منذ 5 سنوات وبعد أن توفى زوجها وخسرت الكثير فى صناعة الملابس الجاهزة التى ورّثها زوجها لها، اضطرت إلى تغيير مسار إنتاج مصنعها الصغير من مصنع للملابس الجاهزة إلى مصنع لإنتاج زينة رمضان. فى مصنعها، الصغير، الذى لا يزيد حجمه على 4 أمتار فى منطقة الزاوية الحمراء، تجلس رباب حسين الشهيرة «بأم زيزى» كما عرفها أصحاب المصانع وتجار باب الشعرية على ماكينة إلى جوار ابنتها الكبرى لتصنيع زينة رمضان. حيث قالت أم زيزى: «تعلمت الصنعة من (عم رمضان) رحمه الله، حيث كان أقدم صانع للزينة فى منطقة الزاوية الحمراء التى تضم ما يقرب من 6 مصانع أخرى متخصصة فى تصنيع زينة رمضان، أنا المرأة الوحيدة فيهم». وأضافت: «لجأت لصناعة الزينة بعد أن توفى زوجى وترك لى 3 بنات 2 منهن فى مراحل التعليم المختلفة، والصغيرة كانت رضيعة وقتها، كان هناك مصنع للملابس الجاهزة هوما ورثته عن زوجى الذى توفى إثر إصابته بأزمة قلبية، لكننى عجزت عن تسويق الملابس التى كنا نصنعها لذلك اضطررت إلى تغيير مسار الإنتاج. بدأت أعمل فى زينة رمضان شهرين فقط فى العام، حيث إن موسم عملنا يبدأ مع بداية شهر رجب حيث نبدأ فى تصنيع الزينة فى أول رجب لنبيعها فى الفترة من منتصف شعبان وينتهى عملنا فى اليوم الثانى فى شهر رمضان، بعدها نغلق المصنع ونعود إلى فتحه مرة أخرى فى شهر رجب من العام التالى، أما فى باقى العام فأعمل خياطة ملابس جاهزة فى أحد المصانع بمنطقة باب الشعرية، أصل مصاريف البنات كتير، وفلوس التعليم أكتر، حيث إننى حرصت على تعليم البنات كى لا يلاقين مصيرى فى الشقاء نتيجة عدم معرفتى بالقراءة والكتابة». رحلة يومية تقضيها ما بين بيتها فى منطقة الوايلى ومصنعها فى منطقة الزاوية الحمراء، تتعدى الثلث ساعة، حيث تبدأ عملها فى الحادية عشرة ظهرا وتستمر حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. تأخرها هى وبناتها فى العمل يعرضهن لكلمات كثيرة لربما تجرحهن، ورغم أن جيرانها يعرفون ما وأين تعمل إلا أنهم دائما ما يعلقون على تأخرها، «وبالرغم من ذلك فإننى لا أستطيع أن أترك صناعة الزينة، خاصة أنها تعود علىّ بمكاسب جيدة تكفينى لقضاء شهر رمضان وعمل كحك العيد وشراء الملابس الجديدة لبناتى، أما عملى كخياطة، فلا يساعدنى على شىء لأننى أعمل بالإنتاج مقابل 50 أو100 جنيه فى الأسبوع على حسب كشف الإنتاج». مع بداية شهر رجب تذهب «أم زيزى» إلى مصانع المشمع لتشترى ربع طن سنويا يكفيها لعمل كمية كبيرة من حبال الزينة، تختار المشمع الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق، وتأتى بصنايعى «مقص دار» لقص المشمع بأحجام متساوية، وأحيانا تطبع على المشمع كلمات «رمضان جانا» «رمضان كريم» وتزينهم بصور النجوم وهلال رمضان وأحيانا فوانيس، حيث قالت: «طبيعة المشمع الذى آتى به سادة وأحيانا ما يطلب منى التجار زينة منقوشة لذلك اضطر إلى طبعها فى أحد المطابع بمنطقة (شادر السمك) بشارع بورسعيد، وبالرغم من أن تكلفته عالية إلا أننى أبيعه بنفس سعر الزينة السادة، ثم أبدأ بتمكين المشمع فى الدوبارة عن طريق لصقهما بخيط الماكينة، ويتراوح سعر المتر مابين 10 قروش و15 قرشاً على حسب الكمية التى يأخذها التاجر». «أم زيزى» تذهب إلى جميع محافظات مصر لتسويق الزينة حيث قالت: «فى بداية عملى كنت أذهب إلى التجار فى المحافظات، خاصة الإسكندرية والصعيد حتى استطعت أن أتفق معهم على توريد كميات من الزينة كل شهر رمضان، وأصبح التجار يطلبون منى شحن الكميات فى مصر لتصلهم تلقائيا فى محافظاتهم، ثم أذهب فى نهاية الموسم إليهم لتجميع الفلوس». «أم زيزى» تتحدث عن مهنتها قائلة: «الزينة الملونة دخلت مصر منذ 10 سنوات بعد أن اقتبسناها من إحدى الحفلات فى فيلم هندى، لأن الهند كانت مشهورة فى صناعة الزينة الملونة ثم بدأنا فى تصنيعها، وأصبحت بدلا من زينة الورق والنشا».