اليوم ولدت وناقشت رسالة الدكتوراه حياتى بدأت فى هذا الشهر الكريم، وتحديداً فى الثالث والعشرين منه، فميلادى كان فى 23 من رمضان، وهو مناسبة غالية جداً على قلبى لأنها جاءت فى هذا الشهر الكريم، ومن وقتها ارتبطت مناسبات وذكريات كثيرة فى حياتى برمضان بداية من الطفولة وتعليق الزينات والفوانيس والعيدية أو العادة التى كانت أهم شىء عندنا كأطفال وكنت أتجمع أنا وأولاد الجيران ومعنا الفوانيس ونلف على الأهالى والجيران ونغنى أغنية «إدونا العادة» مرورا بمناقشتى لرسالة الدكتوراه عام 1975، وكان موافقاً لشهر رمضان أيضاً، وحتى الآن تربطنى عادة سنوية برمضان من خلال ملتقى الفكر الإسلامى الذى أشارك فيه كل عام بندوة. رمضان بالنسبة لى هو مشهد اللمة والترابط الأسرى الرهيب اللى كان موجود زمان على مستوى الأسرة الكبيرة والصغيرة ونفتقده الآن، مشهد لصلاة التراويح والسهر من أجل قيام الليل والعبادة، وأصبح السهر الآن غالبيته من أجل المسلسلات والتسلية». «التمر والشوربة شىء أساسى عندى فى رمضان، بالإضافة إلى الملوخية والبامية ورغم وجودها فى الأيام العادية لكننى أحبها أكثر فى رمضان». د. سعاد صالح رمضان موسم وطنى والقراءة الجادة أهم إنجازاتى فيه رمضان موسم جامع للمصريين، ومن هنا أسميه موسماً وطنياً، وأتذكر أيام صباى فى «تلا» بالمنوفية، كان المسيحيون بالقرية يعتبرونه موسماً لهم أيضاً، وحين كانوا يزورون أبى فى نهار رمضان، كان والدى يطلب منهم أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعى، كالتدخين وتناول الطعام أو الشراب ولكنهم كانوا يرفضون تماماً ويحرصون على احترام شعائر رمضان. فكما يميل الفرد إلى العزلة، تميل الجماعة للتجمع والتآلف، وهو ما نلمسه بشدة حين يدعو النفير للدفاع عن الوطن وأيضاً يحدث ذلك فى الاحتفالات بالأعياد الدينية التى تظهر فى أروع صورة خلال شهر رمضان. كنت أنتهز فرصة حلول شهر رمضان للقراءة خاصة القراءات التى تحتاج لوقت ومجهود نظراً لنهار رمضان الطويل. أحمد عبدالمعطى حجازى
