وكيل تعليم القاهرة يتفقد عددًا من المدارس بإدارة شرق مدينة نصر    "الوطنية للانتخابات": إعلان نتيجة المرحلة الأولى بانتخابات النواب وفق الجدول الزمني    محافظ البنك المركزي يرأس اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابعة لمجلس الاستقرار المالي    رئيس الوزراء يوجه تعزيز الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال لدعم الشركات الناشئة في مصر    أكاذيب لتهجير الأهالي.. سوريا تنفي إطلاق عملية عسكرية بالسويداء    تعرف على بدلاء منتخب مصر أمام كاب فيردي    كريم رمزي: الأهلي متمسك بضم أسامة فيصل.. وداري يقترب من الرحيل في يناير    النيابة تتحدى حكم البراءة في قضية الآثار الكبرى ضد راتب وحسانين    وزير الثقافة ومحافظ بورسعيد يتفقدان قصر ثقافة بورسعيد استعدادا لتطويره    الحكم في قرار منع هدير عبد الرازق من التصرف في أموالها 19 نوفمبر    رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة تعقب على حكم الإعدام.. ماذا قالت؟    التعليم: عقد امتحانات نوفمبر للصفين الأول والثاني الثانوي ورقيا    القبض على المتهم بإطلاق النار على سائق لشكه بإقامة علاقة مع طليقته بالهرم    طقس الغد.. تغيرات في درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 26    انهيار وصراخ ورفض أدلة.. ماذا جرى في جلسة محاكمة سارة خليفة؟    صادرات مصر من السلع نصف المصنعة بلغت 868.7 مليون دولار خلال يوليو 2025    وزارة الثقافة تطلق احتفالية «فرحانين بالمتحف المصري الكبير» ديسمبر المقبل    رئيس الوزراء يلتقي أعضاء اللجنة الاستشارية للشئون السياسية    لا تُجيد القراءة والكتابة.. الحاجة فاطمة تحفظ القرآن كاملًا في عمر ال80 بقنا: "دخلت محو الأمية علشان أعرف أحفظه"    الصحة تعلن نتائج حملة قلبك أمانة للكشف المبكر عن أمراض القلب بشراكة مع شركة باير لصحة المستهلك    مولاي الحسن يحتضن مباراة الأهلي والجيش الملكي    نائب الرئيس الإيراني: التعاون في منظمة شنجهاي يخدم السلام والاستقرار والصداقة بين الشعوب    التنسيقية : إرادة المصريين خط أحمر .. الرئيس يعزز ثقة الشعب في صناديق الاقتراع    المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية في التحقيقات : صليت العصر وروحت أقتله    تعرف على حورات أجراها وزير التعليم مع المعلمين والطلاب بمدارس كفر الشيخ    أهالي قرية ببني سويف يطالبون بتعزيز من «الإسكان» قبل غرق منازلهم في الصرف الصحي    القاهرة الإخبارية: اللجنة المصرية بغزة أقامت بمفردها 15 مخيما لمساعدة أهالي القطاع    انسحاب مئات العناصر من قوات الحرس الوطني من شيكاغو وبورتلاند    مجمع البحوث الإسلامية يطلق مسابقة ثقافية لوعاظ الأزهر حول قضايا الأسرة    من هو إبراهيما كاظم موهبة الأهلي بعدما سجل ثنائية فى الزمالك بدوري الجمهورية ؟    الكرة النسائية l مدرب نادي مسار: نستهدف التتويج برابطة أبطال إفريقيا للسيدات    هيئة الدواء: توفر علاج قصور عضلة القلب بكميات تكفي احتياجات المرضي    توم كروز يتوّج ب أوسكار فخري بعد عقود من الإبهار في هوليوود    حزب حماة الوطن ينظم مؤتمرا جماهيريا فى بورسعيد دعما لمرشحه بانتخابات النواب    أبو الغيط: الحوار العربي- الصيني ضرورة استراتيجية في مواجهة تحولات العالم المتسارعة    موعد التصويت بمحافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025    وزير الخارجية يؤكد لنظيره السوداني رفض مصر