحجمها الجديد إمكانيات صناعية وسياحية.. أكتوبر ثانى بلد فى الآثار بعد الأقصر.. هنا سقارة وميت رهينة ودهشور. ■ والسرقة.. سرقة الآثار؟ - نتعاون مع الهيئة، والأهم تعويض الناس وبث ثقافة الحفاظ على الأثر.. لدينا إمكانيات زراعية. ■ نقف هنا.. ماذا عن القمح؟ طبعاً تذكر المسابقة؟ - أقمت مسابقة هنا لأكبر إنتاجية فدان وفاز فيها فلاحو 6 أكتوبر، فكان إنتاج الفدان 18.5 إردب بزيادة 2 إردب عن كل محافظات مصر. قبل الطبع هل يستطيع اللواء المحجوب وزير الحكم المحلى أن يعمم تجربة الدكتور فتحى سعد فى زيادة إنتاجية فدان القمح كسباق ضد الجوع فى الجمهورية كلها؟ [email protected]