يختلف كل منا عن الآخر فى قدرته الفكرية.. إن تغذية العقل بالمعلومات والتجارب والخبرات تزيد من تلك القدرة الفكرية.. ومع النمو منذ الصغر ترسخت فى أعماقنا مفاهيم وقيم تنعكس على أفكارنا، وبالتالى تخطيطاتنا وتصرفاتنا.. إن تأثير دور الأسرة والمجتمع فى بث تلك المفاهيم خطير، فالخطأ والصواب من مجتمع لآخر نسبى.. وما نعتقد هنا أنه حرام يجده آخرون حلالاً لا شىء فيه وهكذا!! لذا جاء الدين السماوى ليكون المرجعية فى الصواب والخطأ.. إن كثيرين منا يقبلون المفاهيم والأوضاع على ما وجدوها.. لا يحاولون أن يعملوا عقولهم ويناقشوها، وقد يتوصلون لنتائج تغير من حياتهم!! لقد ميزنا الله سبحانه عن كثير من خلقه بذلك العقل، فترك لنا حرية الاختيار واتخاذ القرارات وطبقاً لأفعالنا يحاسبنا عليها بمنتهى الدقة، فنحن مخيرون تماماً ولسنا مسيرين.. وسوف أعود لذلك تفصيلياً فيما بعد.. لذلك طلب منا الله سبحانه وتعالى أن نتفكر ونتدبر.. وذكر كلمة عقل بتصريفاتها فى القرآن الكريم تسعة وخمسين مرة.. ويقول فى سورة «محمد»: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)، ويقول فى سورة «ص»: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)، وحديثنا هنا محاولة متواضعة للتفكر والتدبر.. فليوفقنا الله. حاتم فودة