شنَّ أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، هجوماً حاداً على بعض الصحف ووسائل الإعلام التى تهتم فقط بنشر الأخبار حول خلافات القضاة. وقال الزند، فى كلمته خلال الإفطار السنوى للنادى أمس الأول، إن بعض رجال الإعلام «ينفخ فى الكير، ويشعل نيران الخلافات بين القضاة من أجل زيادة التوزيع». وشهد الحفل إقبالاً ضعيفاً نسبياً، وحظيت قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، المتهم فيها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، والضابط السابق محسن السكرى، باهتمام خاص بسبب حضور المستشار المحمدى قنصوة رئيس محكمة الجنايات، الذى حكم فى تلك القضية، ورغم أنه كان متحفظا للغاية فإنه كان متحمسا لأحاديث زملائه. وشهد الحفل غياباً لافتاً لمعظم القيادات القضائية عن الحفل، سواء أعضاء مجلس القضاء باستثناء المستشار سرى صيام النائب الأول لرئيس النقض، أو قيادات محكمة النقض، أو قيادات وزارة العدل خصوصا الوزير الذى لايزال يرفض تلبية دعوة النادى أو التعامل معه منذ أيام المستشار زكريا عبدالعزيز، وكان الحضور ضعيفا نسبيا من جانب القضاة والضيوف من الصحفيين والإعلاميين، حيث كان فى مقدمة الحضور المستشارون مقبل شاكر، رئيس محكمة النقض السابق، وعادل الشوربجى نائب رئيس محكمة النقض، وعادل حشيش رئيس نادى قضاة بنها، والمستشار رضا شوكت رئيس محكمة الجنايات، كما ظهر فى الحفل لأول مرة المستشار المحمدى قنصوة رئيس محكمة جنايات القاهرة، الذى لفت الأنظار إليه بوقاره وتواضعه واحترامه لنفسه. من جانبه، أعلن المستشار إسماعيل البسيونى، رئيس نادى قضاة الإسكندرية فى كلمته، عقد جمعية عمومية طارئة بناديه أوائل أكتوبر، لبحث سبل التصدى لمشروع القانون المقدم من المستشار ممدوح مرعى وزير العدل، لتوسيع عضوية مجلس القضاء الأعلى بضم رؤساء محاكم جدد «استئناف وابتدائية»، واصفا مشروع مرعى ب «الخنجر المسموم» فى جسد القضاء، وأكد أن هذا المشروع هو تخريب وتفتيت للقضاء، لأنه يخالف المبادئ والأعراف المستقرة للقضاء مثل مبدأ الأقدمية، وقال: «لا يجوز، ولن نقبل، أن ينضم مستشار أحدث فى القضاء إلى مجلس القضاء فيتحكم فى زملائه الأقدم منه، والوزير يريد وضع اثنين من المستشارين رؤساء المحاكم الابتدائية حيث يعينهما داخل مجلس القضاء رغم أنهما أحدث من زملائهما داخل القضاء». وتساءل البسيونى عن السر الحقيقى والباعث الخفى وراء الإصرار على الدفع بهذا المشروع الذى يرفضه جموع القضاة، وقال إن هذا المشروع يطل برأسه من جديد مرة أخرى، ولسنا ضد توسيع عضوية المجلس، بشرط احترام مبدأ الأقدمية. وعلق الزند على ما تردد بخصوص إلغاء دعم القطارات، قائلا: «هذه مجرد شائعات»، فرد البسيونى: «أنا عمرى ما أطلع شائعات وأنتم تعرفوننى جيدا»، فأكد الزند بقوله: «لن يصدر قرار بذلك وليس فى مقدرة مسؤول مهما كان حجمه أن يلغى ميزة حصل عليها القضاة». كما أشار الزند إلى تصريحات المستشار عادل عبدالحميد الخاصة بضرورة نقل تبيعة التفتيش القضائى من وزارة العدل إلى مجلس القضاء، وقال: «عندى من الشجاعة والجرأة ما يجعلنا نقول إننا قد سبقنا المستشار عبدالحميد فى ذلك المطلب فى برنامجنا الانتخابى، ونجدده فى كل مناسبة». وحول عدم دعوة المستشار زكريا عبدالعزيز لحفل الإفطار، قال الزند: «أعتقد أن المستشار عبدالعزيز لا يحتاج دعوة إلى بيته، ونحن لم نتجاوز فى عدم دعوته». ورغم ما شهده الحفل من مشاحنات وعصبية فى بعض الأحيان نتيجة انتقادات وجهها الزند وبعض القضاة، بشأن تغطية بعض الصحف لأخبار وشؤون القضاة وناديهم، فإن رئيس النادى أوضح أن الجلسة ودية وتصالحية. وحول مشروع قانون مرعى، أكد الزند أن إرجاء وزارة العدل لمشروع القانون المقدم منها لتوسيع عضوية مجلس القضاء الأعلى إنما يأتى مقدمة لعدم إصداره، مشددا على أنه لن يسمح طوال فترة توليه رئاسة نادى قضاة مصر بخروج أى مشروع قانون إلى النور ينطوى على أدنى مساس بأقدمية أى قاض، والتى تعد من المبادئ الأساسية وثوابت العمل القضائى التى يقوم عليها القضاء ككل. ورغم أن رئيس النادى أمضى 35 دقيقة، هى مجمل مدة كلمته فى بداية الحفل، فى توجيه عتاب لتغطية بعض الصحف لأخبار وشؤون القضاة وناديهم والحديث عما وصفه بإثارة الفتن والضغائن بين القضاة وبث الفرقة، فإنه حرص على إعلان تقدير واحترام قضاة مصر جميعاً ومجلس إدارة ناديهم لرجال الإعلام والصحافة ولرسالة الإعلام، كما وجه تحية خاصة إلى «المصرى اليوم»، قائلا: «لقد وضعت أقدامها على الطريق الصحيح فى إرساء الرسالة التى تقوم بها الصحافة فى أى وقت، والأمثلة والشواهد كثيرة كان آخرها حملتها لكشف الحقيقة المرة فى رى الفواكه والخضروات والمحاصيل الحقلية بمياه الصرف الصحى والصناعى، وهى حملة ناجحة وتستحق عنها وساماً، وأعتقد أن هذه هى الرسالة الحقيقية أن تفتش الصحافة عن مصالح الوطن والمواطن فى كل مكان على أرض مصر، وخيراً فعلت الحكومة عندما استجابت وحاولت أن تستصدر تشريعا لتجريم الرى بمياه الصرف الملوثة. وتساءل الزند عما يريده فريق من رجال الصحافة والإعلام الذين يطيرون فرحاً على حد قوله لكل خلاف بنادى القضاة.. كما تساءل: «لماذا ينفخ بعض رجال الإعلام فى الكير ويشعل نيران الخلاف؟ ما القصد وما مصلحة الوطن فى هذا؟»، قائلا: «اتركونا يا قوم، وما مصلحتكم فى الخلاف هل لغرض البيع والتوزيع؟». وشدد بقوله إن جموع قضاة مصر يد واحدة، ولا توجد بينهم تيارات أو فرق متنازعة، مشيرا إلى أنه لا يوجد بين القضاة من أطلق على نفسه أنه يمثل تيار الاستقلال أو الاحتلال.