أعلن الجيش اليمنى، عن تحقيقه تقدما فى عملياته العسكرية فى محافظة صعدة شمال البلاد التى تقطنها أغلبية سنية، فى محاولته للسيطرة على المتمردين الزيديين، الذين أعلنوا «أن المواجهات الحقيقية مع القوات اليمنية لم تبدأ بعد». وذكرت مصادر رسمية أن وحدات الجيش والأمن اليمنية تمكنت من السيطرة على 20 منطقة والجبال التى كانت تتمركز بعها عناصر الحوثيين فى صعدة، وكبدت تلك العناصر خسائر فادحة ودمرت العديد من مخازن الأسلحة التابعة لها ودكت تحصيناتها فى مناطق قطابر وشدا ومطرة. ونقلت تقارير يمنية عن مصادر فى وزارة الدفاع قولها إن العمليات النوعية للقوات المسلحة والأمن، حققت أهدافها كما تم إلقاء القبض على العديد من عناصر التمرد. ورغم تصريحات وزارة الدفاع اليمنية بتحقيق انتصارات متلاحقة على الحوثيين فإن مصادر مستقلة تؤكد أن قطع الاتصالات والطرق الرئيسية بين محافظة صعدة وباقى المدن اليمنية يعطى معلومات غير دقيقة عن وقائع المعارك. من جهته أعلن مكتب الحوثى فى بيان تعليقاً على تقدم الجيش «أن المواجهات الحقيقية لم تبدأ بعد وأنه ما زالت خططهم العسكرية تحت الطاولة ولا تحتاج حتى اللحظة لأى عمل». وأضاف البيان «أنه تمت السيطرة على موقع جبل المتجرف العسكرى لتصبح المنطقة تحت الحصار الكامل بما فيها المواقع العسكرية فى المنطقة»، مؤكداً أنه تم أسر قوات حكومية فى عدة مناطق. كما أعلن الحوثيون أنهم استخدموا قاذفات الكاتيوشا للمرة الأولى فى معاركهم مع القوات الحكومية، وأكدوا أنهم قصفوا معسكرا فى محيط مدينة صعدة، العاصمة الإقليمية لمحافظة صعدة، الواقعة على بعد نحو 240 كم شمال العاصمة صنعاء. وفى هذا السياق، أعلن مصدر محلى بمحافظة صعدة أن مجموعة مسلحة من الحوثيين تمكنت من السيطرة على مخيم يؤوى مئات النازحين فى منطقة العند واستولوا على المساعدات الإنسانية. وقال مدير مكتب الهلال الأحمر اليمنى عبد القادر شويط «اقتحم المتمردون مخيم العند للنازحين الواقع فى الضاحية الشمالية لمدينة صعدة ونهبوا مواد الاغاثة التى كانت فى المخيم». وأضاف «الهلال الأحمر طلب من السلطات وقف المواجهات مع المتمردين الحوثيين فى المنطقة لمدة يومين كى تتمكن منظمات الإغاثة من نقل النازحين من مخيم العند إلى مخيمات أخرى أكثر أمنا فى منطقة الطلح ووسط المدينة». وفى غضون ذلك، حملت الحكومة اليمنية أنصار الحوثى مسؤولية تجدد القتال، وقال وزير الخارجية اليمنى أبو بكر القربى «إن الحوثيين اعتبروا إعلان الرئيس اليمنى على عبدالله صالح من جانب واحد فى يوليو 2008 أن الصراع انتهى علامة على ضعف الحكومة وتجاهلوا كل الدعوات لاستئناف الحوار والانضمام إلى جهود إعادة الإعمار». وأضاف القربى «إن الحوثيين حاولوا على مدى الشهور الستة الأخيرة توسيع نفوذهم، واتهمهم بمهاجمة منشآت حكومية واحتلال مدارس وسد طرق وتوسيع نطاق قتالهم إلى خارج معاقلهم فى محافظة صعدة باتجاه محافظتى الجوف وحجة القريبتين». وأكد أن تلك الأوضاع تفجرت فى نهاية الأمر ونشبت الحرب الدائرة الآن، لكنه امتنع عن الإدلاء بأرقام بشأن الضحايا.