أنا مهندس علاقات السادات مع اليهود الرئيس الراحل أنور السادات كان يكلفنى بمهام سرية كثيرة إلى إسرائيل، أحمل خلالها رسائل منه إلى قادتها، أنا صحفى رسمى، والرئيس كانت له مشاكله مع وزارة الخارجية، ولذلك لم يكن يريد أن يدرى أحد بتلك المهام، ويبعث بى «لا من شاف ولا من درى»، وهذا أسلوب من أساليب الدبلوماسية الشعبية لحل المشاكل سرا.. وهذا لصالح الدولة، لأن الكشف عن تلك المهام يفسدها.. التليفونات مراقبة والفاكس يمكن اختراقه، ولا يتبقى إلا أن يقوم الرئيس بإرسال مبعوث سرى يتكلم فى أذن المسؤولين دون وساطات. وفى زيارتى الأولى لإسرائيل بمصاحبة الرئيس السادات ذهبت إلى حائط المبكى بصحبة المذيعة همت مصطفى التى أشيع بعد وفاة السادات أنه كان متزوجا منها على زوجته جيهان، وسألتنى السيدة همت عن معنى هذا الحائط فشرحت لها، والطريف أن يهوديا أمريكيا جاء كسائح إلى القدس، ولم يكن يعرف اسم حائط المبكى فقال لسائق التاكسى أن يأخذه إلى المكان الذى يبكى عنده اليهود، فأخذه السائق إلى مصلحة الضرائب. -أذكر أننى فى يوم من الأيام عرضت على الرئيس السادات «علبة هواء»، كانت تباع فى بازارات القدس، مكتوباً عليها «هذه العلبة بها هواء نقى من الأراضى المقدسة»!.. وضحك الرئيس السادات وقال: نحن إذن نتفاوض مع أناس يبيعون الهواء! فقلت له: لا تنس يا ريس أننا أيضا دهنا الهوا دوكو! فضحك الرئيس وقال لى إن أحد المطاعم على النيل فى روض الفرج كان صاحبه يطالب الزبائن الجالسين فى الهواء بأن يدفعوا أكثر من الجالسين داخل المطعم، فهو أيضا يبيع الهواء للمصريين. أنيس منصور (من كتاب «رسائل أنيس منصور» الذى يتضمن عدة حوارات للكاتب مع الصحفى إبراهيم عبدالعزيز)