نطالع ونستمع ونشاهد هذه الأيام موجة من الهيافة الإعلامية، التى تركت الغذاء الذى نتناوله يومياً المروى بمياه المجارى.. وتركت القمح المسوس والمسرطن والمبيدات وما أدراك ما هى وما ينتج عنها، وأيضاً نترك الفساد فى مقاومة أطنان الزبالة، وهى الخدمة التى تتقاضى الدولة ثمنها من جميع فئات الشعب دون أن تقدمها، ودون أن نقدم نحن الدولة ولا حكومتها إلى المحاكمة بتهمة النصب على الشعب! ونترك الفساد فى العملية التعليمية وغير ذلك كثير، ونترك كل هذا ونتنمر ونتصيد ما يقوله وما يفعله شيخ الأزهر ومفتى الديار، وما يقوله قداسة البابا شنودة أو الأنبا بيشوى!! وتنعقد المحافل التليفزيونية فى جميع قنواته ويخرج علينا كثير من الأفاضل ما بين مؤيد ومعارض!! وكأن الدولة أصبحت دولة تتبع جمهورية أفلاطون.. وجميع مشاكلها حلت، رجاء الإفاقة مما نحن فيه، لأننى أعتقد أن مصر تخضع لنظرية المؤامرة، لكن هذه المؤامرة نحن الذين نسجناها، وليست واردة من الخارج، ويظل تساؤلى الذى يحيرنى: أين عقلاء هذه الأمة فى هذا الزخم الإعلامى، الذى يفتت الجهود ويفتح الباب على مصراعيه للفتن؟! حسن شوشة - المحامى بالنقض