الكامل لأي محاولات تستهدف تقسيم البلاد أو الإضرار باستقرارها    موعد قرعة الملحقين الأوروبي والعالمي المؤهلين ل كأس العالم 2026    محافظ كفر الشيخ: الكشف على 1626 شخصا خلال قافلة طبية مجانية فى دسوق    إعادة الحركة المرورية بعد تصادم بين سيارتين على طريق "مصر–إسكندرية الزراعي"    جاتزو بعد السقوط أمام النرويج: انهيار إيطاليا مقلق    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا .. تفاصيل    رئيس مصلحة الجمارك: منظومة «ACI» تخفض زمن الإفراج الجمركي جوًا وتقلل تكاليف الاستيراد والتصدير    وزارة العمل: تحرير 437 محضر حد أدنى للأجور    كوريا الجنوبية تقترح محادثات مع نظيرتها الشمالية لترسيم الحدود    أسعار الدواجن والبيض في مصر اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    كلية دار العلوم تنظم ندوة بعنوان: "المتحف المصري الكبير: الخطاب والمخاطِب"    شريهان تدعم عمر خيرت بعد أزمته الصحية: «سلامتك يا مبدع يا عظيم»    ننشر جدول امتحانات شهري أكتوبر ونوفمبر لطلاب صفوف النقل للمرحلة الإبتدائية بكفر الشيخ    وزير الصحة يشهد الاجتماع الأول للجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض.. ما نتائجه؟    جامعة الإسكندرية توقع بروتوكول تعاون لتجهيز وحدة رعاية مركزة بمستشفى المواساة الجامعي    اسعار الفاكهه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 بأسواق المنيا    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    الفجر 4:52 مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    هاني ميلاد: أسعار الذهب تتأثر بالبورصة العالمية.. ومُتوقع تسجيل أرقام قياسية جديدة    أحمد سعد يطمئن جمهوره: أنا بخير وقريبًا بينكم    لاعب الزمالك السابق: خوان بيزيرا صفقة سوبر وشيكو بانزا «غير سوي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



چيهان السادات: حكاية «فنجان القهوة» كلام فارغ وسخيف وتؤكد أن هيكل «لسّه شايل» من السادات
نشر في المصري اليوم يوم 08 - 10 - 2010

قالت السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل أنور السادات، إن حكاية الأستاذ محمد حسنين هيكل عن فنجان القهوة، الذى صنعه وقدمه زوجها للرئيس جمال عبدالناصر قبل وفاته «كلام فارغ»، موضحة أن أنور كان «سى السيد» فى المنزل ولا يعرف يعد لنفسه فنجان قهوة، وتساءلت: كيف إذن أعده ل«ناصر»؟
وأضافت، خلال حوارها مع الكاتب الصحفى عمرو الليثى لبرنامج «واحد من الناس»، فى الحلقة التى أذيعت أمس، أنها تتمنى أن تحدد مدد رئاسة الجمهورية بمدتين أو ثلاث فقط، مؤكدة أنها لم تطلب من السادات أن يعين منصور حسن نائباً للرئيس.. وخاضت السيدة جيهان فى العديد من القضايا الشائعة والشائكة، وإلى نص الحوار:
■ نبدأ من طفولتك.. كيف كانت؟
- طفولتى كانت سعيدة لأننى نشأت فى جو عائلى ملىء بالهدوء والمحبة والدفء، ولقد كنا أسرة مترابطة ومتماسكة، وأبى وأمى كانا يعطيانى كثيرا من وقتهما.
كنا ولدين وبنتين، ووالدى كان يعمل فى وزارة الصحة ووالدتى إنجليزية كانت تعمل مدرسة، ولكن عندما جاءت إلى مصر لم تعمل.
■ والدك مصرى مسلم، ووالدتك إنجليزية مسيحية، هل أثر تغير الثقافات فى شخصيتك؟
- مؤكد، فذلك جعلنى أحترم الأديان الأخرى، حتى عندما أعددت رسالة الماجستير كانت عن أثر «شيللى» الإنجليزى على الشعراء المصريين، وعندما أعددت الدكتوراه كانت عن أثر النقد الإنجليزى على النقاد المصريين.
