أكد علماء الآثار أنه لا يوجد أى دليل علمى يحدد تاريخ البدء فى بناء هرم خوفو بالجيزة، أو حتى معرفة أى فصل من فصول السنة بدأ العمل فيه، معتبرين أن تحديد تاريخ بناء الهرم الأكبر ب23 أغسطس يعد «كلاما فارغا لا أساس له من الصحة». وقال الدكتور زاهى حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إنه «لا يمكن» من الناحية العلمية معرفة تاريخ بدء بناء هرم خوفو، و«لا يوجد أى أدلة تثبت اليوم ولا الشهر ولا حتى الفصل الذى بدأ فيه البناء». وأوضح حواس ل «المصرى اليوم» أن هناك عدة أسباب تمنع الوصول إلى هذا التاريخ أولها «صعوبة» مطابقة الأشهر الميلادية الحالية على الأشهر الفرعونية، حتى وإن تم الاستعانة بالشهور القبطية، إضافة إلى وجود خلافات حول فترة حكم خوفو لمصر، حيث تقول بردية تورين إنه حكم 23 سنة، فى الوقت الذى ظهرت فيه أدلة جديدة، تقول إنه حكم ما بين 30 و32 سنة. وقال حواس إنه من الممكن أن يكون علماء الآثار الذين حددوا تاريخ بناء الهرم ب 23 أغسطس، قد استندوا إلى الاعتقاد القديم و«الخاطئ»، بأن المصريين بدأوا فى بناء الهرم فى فصل الصيف، بعد غرق الأراضى المصرية بالفيضان. وأضاف: «هذا الاعتقاد خاطئ، وتثبت اكتشافاتى بمنطقة الأهرامات ومن بينها الكشف عن مقابر العمال، أن أعمال البناء كانت مستمرة طوال السنة، ولم تكن مقصورة على الصيف، فصل الفيضان، ولا يوجد أى دليل علمى يثبت أنه تم البدء فى بناء الهرم فى فصل الصيف». وأشار حواس إلى أنه تلقى دعوة من محافظة الجيزة لحضور المؤتمر الصحفى أمس للإعلان عن العيد القومى للمحافظة، لكنه «اعتذر عن عدم الحضور لانشغاله، ولأنه لا يعرف الأسس التى اعتمدت عليها الدراسة فى تحديد موعد البدء فى بناء الهرم». وضحك الدكتور ممدوح الدماطى، المدير السابق للمتحف المصرى، فور سماعه الخبر، معتبرا تحديد محافظة الجيزة لتاريخ البدء فى بناء الهرم بأنه «نكتة»، وقال: «هذا كلام فارغ وبعيد تماما عن الصحة، ولا يمكن إطلاقا معرفة متى بدأ بناء الهرم ومتى تم الانتهاء منه». وأكد كمال وحيد، مدير منطقة آثار الهرم، أنه «لا يوجد أى دليل علمى يحدد تاريخ بناء الهرم، ولا يمكن معرفة ذلك حتى بالحسابات الفلكية التى اعتمدت عليها الدراسة فى تحديد التاريخ»، مشيرا إلى أن هذا التاريخ «بنى على حسابات فلكية غير صحيحة». وأوضح وحيد أنه «عند الحديث فى الآثار، تكون جميع التواريخ تقريبية، ويكون هناك مجال للخطأ بالزيادة أو النقصان، فمثلا نقول إن بداية الأسرات المصرية كانت عام 3200 قبل الميلاد، وهناك مجال للخطأ حوالى 200 سنة زيادة أو نقصا، فالوقت الطويل يعطى مجالا للحركة».