شهد مجلس الشعب أثناء مناقشته ثلاث استجوابات ومائه طلب إحاطة وسؤال أعنف هجوم تعرضت له الحكومة الحالية والسابقة حيث تم اتهامها بالقتل العمد للشعب المصري. طالب نواب المعارضة والإخوان محاسبة ومحاكمة كل مسئول عن تصدير وإدخال المبيدات المسرطنة إلى مصر ومحاسبة كل مسئول عن إدخال اللحوم والأغذية الفاسدة والمسممة إلى مصر اتهم النواب مصطفى بكري ومحمد عبد العليم داود وزير الزراعة الحالي بالتستر على الفساد والملفات الخطيرة الموجودة داخل وزارة الزراعة والتي تكشف عن حجم الأضرار التي أصابت الشعب المصري نتيجة إدخال المبيدات المسرطنة إلى الأسواق المصرية وتساءلوا لماذا يتم الصمت على جرائم الدكتور يوسف والي وزير الزراعة السابق والذي وصفوا عهده بالفساد والقتل العمد للشعب المصري. ووجه النواب اتهامات عنيفة للحكومة ومحاولتها الدائمة حماية والي من المحاكمة ومحاولتها حمايته بالحصانة البرلمانية من خلال ترشيحه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وقالوا لقد أسقطه الشعب المصري وأسقطوا من رشحه في الانتخابات وقال النواب إن وزير الزراعة الحالي لن يكون صالحا ومتمتعا بثقة الشعب إلا من خلال فتحه لملفات المبيدات المسرطنة فيما وجه النائب محمد عبد العليم اتهامات شديدة اللهجة إلى الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية وقال إنه أثناء توليه في الفترة السابقة وزير التجارة الخارجية كان سببا في إدخال الأغذية الفاسدة إلى مصر وقال في سخرية موجها حديثه للدكتور سرور أنني أريد معرفة أسماء ال 20 نائب الذين سوف يطلبون الانتقال إلى جدول الأعمال وقال إن هؤلاء النواب يطلبون في حقيقة الأمر الانتقال إلى جدول إعدام الشعب المصري وتساءل من يحمي الدكتور يوسف بطرس غالي وقال للأسف إن الذي يحمي الوزير "الدولة الحكومة ومجلس الشعب" وقال إن الدكتور يوسف بطرس غالي يجب إحالته للجنة القيم بالمجلس بعد إشرافه على دخول الأغذية الفاسدة وصناعة مافيا من كبار اللصوص لاستيراد الأغذية الفاسدة في مصر وللأسف إن هذا الاستجواب تقدمت به ثلاث مرات ولكن لم يناقش إلا بعد خراب مالطة وتساءل كذلك عمن يحمي فرج الله الذي يستورد زبالة مجازر أوروبا وقال إن فرج الله يتمتع بالحصانة من حكومة الحزب الوطني وقال نحن أمام الوزير الدكتور يوسف بطرس غالي الذي لم يحترم الشعب المصري ولم يحترم الدستور والقانون والسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية. ووجه عبد العليم رسالة إلى الرئيس مبارك لمحاسبة الحكومة وخاصة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والدكتور يوسف بطرس غالي وقال لو ثبت أن اتهاماتي غير صادقة فسوف أتقدم باستقالتي وأكد عبد العليم في استجوابه على علاقة الدكتور يوسف بطرس غالي بإسرائيل واستيراده للأغذية الفاسدة منها وكشف عن قرب وصول رسالة زبالة من أمريكا من الدواجن. وطالب النائب مصطفى بكري بمحاكمة الدكتور يوسف والي وزير الزراعة السابق على ما وصفه بجريمته في استيراد المبيدات المسرطنة التي تسببت في تصاعد حالات الإصابة بالأمراض الفتاكة حتى بلغ المصابون بمرض السرطان نصف مليون خلال ست سنوات فقط وطالب باستقالة وزير الزراعة ومعلنا سحب الثقة منه أو إحالة القضية إلى لجنة تقصي الحقائق مشيرا إلى ان وزير الزراعة الحالي سمح بإعادة رجال يوسف والي المفسدين إلى مواقع هامة بعد أن كان استبعدهم الوزير السابق أحمد الليثي مع العمل بعد مراجعته للمبيدات المستخدمة وأكد بكري مسئولية والي عن إفساد