ووالدتى كانت تصوم معنا رمضان، ولم تذهب عمرها إلى الكنيسة فى مصر، وكانت تصلى فى الليل قبل أن تنام، وتحترم الزوج والأولاد الذين نشأوا مسلمين. بالعكس، لم نشعر بقلق أبدا أننا بين أب وأم مختلفين.
■ وما هى قصة ارتباطك بالرئيس السادات؟
- كنت فى إجازة صيف الصف الثانى الثانوى، وذهبت إلى منزل عمتى بالسويس، وكنت أحبها جدا، وكانت ابنتها مرتبطة ومتزوجة من ضابط طيار اسمه حسن عزت، وهو صديق وزميل أنور السادات، وكان يحكى لنا يوميا عن قصة أنور مع أمين عثمان و«اللى كانت مالية الجرايد يوميها»، وكنت منبهرة بشخصيته وتضحيته ونضاله ضد الاحتلال الإنجليزى.
■ وكيف كان اللقاء الأول لهذا الحب الأفلاطونى؟
- كنا فى رمضان، فوجدت «أبيه حسن» يقول إن أنور السادات جاء معه وموجود فى صالون الضيوف، وإنه «هيقعد معانا شوية»، فوجدتنى سعيدة جدا، وفى الوقت نفسه تساءلت: إنه متزوج ولديه أولاد كيف لا يذهب إلى بيته بعد عامين فى السجن؟. وعرفت بعد ذلك منه أنه وزوجته منفصلان.
■ فرحت عندما عرفت أنه منفصل؟
- لا لم يكن هناك شىء فى عقلى الباطن، فأنا كنت طفلة فى هذا الوقت «بس مش طفلة بمعنى طفلة.. لكن طفلة بريئة وناضجة»، ولم تخطر فكرة الزواج على بالى. فى كل الأحوال فرحت بأنه جاء وأننى سأراه، وفى وقت إعداد السحور وأنا فى المطبخ وجدتنى «مبسوطة إنى هشوفه». وكنت أحضر طبق مانجو بتقطيعها على شكل «طرنشات وحركات علشان لما تتقدم ما حدش يفضل يقشرها»، فوجدت «أبيه حسن» يأخذ قطعة و«عاملى فى وشى». ولم أكد أمسح وجهى وأنا خارجة من المطبخ وجدت أنور السادات أمامى، ووجدته هادئاً ولا يعبر عن مشاعره كثيرا.
■ «يعنى بيعرف يخبى»؟
- جدا جدا، وفى اليوم التالى ذهبنا بعمتى إلى طبيب الأسنان، وكان معنا.. وفى السيارة طوال المسافة وأنا أوجه له أسئلة وهو يرد على قدر السؤال، وبعد ثلاثة أيام كان يوم عيد ميلادى، ويومها ذهبنا للاحتفال به على شاطئ القناة، وكنا أنا وأنور «أخدنا على بعض». وكان يقول لى إنه مبهور من «عيّلة» يراها أكبر من سنها، ولديها قدرة على التعبير عن أفكارها.
وعلى شاطئ القناة، قال لى: «شوفى بقى أنا معنديش هدية أقدمها لك.. أنا هغنى لك غنوة.. وغنى غنوة فريد الأطرش (يا ريتنى طير وأنا أطير حواليك). وبالمناسبة، أنور كان صوته حلو جدا، وكان كلما دخل إلى الحمام يغنى إذا كان «مزاجه رايق».
■ وماذا كان شعورك وقتها وهو يغنى لك؟
- وجدتُنى أنا نفسى أطير، وهو لم يكن يقصد، بل غنى بشكل تلقائى، وقضينا اليوم فى الكازينو، وبعد تناول الغداء مشينا على الشاطئ، و«رحت قالعة الصندل»، وفعل نفس الشىء مع حذائه، وأخذ يحكى لى عن السجن وما مر به بداخله، وفى حكيه كانت لديه قدرة كبيرة على «شد» من يحكى له بسبب «الكاريزما» التى يتمتع بها، فازداد انبهارى به. وحدث تطور بعد ذلك، وتحولت علاقتى مع أنور إلى حب فعلا.
