فى الوقت الذى بدأت تظهر فيه مؤشرات محدودة على خروج الاقتصاد الأمريكى من أسوأ موجة ركود شهدها فى تاريخه، إذ حقق تحسنا بطيئا ومتفاوتا فى القطاعات المختلفة، أظهرت تقارير أن 1 من كل 6 أمريكيين يعيشون تحت خط الفقر، فيما بدأ عشرات الآلاف من عمال البريد فى بريطانيا إضراباً عن العمل، بسبب انهيار محادثات لتحسين الأجور والتحديث والأمان الوظيفى. وأعلن مكتب الإحصاء الأمريكى أن حوالى 47.4 مليون أمريكى يعيشون تحت خط الفقر، بين سكان الولاياتالمتحدة الذين يبلغ عددهم حوالى 307 ملايين شخص، وهى التقديرات التى تعنى أن واحدا من بين كل 6 أمريكيين يعانون من الفقر. وتشير التقديرات الجديدة، إلى انضمام 7 ملايين أمريكى إلى أعداد الفقراء التى قدرها المكتب فى تقرير سابق هذا العام بحوالى 40 مليون شخص، ويعتبر مكتب الإدارة والميزانية التابع للبيت الأبيض أن خط الفقر هو 22050 دولاراً سنوياً لأسرة تتكون من 4 أفراد، وتُقدر الأرقام الجديدة أن 7.1 مليون أمريكى من عمر 65 سنة يعيشون تحت خط الفقر وأن 27 مليون شخص بين سن 18 و64 عاما يعيشون تحت خط الفقر، إضافة إلى 13.3 مليون طفل. وفى غضون ذلك، أكد تقرير صدر أمس الأول، عن الاحتياطى الفيدرالى «البنك المركزى»، أن النشاط الاقتصادى فى الولاياتالمتحدة سجل تحسنا بطريقة «بطيئة» و«متفاوتة» حسب القطاعات والمناطق، موضحاً أن أكثر القطاعات التى شهدت تحسنا هو «قطاع العقارات السكنية وقطاع الصناعة» رغم أن معدل طلب المستهلكين لايزال متباينا، وأداء أسواق العمالة ضعيفا، بينما سجل القطاع التجارى أضعف درجات التحسن، فيما سجل القطاع المصرفى ضعفا فى مناطق عديدة. ومن جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إنه مستعد لتحويل جهود الإنقاذ الحكومية من البنوك الكبرى إلى البنوك الأصغر لأن الائتمان المتاح لأصحاب المشاريع الصغيرة لايزال ضعيفا جدا، موضحاً أن زيادة الائتمان المتاح لتلك الشركات سينشط نمو الوظائف. وفى الوقت نفسه، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين مطلعين، بأن وزارة الخزانة ستطالب بتخفيض مكافآت 25 من كبار المديرين التنفيذيين فى 7 شركات مالية الأكثر ديونا للحكومة بنسبة 50%، بعد أن انتقد تقرير رقابى أسلوب إدارة الحكومة لجهود الإنقاذ المالي. وفى بريطانيا، بدأ نحو 120 ألف عامل من هيئة البريد الملكية البريطانية الحكومية إضرابا لمدة يومين فى جميع أنحاء البلاد وألقوا باللوم على رؤسائهم والحكومة فى فشل المفاوضات، بسبب الخلاف المستمر حول الأجور والوظائف، وخطط التحديث التى تعتبرها الهيئة ضرورية لزيادة قدرتها التنافسية. وبدأ 42 ألفاً إضراباً أمس، وينتظر مشاركة 78 ألفاً من العاملين فى جمع وتسليم البريد الإضراب اليوم «الجمعة»، فى خطوة أدت إلى شل عمليات تسليم البريد وستتسبب فى حرج بالغ للحكومة العمالية برئاسة جوردون براون، الأمر الذى يحاول المحافظون استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية فى الانتخابات المقبلة. وقال ديف وورد، نائب الأمين العام لنقابة العاملين بالبريد «إنهم لا يطورون الخدمة، إنهم يخططون لخفض أعداد كبيرة من الوظائف.. ما نريده هو فرصة لتسوية الأمر، لا نريد إلحاق الأضرار بعملائنا، فليس لدينا بديل»، بينما قال براون إن الإضرابات تأتى بنتائج عكسية، وتعهد بأن تفعل الحكومة ما بوسعها لتسوية الخلاف. وتراجع حجم أنشطة هيئة البريد الملكية 10% سنويا فى الفترة الأخيرة، فيما تريد الحكومة بيع 30% من أسهم الهيئة لزيادة قدرتها التنافسية رغم معارضة العاملين بها. وفى غضون ذلك، انتقد الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف، الشركات العامة التى أنشئت غالبيتها فى عهد الرئيس السابق فلاديمير بوتين ولم تعد قادرة على الاستمرار سوى بفضل أموال الحكومة، داعياً إلى خصخصتها أو إقفالها، وقال ميدفيديف: «أعتقد أننا فقدنا السيطرة فى فترة ما على إنشاء شركات عامة، وهذا لا يعنى أنه ينبغى إقفالها غداً، فهى ستعمل، لكن سؤالا سيطرح فى نهاية المطاف.. تحويلها إلى شركات مساهمة أو تصفية نشاطها».