المياه في مصر وقال لقد دمر مستقبل وطن بأسره وقضى على زراعته ومحاصيله ووقف بكل تحد أمام البرلمان ليشيد بالتفاح الإسرائيلي والموز الإسرائيلي موجها بذلك الإهانة إلى الفلاح المصري الذي سبق الصهاينة بسبعة آلاف عام في الزراعة وأكد موافقة والي على طلب الدكتور يوسف عبد الرحمن رئيس البورصة الزراعية والفتي المدلل لوالي باستيراد مبيدات تدخل ضمن قائمة المبيدات المحظورة. وأكد الدكتور أكرم الشاعر نائب الإخوان في استجوابه أن هناك 100 ألف حالة إصابة سرطان في مصر سنويا وسرطان الجهاز الهضمي زاد خمسة أضعاف والسبب طعام الشعب المصري الذي يتناول أسماك حاملة هرمونات مسرطنة تسمى "أسماك وحيدة الجنس" وأيضا لحوم مصابة بالحمى القلاعية والأغذية المرشوشة بالمبيدات المسرطنة وقال لقد تناول المصريون 125 ألف طن من المبيدات المسرطنة في خمس سنوات وقال هذا ما أكدته التقارير الصادرة من وزارتي الصحة والزراعة وقال إنني لا أتحدث كلام مرسل ولكن كلام رسمي صادر من تقارير رسمية وقال للأسف لم نستمع إلى أي إجابة سواء من وزيري الزراعة والصحة على كافة الاتهامات التي وجهتها أو الأسئلة التي قمت بطرحها وقال نحن أمام قضية شعب وأنه لا يجب تسطيح الأمور وقال إن معنى ذلك استمرار الفساد والتلوث وقال إنني أمام ذلك أطلب سحب الثقة من الحكومة. من جانبه حاول المهندس أمين أباظة وزير الزراعة التقليل من الاتهامات التي وجهها النواب وقال إن هناك مراجعة لجدول المبيدات مرة سنويا على الأقل وأشار إلى زيادة صادرات مصر الزراعية إلى 4.5 مليار جنية العام الماضي بعد أن كانت 250 مليون جنية عام 91 وقال إن مصر أقل دول العالم في استخدام المبيدات الكيماوية وقال لقد انخفض استخدام المبيدات في مصر من 40 ألف طن في السبعينات والستينات إلى 11 ألف طن فقط عام 2003 وقال إن أمريكا أكبر مستهلك للمبيدات. من جانبه أكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة على وجود رقابة صارمة على استيراد الأغذية مشيرا إلى أنه يتم فحص عينات عشوائية من الأغذية والمياه من بقايا المبيدات الحشرية كما يتم فحص من يتداول الأغذية حيث تم فحص 105 ألف و656 شخص يعملون في مجال تداول الأغذية وأن معامل وزارة الصحة فحصت 434 ألف و506 عينة غذاء محلي منها 18 ألف عينة غير مطابقة وان هذا العام تم فحص 128 ألف من المواد الغذائية تم رفض منها 3250 عينة بنسبة 2.5% ، كما قامت وزارة الصحة العام الماضي بإعدام 2 مليون و226 ألف كيلو أغذية طازجة ومجهزة ومحفوظة وزيوت ودهون من خلال 105 ألف محضر وتم إعدام 659 ألف من الأغذية الفاسدة في الثلاث أشهر الأولى من هذا العام وفي مطار القاهرة تم فحص وتحليل 44 ألف و184 عينة خلال 15 شهرا الأخيرة تم رفض 2817 عينة فقط وفي الإسكندرية تم فحص 78 ألف عينة رفض منها 688 عينة فقط. وقال إن إجمالي العينات التي تم فحصها في جميع الموانئ 181 و425 ألف عينة رفض منها 5 آلاف فقط وفي عام 2006 وحتى الآن تم فحص 782.38 عينة رفض منها 2086 عينة من الرسائل الغذائية. وأكد وزير الصحة أن عدد المصابين على مستوى العالم بمرض السرطان 10.3 مليون حالة وعدد الحالات المتوقع أن تسجل عام 2020 هي 15 مليون حالة وقال هناك عوامل أخرى تسبب الأورام السرطانية منها التدخين حيث استهلك الشعب المصري خلال العام الماضي 8.5 مليار سيجارة مشيرا إلى أن التدخين أحد العوامل الرئيسية للإصابة بالسرطان وقال إن متوسط الإصابة بالسرطان في مصر 150 حالة في كل مائة ألف وفي أمريكا 153 حالة في كل مائة ألف.