وبعدها عرفت أنه كان قد اتفق مع زوجته على الطلاق أثناء وجوده بالسجن، على أن يتم بعد خروجه منه.
■ كانت زوجته حاملا وقتها؟
- لا أعرف بالضبط، هى أنجبت بعدها «كاميليا»، ووقتها رفض أنور أن يقول غير الحقيقة قائلا: «أنا ما أغشش»، فقلت له «طيب بلاش تقول إنك فقير إلا إذا سألك، فقبل هذا العرض، وبالفعل لم يسأله أبى لأنه زمان كانوا «بيشتروا راجل».
■ لكن فارق السن الذى يصل إلى 14 عاما لم يصبكم بالقلق!
- بالفعل، كان والدى قلقاً جدا، ولكن تمسكى بالزواج من أنور أزال كل العقبات، غير أنى لم يكن لى أن أخالف والدى ووالدتى وأتزوج منه دون رغبتهما.
وأذكر أنه فى أول مرة جاء لزيارتنا ومقابلة والدى، وجهت له والدتى سؤالا وراء سؤال، حتى وجهت له سؤالاً: ما رأيك فى «ديلون تشرشل؟»، فرد سريعا: حرامى. وهنا تكهرب الجو، وأنا وجهى نزل فى السجادة، فطبعا كانت إجابته بمثابة الصدمة لأمى السيدة الإنجليزية التى ترى فى تشرشل- مثل سائر الإنجليز- بطلا عالميا.
وعندما قلت له: «ما كانش لازم تقول عنه كده». أجاب: « أنا ما أعرفش أجامل أو أكذب وأقول لها إنه بطل، ده حرامى وسرق بلدنا ودخل قناة السويس، وإذا كان بطل عندهم فهو مش بطل عندنا وأنا إتسجنت لأننى ضد الاحتلال الإنجليزى»، ولقد أخذتُ وقتا طويلا حتى أرضى والدتى وأقنعها بأن توافق على أن تراه مرة أخرى، فأقنعها بثقافته حتى انبهرت به وأحبته ووافقت على الزواج، رغم استغرابها من فارق السن وزواجى فى هذه السن الصغيرة، ولكننا انتظرنا وتزوجنا وعمرى 16 سنة إلا شهرين.
■ كان لافتا للنظر أنه يوم الزفاف كان مرتديا الزى العسكرى!
- نعم، لأن حسن عزت حاول أن يأخذه للعمل معه فى المقاولات، لكن أنور لم يكن مستوعبا العمل الحر، فكل حياته العملية قضاها ضابطا فى الجيش، لذلك كانت عودته إلى الجيش سريعا رغم أنه كان يكسب من عمله فى المقاولات، ولم نمر طوال هذه الفترة بأى أزمات مادية.
■ أريد أن أسالك سؤالا مباشرا.. هل اشترطت أن يطلق مدام إقبال زوجته الأولى قبل أن تتزوجى منه؟
- لا، كما قلت لك هو اتفق معها على الطلاق وهو فى السجن، وطلب منها ألا تأتى لزيارته مرة أخرى، ووقتها لم يكن قد رآنى، يعنى هو اتخذ قرار الطلاق قبل أن يقابلنى. بالعكس، هو كان يقول إنه لم يكن يريد الزواج مرة أخرى مطلقا، وإنه كان يريد أن يعيش حياته حراً دون ارتباط.
■ فى فترة وجوده بالسجن، تردد أن حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين، كان يرسل إعانات شهرية لمدام إقبال؟
- حصل، وهو بنفسه قال لى ذلك.
■ وهل حكى لك عن علاقته بالإخوان؟
- أعرف أنه كانت لديه علاقة بالإخوان، ليس هو فقط، وإنما جمال عبدالناصر أيضا، وكمال الدين حسين، ولكن أكثرهم علاقة بالإخوان هو السادات.
■ يعنى كان إخوانى!
- لا أعرف، لكنه كان على صلة بالإخوان. ودعنى أحكى لك أننى قبل أن أرى أنور كنت أعيش فى الروضة معقل الإخوان، وكنا جيران الهضيبى، ووقتها كنت مبهورة بالإخوان، وكنت أقدم شخصيا العديد من الخدمات باسم الإخوان،، وهيىء لى أننى ساهمت فى جماعة قائمة على الدين والحق والأخلاق والمثل، فالإخوان نشأوا نشأة بديعة مثلما شاهدنا فى مسلسل الجماعة، فقد كانوا محبوبين جدا.
