«الإرهابى» .. أكبر روائيى أمريكا يشارك فى اللعبة ضد العرب

صدرت حديثاً الترجمة العربية لرواية «الارهابى» للكاتب الأمريكى جون أبدايك، وهى الرواية التى صدرت فى 2006، قبل أن يفارق مؤلفها الحياة فى يناير الماضى عن عمر يناهز 74 سنة.
أبدايك شاعر وروائى وكاتب قصة وناقد فنى وأدبى أمريكى، ولد فى بنسلفانيا، وتخرج فى جامعة هارفارد عام 1954، اشتهر بخماسيته التى تدور حول شخصية هارى أنجستروم الملقب ب«الأرنب»، الذى يقرر الفرار من منزله هرباً من حياته الرديئة. وتتكون من 4 روايات هى «هروب أرنب» 1960، و«عودة أرنب» 1971 حيث يعود هارى بنفس إحساس التناقض وعدم الرضا، وفى الرواية الثالثة التى كتبها عام 1981 «الأرنب الثرى» يحقق هارى الثراء، قبل أن يواجه الموت فى "الأرنب الراقد"1990، واختتمها بقصة «الأرنب فى الذاكرة» فى 2001، ونالت روايتان منها جائزة البولتزر الأدبية الرفيعة.
ترك أبدايك من الأعمال الأدبية ما يزيد على 60 رواية ومجموعة قصصية وكتب أطفال، إضافة إلى كتب فى النقد الأدبى والفنى، ورشح لنيل جائزة نوبل للآداب عدة مرات، بالإضافة لمقالاته النقدية التى اعتاد نشرها فى صحيفة النيويوركر الشهيرة، ويعتبر أكبر كُتاب جيله إلى جانب تونى موريسون.
«الإرهابى» هى الرواية الثانية والعشرون لأبدايك، كتبها تفاعلا مع حادث 11 سبتمبر، وحملت الطبعة العربية من الرواية هجوما حادا على مؤلفها جون أبدايك، فكتب مترجم الرواية أحمد الشيمى: «إن القارئ عندما يفرغ من قراءة هذه الرواية لن يجد فارقا كبيرا بين ما كتبه أبدايك وما فعله الساسة الأمريكيون فى سعيهم لخداع الناس عن الأهداف المضمرة». واتهم الشيمى «أبدايك» بأنه لم يحسن رسم شخصية البطل، وقال: "الهدف الأساسى لأبدايك هو لىّ ذراع الشخصيات لكى تتناسب مع ما يرمى إليه من اتهام المسلمين عامة، والعرب خاصة، بالإرهاب».
أورد أبدايك على لسان أبطاله عدة آيات قرآنية، وهو ما علق عليه الشيمى فى مقدمته: «أورد أبدايك آيات القرآن الكريم دون مناسبة، أو دون حاجة الحوار أو الأحداث إليها». وتدور الأحداث حول شاب أمريكى مسلم يبلغ 18 عاما، ولد لأب مصرى مهاجر وهو لايزال فى سن صغيرة، وأم أيرلندية أمريكية من أصل كاثوليكى تتخلى عن دينها بسبب ميلها للنزوات الجنسية، وهو ما كرهه أحمد فيها.
وسرد أبدايك تفاصيل عالم الشاب الأصولى، والذى تأثر بآراء الشيخ رشيد إمام المسجد الذى أقنعه بالعمل كسائق حافلة بدلاً من الانخراط فى الجامعة الكافرة، ثم أقنعه بالقيام بتفجير نفسه فى شاحنة تحت أحد الأنفاق الرئيسية المؤدية إلى جزيرة مانهاتن.
يعد «أحمد عشماوى مولوى» بطل رواية أبدايك محاولة ضمن محاولات كثيرة من جانب الكتاب الأمريكيين للكتابة عن الإرهاب، الذى تحول إلى لغز كبير تعيشه المجتمعات الغربية عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر، كما تحولت الكتابة عن الإرهاب إلى موضوع شيق يستثمر بسهولة «فوبيا الإسلاميين» فى الغرب.
وبين هذين الغرضين تم الدفاع والهجوم على رواية أبدايك، إذ اتهمها كبار النقاد الأمريكيين بأنها ساذجة، وأدان البعض تعاطفها مع البطل الإرهابى وميل أبدايك لإدانة الشيخ بدلاً من البطل، إلا أن أبدايك دافع عن روايته فى حوار مع وكالة رويترز وقال: «أردت أن أجارى الأحداث وأتسق مع عالم اليوم، والإرهاب يفرض نفسه على حياتنا»، وأضاف: «أظن أن تناولى للموضوع سيكون مختلفا، فقد سعيت إلى فهم الأمر من خلال وجهة نظر الإرهابى نفسه، وسعيت إلى تقديمه على أنه شخصية متورطة إلى حد بعيد».
لكن مترجم الرواية حرص فى مقدمته للرواية على أن يعطى نبذة عن تاريخ مواقف أبدايك السياسية، وعلى رأسها تأييده حرب فيتنام، وهو الموقف الذى لم يتغير كثيرا حيال حروب أمريكا فى العالم العربى وأفغانستان.
وللمرة الأولى تتسع روايات أبدايك لمزيد من النماذج، أهمها بطل الرواية الأمريكى الميلاد والنشأة والمسلم الديانة، وإمام المسجد المتطرف الشيخ رشيد، بالإضافة لمعلمته الأمريكية اليهودية، التى تنجح فى إقناعه بالتراجع عن عمليته الإرهابية، وتدفع به للالتحاق بالجامعة.
الأرهابى
تأليف: جون أبدايك
ترجمة وتقديم:
أحمد الشيمى
عدد الصفحات: 386
الناشر: المركز القومى للترجمة