اعتبارات كثيرة جعلت مناطق صحراوية، مثل الصحراء السوداء ومنطقة «أم اللفاع»، صيداً ثميناً وسهلاً لعدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين، الذين حاولوا استثمار المكان بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية، حيث تتميز هذه المناطق بثراء طبيعى يؤهلها لكثير من الاستثمارات، وتعانى أيضاً «طناشاً» طبيعياً حسب وصف سكانها يؤهلها كذلك لكل أنواع التعديات، وهو ما دفع عدداً كبيراً من أهالى المنطقتين إلى الشكوى، والمطالبة بتحويلهما إلى محميات طبيعية. الصحراء السوداء التى تقع على مقربة من الواحات البحرية سميت بهذا الاسم حسب تأكيد السكان أيضاً بسبب الحمم البركانية والصخور البازلتية التى غطت قممها، خاصة جبل «المرصوص» الذى يتراوح ارتفاعه بين 200 و300 متر، وخلف هذا الجبل تظهر أول التعديات التى يشكو منها الأهالى، حيث استولت شركة تعمل فى مجال الإنتاج الزراعى على مساحة 25 كيلومتراً من الأرض وحفرت حولها 6 ممرات وجرفت الأرض حولها مما قضى على طبيعة المسطح الرملى البازلتى الأسود، دون أن يعلم أهالى المنطقة، من البدو والعاملين فى سياحة السفارى، بأى حق تستولى هذه الشركة على الأرض وتجرفها. أبناء الواحات والعاملون فى سياحة السفارى لم يجدوا حلاً سوى التقدم بطلب إلى محافظة 6 أكتوبر لتحويل بعض المناطق الصحراوية إلى محميات طبيعية، خاصة مناطق المرصوص وجبلى الدست والمغرفة، حيث تم اكتشاف ثانى أكبر ديناصور فى العالم وزنه 80 طناً وارتفاعه 28 متراً فيها، فضلاً عن منطقة أم اللفاع التى تعد نموذجاً مصغراً لبحر الرمال.. ا لمحافظة من جهتها شكلت وفداً مكوناً من متخصصين فى البيئة والسياحة والجيولوجيين والآثار، إلى جانب ممثلين من أبناء الواحات لمعاينة المنطقة على أرض الواقع. أشرف لطفى، أحد أبناء الواحات العاملين فى تنظيم رحلات السفارى، رئيس جمعية محبى الصحراء قال: «من وقتها ونحن لا نعرف شيئاً عن النتيجة التى توصلت إليها اللجنة، وكلما ذهبنا إلى المحافظة تقول لنا إنها حولت الموضوع إلى وزارة البيئة، ولما بنسأل فى البيئة يقولوا إنهم فى انتظار رد المحافظة.. ودوخينا يا لمونة». د. فتحى سعد، محافظ 6 أكتوبر، أكد أن المحافظة رفعت تقريرها إلى وزارة البيئة بشأن عمل اللجنة التى تم تشكيلها من المتخصصين، وقال: «الوزارة وحدها هى القادرة على تحديد أحقية المكان فى تحويله إلى محمية طبيعية».. وأضاف: «المحافظة كل ما تعمل حملة للقضاء على التعديات يعيدها الأهالى مرة أخرى، وقد أرسلنا لجنة من المحافظة لحصر التعديات وخاطبنا الجهات الأمنية لإزالتها، لكن المشكلة فى الأهالى». الغريب أن منطقة أم اللفاع التى تتمير بالرمال المتحركة زحفت إليها التعديات، حيث انتشرت فيها ماكينات الرى بالتنقيط فى انتظار إشارة البدء لزراعتها، ولم تخل منطقتا الدست والمغرفة، اللتين تم اكتشاف ثانى أكبر ديناصور فى العالم فيهما، من تلك التعديات، حيث انتشرت فيهما حظائر تربية الجمال.. كل هذه التعديات دفعت خبيرين إيطاليين يمثلان «المشروع الإيطالى للمحميات» فى المنطقة، وهما ألبرتو سليوتى وزوجته إيفون، إلى إعداد تقرير مصور، رصدا خلاله التعديات التى نالت من طبيعة الصحراء السوداء. كما طالب محمود القيسونى، مستشار وزير السياحة، للسياحة البيئية، بأن تخضع الأراضى المصرية غير المستغلة بعد لهيمنة المركز الوطنى لتخطيط استخدامات أراضى الدولة التابع لرئاسة الوزراء، والذى يحدد طبيعة المشروعات التى تتلاءم مع طبيعة كل أرض. وقال: «ما حدث فى الواحات البحرية من تعديات أمر طبيعى، نتيجة لغياب التنسيق بين الوزارات المختلفة، ووزارة البيئة كانت قد وضعت خطة لإعلان 40 منطقة محمية طبيعية حتى عام 2017، لكنها اكتشفت وجود مناطق أخرى غير الأماكن المدرجة فى الخطة تتطلب سرعة تحويلها إلى محميات طبيعية، منها خليج صمداى جنوبالغردقة والدبابية غرب قنا».