■ وهل تغير الإخوان من وجهة نظرك؟
- لا شك أن الإخوان مجموعة كبيرة «بتاعة دين»، إنما مسألة أن تصل لحكم البلد، ليست هذه رسالة الإخوان الأوائل أبدا.
■ ولكن السادات عندما انضم للجماعة ماذا كان يريد بالضبط؟! لقد كانت المبادئ السياسية للإخوان بدأت تظهر!
- «ما عنديش فكرة»، لكن أنور بطبيعته متدين، فكان الأمر طبيعيا عندما قال لى إنه كان فى جماعة الإخوان، ولكن بعد الثورة بدأوا يعتدون على جمال عبدالناصر ويكون لهم مواقف أخرى، وأصبح لهم جناح عسكرى. فكرة الدين والمثل والأخلاق نحن فى احتياج لها، إنما لا نحتاج للسلاح وخلط الدين بالسياسة.
■ متى أنفصل أنور عن الجماعة.. قبل الثورة أم بعدها؟
- أعتقد بعد الثورة، لأنه وجمال عبدالناصر لم يقبلا شروط الإخوان.
■ كانت شروطا سياسية بوجود عدد معين من أعضاء الجماعة فى الوزارة؟
- نعم، اختلفوا بعد الثورة.
■ وهل كان هذا الخلاف بداية النهاية بين جمال وأنور من جهة والإخوان من جهة أخرى؟
- نعم.
■ نعود إلى عودة السادات إلى الجيش، كانت هناك رواية تتردد أن أحدا تنبأ لك بأنك ستكونين «على رأس مصر».. احكى لنا عن تلك الرواية؟
- كان ذلك قبل أن يقابل أنور وزير الحربية بيوم واحد، حيث طلب منى أن نخرج إلى كازينو قريب لنشرب «ليموناته»، فمر رجل يقرأ الكف، فطلبت منه أن يقرأ لى الكف، رغم أننى لا أؤمن بهذه الأشياء وكل هدفى أن أشغل بال أنور عن موضوع مقابلة وزير الحربية هذه.
وفوجئت بالعراف يقول لى «هتكونى نمرة واحد فى البلد دى»، فقلت له «إزاى.. يعنى هكون الملكة»، فقال « أنا عارف بقى، المهم هتبقى نمرة واحد، وهتخلفى 4 عيال معظمهم بنات».
■ وبعد أن أصبحت حرم رئيس الجمهورية تردد أنك «نمرة واحد فى مصر» بالفعل؟
- لقد سمعت كلاما عن أن نفوذى قوى جدا، وكل هذا الكلام افتراءات.
■ وحجم تدخلك فى القرارات « ممكن نقول كام فى المية»؟
- كان لى تدخل لا أنكره أبدا فى قانون الأحوال الشخصية، ومثل تدخلى للصلح بين السادات والأستاذ محمد حسنين هيكل، و«هيكل» يعلم هذا، وكنت «عايزة الناس تحبه ما تزعلش منه».
■ بذكر الأستاذ هيكل، أريد أن أسألك عن سبب الخلاف بين السادات وهيكل؟
- الخلاف يرجع إلى أن هيكل كان «الصحفى الأوحد» أيام جمال عبدالناصر، ولم يكن ينشر خبرا عنه إلا من خلال هيكل، ولكن السادات لم يكن مثل عبدالناصر «مش مختلط وملوش أصحاب»، لأن السادات كان له أصحاب وصداقات، وكان يعرف مصطفى وعلى أمين والصحفيين الكبار، لأنه بعد خروجه من السجن كان يعمل فى جريدة المصور، وكان يكتب مذكراته فى السجن، وعلى اتصال بالصحفيين، وعمل فى جريدة الجمهورية، فلم يكن هيكل بالنسبة له «نمرة واحد»، فكان هناك آخرون على اتصال ب«أنور» وليس «هيكل» فقط. وكان أيام عبدالناصر لا يملك صحفى أن يتصل به مباشرة إلا هيكل، بينما أيام السادات كان الجميع يطلبونه ويرد عليهم.
