مقهى بلدى لا يقبل إلا حملة المؤهلات العليا وطلبة الجامعات

لا نقبل سوى حملة المؤهلات العليا أو طلبة الجامعة.. شعار قد يكون منطقيا على واجهات الهيئات والمصالح الحكومية التى تطلب عاملين جدداً، لكنه يبدو غريبا على واجهة مقهى، حيث يتبادر إلى الذهن السؤال: إيه علاقة الشهادة الجامعية بالشغل فى القهاوى؟.. لكن الإجابة تظل محلك سر، لا يعلمها أحد، خاصة مع تحفظ أصحاب المقهى ورفضهم تبرير هذا الشرط.
الشرط الذى وضعته إدارة المقهى لم يكن من الصعب تطبيقه، فمنذ افتتاح المقهى قبل عام وكل من يعمل به من حملة المؤهلات العليا أو طلبة الجامعة الذى يعملون إلى جانب دراستهم، لدرجة أن العاملين فى المقهى وزبائنه اصطلحوا على تسميته «مقهى الخريجين».
أحمد النحاس، أحد هؤلاء الخريجين الحاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق، وجد العمل فى المقهى أفضل بكثير من الجلوس فى المنزل دون عمل، ورغم أنه عمل يناسب مؤهله، فإن أحمد يعتبره عملاً مؤقتاً: «شغلى ده مايفتحش بيت، وما أقدرش أروح أخطب ولا أتجوز وأقول لأهل مراتى إنى واقف فى قهوة»،
ويبرر أحمد عمل حملة المؤهلات العليا فى المقهى قائلاً: « ما هو صاحب العمل لما يرفع مستوى العامل بيضمن أنه مايتسببش فى مشاكل وبيضمن كمان مستوى المعاملة مع الزبون، لكن ده مايمنعش أن فيه زباين بيتعمدوا الإساءة لينا، ونضطر إلى قبولهم بحجة الزبون على حق».
أحمد يشعر بضيق وألم كلما مر عليه فى المقهى واحد من زملائه القدامى الذين أصبحوا مهندسين أو أطباء، ومنطقه: «لما البلد مافيهاش شغل لخريجى السياحة والفنادق بيعملوا ليه كليات؟».