وسع الجيش اليمنى من مواجهاته المسلحة لاستئصال المتمردين الحوثيين فى محافظتى «صعدة» و»عمران»، حيث دخلت الحرب يومها السابع بدعم سلاح الطيران والمدفعية لمطاردة فلول الحوثيين فى الجبال والمناطق الوعرة، وذلك بعد فشل المساعى السلمية لحل الأزمة بين الجانبين. وأعلن وزير الدفاع اليمنى محمد ناصر أحمد أن المتمردين الحوثيين تلقوا ضربات موجعة من الجيش خلال المعارك الأخيرة كبدتهم خسائر فادحة شلت حركتهم، مؤكدا أسر عدد من عناصر «التمرد والإرهاب» سيتم تقديمهم للمحاكمة. وأكدت مصادر بمحافظة صعده وقوع اشتباكات ضارية فى مديرية «الملاحيط» بين القوات اليمنية والمتمردين منذ أيام أوقعت العديد من القتلى والجرحى فى الجانبين حيث شنت قوات الجيش هجوما كاسحا على معاقل وتجمعات الحوثيين شمال شرق المديرية، بينما ذكر بيان صادر عن مكتب الحوثى إلى تمكن أتباعه من التصدى لتقدم الجيش وإلحاق خسائر مادية وبشرية به، وأكد مقتل 9 من أفراد الجيش والاستعداد لما هو أشرس، فيما قالت مصادر أمنية يمنية إن عشرات القتلى سقطوا فى جانب الحوثيين، وكشفت مصادر محلية بمديرية «الملاحيط» عن محاولة المتمردين فصل عدد من كتائب الألوية هناك عن مقر قيادتها فى منطقة «الكنب»، لحصارها ومنع وصول الإمدادات التموينية والعسكرية عنها إلا أنها فشلت فى تحقيق هدفها بحسب المصادر. وشهدت ضواحى «صعدة» فى مناطق العند والخفجى والمهاذر وسوق الليل، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والمقاتلين الحوثيين سقط فيها عدد من القتلى من الجانبين، وأصيب 9 جنود، وقالت مصادر أمنية إن قوات الجيش تمكنت من التقدم نحو معاقل الحوثيين وسيطرت على سوق «المهاذر» عقب مواجهات عنيفة خلال الأيام الماضية، كما تتوقع المصادر نشوب معارك ضارية خلال الساعات المقبلة، وقال مسؤول أمنى يمنى: «إن الطيران استهدف منطقة (مطرة) معقل القيادة للحوثيين فى (صعدة) منذ بدء العمليات العسكرية مما أسفر عن تدمير تحصينات المتمردين ومخازن السلاح والمؤن». وفى محافظة عمران المجاورة لصعدة، نقلت وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» عن مصدر يمنى مطلع قوله إن الجيش أحكم الحصار على مدينة حرف سفيان القريبة من محافظة صعدة، بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين خلال القتال، من بينهم 6 جنود يمنيين أصيبوا فى اشتباكات لاتزال مستمرة فى مناطق عين والعند والخفجى، موضحا أن المعارك بين الجانبين دخلت مرحلة جديدة تطلق عليها الحكومة «الحسم العسكرى» لإنهاء سيطرة المتمردين على المواقع التى يهيمنون عليها من 2004. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر محلى قوله إن زعيما للمتمردين و8 مسلحين قتلوا فى اشتباكات عنيفة أمس الأول فى منطقة حرف سفيان حيث يحاول الجيش اليمنى منذ الخميس الماضى فتح الطريق الواصل بين صعدة والعاصمة صنعاء بعدما أغلقه المتمردون فى حرف سفيان. وفى المقابل، نقل موقع حزب التجمع اليمنى للإصلاح أكبر أحزاب المعارضة اليمنية عن مصادر أمنية قولها إن معارك ضارية دارت خلال الأيام الماضية بين قوات مشتركة من الجيش والأمن المركزى والمتمردين، موضحة أن مؤن القوات الحكومية نفدت بسبب حصار الحوثيين مما دفع بقوات الأمن المركزى إلى الاستجابة لطلبات المتمردين بالانسحاب، لكن بقية أفراد الجيش رفضت الانسحاب وعددهم 75 جنديا مفضلين القتال حتى الموت، فدارت مواجهات دامية أودت بحياة 21 جنديا، وأضاف الموقع أن المقاتلين الحوثيين أجبروهم على الانسحاب، واستولوا على موقع «طنان» بعد خسائر فادحة فى صفوف الجيش الذى يواجه مهمة تعد صعبة لاستعادة الموقع.