■ «مين قلب على مين.. السادات على هيكل.. ولا العكس»؟
- أتصور أن هيكل «ما كانش مبسوط إنه ما بقاش نمرة واحد».
■ وما اللحظة الفارقة التى جعلت الاثنين فى مواجهة؟
- لا أعرف الحقيقة، ربما عندما أقيل هيكل من الأهرام.
■ هيكل انتقد السادات بشدة فى كتاب «خريف الغضب»، ثم قال بعد ذلك إن الرئيس عبدالناصر كان مريضا وينتظر الموت بين لحظة وأخرى، وأكد أن ناصر مات بشكل طبيعى نتيجة المرض، كيف ترين ما أثير مؤخرا من تصريحات للأستاذ هيكل عن «فنجان القهوة» الذى قيل إن السادات أعده ل«ناصر»، وربما يكون قد تسبب فى تسمم الأخير؟
- حكاية «فنجان القهوة» تؤكد لى أن هيكل «لسه شايل» من أنور السادات، وأولاً «أنور» لا يشرب القهوة و«ما يعرفش يعملها»، وهو فى البيت كان «سى السيد، وكنت مدلعاه لدرجة إنه ما يعملش حاجة خالص»، إذن كيف يقول للرئيس عبدالناصر: أعملك فنجان القهوة؟! «كان الأبسط يرن جرس للسفرجى بتاعه، على الأقل بيعرف قهوته شكلها إيه، لكن أنور يروح ويطلع السفرجى من الأوضة إزاى؟ طب هو كان فين هيكل.. راح وراه وشافه وهو بيطلع السفرجى؟.
وبعدين عايزة أقول حاجة، أنا وعيلتى وأولادى كنا بنحب ناصر جدا جدا، وناصر ماكنش بيثق فى حد أد أنور، ولا يأكل إلا فى بيت أنور، وكان بيجيلنا فى البيت على الأقل تلت أو أربع مرات فى الأسبوع، ولو كان أنور عايز يسمه هيسمه وهو فى اللوكاندة؟. طب ما هو بيجيلنا البيت، وكانت تبقى أسهل، وبعدين يسمه ليه إذا كان ناصر يثق به إلى هذه الدرجة وعينه نائبا له، هذه القصة وحشة وعيب تتقال، حتى لو تم نفيها بعد ذلك».
■ البعض تساءلوا، لماذا تثار هذه القصة بعد 40 سنة من رحيل عبدالناصر؟
- بالضبط، حاجة غريبة فعلا، ولكن الأستاذ هيكل معروف عنه أنه ساعات يقول حاجات ويحكى عن رواية كل أبطالها أموات.
■ رقية بنت الرئيس الراحل السادات قدمت بلاغاً ضد هيكل؟
- إنها ابنته وهى حرة، لكنى أعتبر أن هذه القصة «كلام فارغ»، والشطارة أنه نفى فى الوقت نفسه، وأيضا عندما قال إن السادات طلب من القهوجى أن «يطلع بره». وتساءلت: «طيب، هو كان ماشى وشافه وبعدين طلع الراجل بره»؟ يعنى حاجة كده ليست لها معنى، وبصراحة فضلت عدم الدخول فيها، وأبتعد عن الصراعات السخيفة.
■ هل سيدة مصر الأولى لم تتدخل فى تعيين الوزراء؟
- نهائيا، فقط قدمت الدكتور صوفى أبو طالب، وكان رئيساً لجامعة القاهرة التى كنت أدرس بها، وصبحى عبدالسلام كشخصيات راقية وعلمية، وكنت أفضل أن يتعرف «السادات» على شخصيات لها مثل تلك الصفات، ولكن لا علاقة لى بقرارات أنور، وعندما قرر تعيين الأول رئيساً لمجلس الشعب، والثانى رئيسا لمجلس الشورى كان ذلك بعد اقتناع تام بهما، وكونهما من الشخصيات المشرفة.
