استشهد 4 فلسطينيين وأصيب 9 آخرون بعد أن شنت مقاتلات إسرائيلية من طراز «إف16» صباح أمس غارات جوية مكثفة على جنوب قطاع غزة استهدفت المناطق التى تكثر فيها الأنفاق، خاصة حى البرازيل، وحى السلام، جنوب معبر رفح، فيما لايزال البحث جاريا عن أحد المفقودين تحت أنقاض أحد الأنفاق. وذكر شهود عيان من الجانب المصرى أن الغارات الإسرائيلية كانت مصحوبة بانفجارات شديدة، مما أدى إلى وقوع اهتزازات أرضية قوية تضررت منها المنازل والمبانى فى رفح المصرية، كما أكد مصدر أمنى أن دوى الانفجارات أثار حالة من الفزع بين سكان مدينة رفح المصرية، مما دفعهم إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى العريش التى تبعد نحو 50 كيلومترا، خوفا من وقوع أى إصابات بفعل القذائف الإسرائيلية على الشريط الحدودى الملاصق لرفح المصرية. وقال مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية، معاوية حسنين، إن مسعفين فلسطينيين انتشلوا جثامين 4 عمال فلسطينيين و9 مصابين آخرين، فيما لايزال البحث جاريا عن عامل فقد إثر انهيار نفق كان بداخله. ومن جانبها، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية القصف، وأوضحت أن قصف النفق تم فى أعقاب قيام فلسطينيين بإطلاق 3 قذائف هاون على منطقة زيكيم، إلى الجنوب من اشكيلون، مما أسفر عن إصابة جندى من الجيش الإسرائيلى بجروح طفيفة. وفى الوقت نفسه، قدم رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض أمس برنامج عمل لحكومته يتضمن قيام دولة فلسطينية بحلول العام 2011، حتى دون انتظار نتائج المفاوضات مع إسرائيل وجاء فى برنامج العمل الذى قدمه فياض فى رام الله «علينا أن نعمل على استكمال بناء الدولة بالرغم من الاحتلال للتعجيل فى إنهائه». واعتبر فياض أن «إقامة الدولة الفلسطينية خلال فترة العامين المقبلين أمر واجب وممكن». ودعا إلى تقديم المساعدة الدولية للشعب الفلسطينى للتخلص من الاحتلال الإسرائيلى وقال فياض: إن حكومتنا ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية من أجل تحقيق إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 فى غضون العامين المقبلين. كما لوح فياض فى مقابلة مع صحيفة «تايمز» البريطانية بأن السلطة الفلسطينية قد تختصر مفاوضات السلام وتعلن قيام دولة «أمر واقع» فلسطينية قبل حلول 2011، وأوضح أنه فى حال ظهور دولة «أمر واقع»، بالتعاون مع الإسرائيليين أو بدونه، فإن ذلك سيجبر إسرائيل على «كشف أوراقها» بخصوص احتلال الضفة الغربية. وأضاف أن هذا الهدف قد يتم تحقيقه بحلول منتصف 2011. وفى غضون ذلك، أثار وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان ضجة سياسية فى إسرائيل أمس الأول باقتراحه قصر القبول فى دورة تدريب وتأهيل الدبلوماسيين الجدد بوزارة الخارجية على من أدى الخدمة العسكرية فى الجيش الإسرائيلى أو ما يعادلها فى مجال الخدمة الوطنية. وقال ليبرمان إنه فى حال رفض المستشارون القانونيون بالوزارة اقتراحه، سيسعى جاهدا إلى تطبيقه من خلال تشريع برلمانى. ويعنى هذا الاقتراح أن عرب إسرائيل واليهود المتدينيين (الحريديم) المعفين من الخدمة العسكرية، والإسرائيليين الحاصلين على إعفاء من الخدمة، لن يمكنهم الالتحاق بدورات تأهيل الدبلوماسيين. ومن جهته، طالب وزير الرعاية الاجتماعية الإسرائيلى إيزاك هيرزوج (حزب العمل) رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بتعنيف ليبرمان بسبب تصريحاته، التى وصفها ب»غير المقبولة». وقالت يولى تامر، النائبة فى حزب العمل الإسرائيلى إنه على ليبرمان «تقديم استقالته».