الإسلام بمعناه العام هو الدين الذى جاء من عند الله منذ الأزل.. دين واحد جامع يحض على عبادة الله وحده لا شريك له.. أى توحيد الله وترك عبادة ما سواه.. التوحيد الذى هو فرض الله على العبيد، وهو قضية فى منتهى الخطورة والأهمية سنتناولها لاحقاً.. وأرسل الله الأنبياء والرسل يدعون إلى الإيمان بالله وملائكته واليوم الآخر.. ولكن الشرائع، أى التكاليف والأوامر والنواهى، تختلف من رسالة لأخرى.. يقول سبحانه: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا..) وهناك لفظ (الملة) بمعنى السنن التى بها تقوم وتستقيم الحياة البشرية.. وهو لفظ يضاف إلى الرسل والأقوام يقول الله فى سورة البقرة: (.. قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين).. وتختلف المناسك فيقول الله فى سورة الحج: (لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه).. فاليهود مسلمون على شريعة موسى، والمسيحيون مسلمون على شريعة عيسى.. فالإسلام إسلام الوجه لله وعبادته وحده وطاعته.. ولأن الله خلقنا واستخلفنا فى الأرض لنعبده، فهو أدرى بصنعته، فأنزل الدين ليعرف الإنسان ربه، ويتفكر ويتدبر، فلا يشرك بربه أحداً، ويحقق تعاليم الله فى إعمار الأرض، وتحقيق السعادة له ولمن حوله من البشر، وليخرج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.. وينضبط السلوك الفردى والاجتماعى.. وتتحقق سعادة الإنسان فى الدارين. حاتم فودة