فوانيس رمضان لم تسلم هى الأخرى من تبعات الأزمة المالية العالمية، ورغم أن فانوس رمضان يعتبر من العادات الموروثة فى شهر رمضان الكريم عند المصريين بين الصغار والكبار على حد سواء، لأنها تكسبهم ذكريات الطفولة، إلا أن هناك حالة عزوف لدى المصريين عن شرائها الكمية التى كانت موجودة فى السنوات السابقة، أو الاتجاه إلى شراء الفوانيس الأقل سعرا. ورصدت جولة لليوم السابع داخل عدد من محلات بيع الفوانيس تنوع أشكالها، وظهور العديد من الفوانيس المبتكرة، فى الوقت الذى اختفت فيه الفوانيس القديمة من بعض المحلات مثل الفوانيس الصاج التى تستخدم الشمع فى إضاءتها، والتى كانت تصنع بأيدى مصرية وتعبر عن عراقة الفن المصرى. وشهدت جولة السابع عدم وجود إقبال كبير على شراء فانوس رمضان، رغم ظهور شخصيات جديدة على شكل فانوس مثل شخصية كرومبو وهى الشخصية الأكثر شهرة فى الوقت الحالى، وتنوعت أشكال الفانوس الجديد مثل كرومبو يركب موتوسيكل، وكرومبو يرقص ويغنى رمضان جانا، وآخر يرقص ويردد مقدمة فوازير كرومبو بصوته. وتراوحت أسعار فانوس كرومبو بين 35 جنيها إلى 70 جنيها، فيما تراوحت أسعار الفوانيس العادية بين 7 جنيهات و17 جنيها. "عايزة فانوس ب10 جنيهات"، هكذا بدأت ندى سيد حديثها مع بائع الفوانيس، وهى تطلب منه 3 فوانيس بسعر اقتصادى، حيث أكدت سيد صعوبة التنازل عن شراء الفوانيس كل عام، حيث تمثل فرحة كبيرة للأطفال، بالإضافة إلى أنها موروث تاريخى يجب التمسك بيه. وقالت ندى إن الظروف الاقتصادية الصعبة دفعتها إلى شراء أرخص أنواع الفوانيس، رغم وجود العديد من الأشكال الجديدة المبتكرة، لكن لارتفاع أسعارها اضطرت إلى شراء الفانوس التقليدى حيث يعد الأرخص. وأكد أحمد عاشور صاحب محل لبيع الفوانيس بميدان الجيزة، أن الأزمة المالية أصابت بيع الفوانيس فى مقتل، حيث انخفض حجم المبيعات إلى 250 جنيها يوميا، فى الوقت الذى كان يبيع فيه من 950 جنيها إلى 1500 جنيه خلال العام الماضى. وقال إنه رغم وجود الأزمة المالية العالمية، والتى كان ينبغى أن تؤثر على أسعار الفوانيس بالانخفاض، إلا أنه لم يحدث ذلك، بل على العكس لوحظ وجود زيادة فى أسعار الفوانيس فى حدود 15% رغم أن أغلبها صناعة صينية. ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها المصريون من ضعف دخولهم، وتكبلهم العديد من المشكلات نتيجة جشع التجار، إلا أن مصر أصبحت سوقا كبيرة لصناع الفوانيس فى شهر رمضان الكريم، حيث تتنافس الصناعة المحلية مع مثيلاتها المستوردة خاصة من الصين، بسبب القوة الشرائية الكبرى، والتزام كل أسرة بشراء فانوس لكل طفل لديها كعادة سنوية كما أصبحت الفوانيس عادة بين الكبار الذين يصرون على تعليق الفوانيس الكبيرة الحجم أمام منازلهم أو الشوارع وفى مداخل العمارات، وأيضا أصبحت هدايا بين المحبين فى شهر رمضان يحرص الشاب على إهداء خطيبته للتعبير عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان الكريم. يذكر أن ظهور الفوانيس بدأ مع دخول الفاطميين إلى مصر فى القرن الحادى عشر، حيث خرج المصريون للتعبير عن فرحتهم حاملين المصابيح المضيئة بقدوم الخليفة الفاطمى "المعز لدين الله" إلى القاهرة فى أوائل شهر رمضان، ومن يومها ويستخدمها الأطفال والكبار للتعبير عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان الكريم.