■ الدكتور محمود جامع ذكر فى كتابه «عرفت السادات» أن جيهان السادات كانت السبب فى تعيين منصور حسن وزيرا، وأنها طلبت من أنور السادات أن يختاره نائباً للرئيس؟
- لا خالص، الدكتور جامع كان لديه خيال واسع، وهو سبق وأن كتب أن «ناصر» أنجب ولداً ووصى عليه السادات، فهذا يعتبر خيالاً مريضاً.
ولكن هذا لا يمنع أننى سعدت باختيار «منصور» وزيراً، لأنه شخصية مشرفة، لكن أنور لم يفكر فى تعيينه نائبا، ولكنه فكر فى تعيينه رئيسا للوزراء، وأنور كان قد اختار مبارك نائبا له، ولم يفكر فى لحظة أن يضره نهائيا.
■ لكن الشعب المصرى كان له انطباع فى ذلك الوقت أن مدام جيهان هى الأساس فى تعيين الوزراء والمحافظين؟
- قد يكون السبب فى ذلك الانطباع ظهورى مع أنور ونشاطى الملحوظ فى ذلك الوقت، خاصة أن زوجة الرئيس عبدالناصر، وهى سيدة محترمة كانت بعيدة عن الظهور، وأذكر أن أنور طلب منى الظهور فى أول حفل دعا له السفراء فى قصر عابدين .
■ البعض قال إن جيهان وفايدة كامل السبب فى تعديل المادة 77 من الدستور ليتمكن رئيس الجمهورية من الحكم لمدد بعد أن كانت مدتين فقط.
- ما قاله البعض ليس له أساس من الصحة، وفايدة كامل موجودة وممكن تسأل فى ذلك.
■ وهل أنت مع الرأى الذى يطالب بتعديل المادة حاليا؟
- على الرغم من أننى لا أريد التدخل فى ذلك الموضوع، لكن كنت أتمنى أن تكون محددة بمعنى مدتين أو ثلاث على أساس أن العالم كله كده، ولكن فى منطقتنا «مش ماشيين على كده»، وهناك رؤساء دول عربية وصلت مدة رئاستهم إلى 5 مدد.
■ وهل ناقشت السادات فى تعديل المادة وتوجهت له بالسؤال: «أنت ناوى تقعد لأبد الأبدين لآخر نفس»؟
- لا أبداً هو كان يقول غير ذلك، وكان يقول أيضا أنه «هيقعد لغاية ما يستلم سيناء فى 25 أبريل، وهذا الكلام قاله فى مجلس الشعب».
■ هذا معناه أنه سيكون أول رئيس معتزل؟
- كان يقول: «أنا عايز كده، وإذا احتاج الرئيس مبارك منى استشارة، أنا موجود».
■ ما هى المعايير التى اختار عليها القائد الفريق حسنى مبارك نائبا لرئيس الجمهورية؟
- أولا لشجاعته فى حرب أكتوبر، ولحرص السادات على اختيار صف ثان للثورة، وكان اختيار مبارك من بين الجمسى ومحمود فهمى، لكنه رأى فى مبارك إنسان شجاعاً نظيفاً وعنده خلق وانتماء.
■ وما حقيقة دخول السينما ليلة قيام الثورة وطبيعة المشكلة التى تسبب فيها السادات لتسجيل محضر رسمى يثبت من خلاله تواجده فى منطقة معينة إذا فشلت الثورة؟
- أقسم لك أن هذا لم يحدث، يعنى لا السادات حرر محضرا أو تسبب فى مشاجرة، وكل ما ذكر حول ذلك الموضوع قصص تم اختلاقها، وكل الحكاية أننا ذهبنا إلى سينما الروضة التى كانت تمثل أكبر فسحة فى ذلك الوقت، وحضرنا فيلما أجنبيا، وانقطعت الكهرباء أكثر من مرة فتركنا السينما وذهبنا إلى منزل والدتى التى كنت أقيم لديها فى الإجازات.
وأثناء قيام أنور بإدخال السيارة إلى الجراج طلب منى البواب أن أعطى له كارتا من توقيع جمال عبدالناصر، وكان مكتوباً عليه «المشروع يبدأ الليلة»، وبمجرد أن أعطيته إياه ارتدى ملابسه بسرعة شديدة وغادر المنزل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.