«المصرى اليوم» تواصل حملة كشف «خضروات المجارى» .. «رشاح الصرف» يروى مئات الأفدنة فى ناهيا والمعتمدية

رصدت «المصرى اليوم» بالصور وقائع جديدة تثبت رى الخضروات بمياه الصرف الصحى بالمخالفة لقرارات وزارة الزراعة، التى تحظر رى الزراعات المثمرة والخضروات بمياه المجارى.
أكد عدد من مزارعى قرى ناهيا وكفر حكيم، وبرك الخيام، والمعتمدية، رى مساحات زراعية كبيرة بمياه الصرف الصحى القادم من محطة زنين، فى بولاق الدكرور.
وقال محمد عبدالشافى، من أهالى ناهيا، إن رشاح المجارى، الممتد من ترعة زنين، يحمل مياه صرف صحى غير معالجة، ويعتبر مصدراً وحيداً لرى الأراضى الممتدة على جانبيه، بطول 15 كيلومتر، حتى مصبه فى ترعة المريوطية.
وتابع محمد: «أمتلك 4 فدادين، ولا توجد مياه نقية إلا من آبار على عمق 20 مترا، وأروى الأرض مرتين بالمجارى المختلطة بالصرف الزراعى، ثم أغسلها مرة ثالثة بمياه حلوة»، وعن طبيعة زراعته قال «أزرع كرات وجرجير وبقدونس وأبيع الخضار فى الجيزة». وفى قرية كفور الخيام، شرق ناهيا، قال صابر الأصم، مياه رشاح المجارى قوية «وتفور الزرع»، وطول عمرنا نزرع منها.
من جهته، أكد المهندس حامد والى، رئيس قطاع الصرف بالجيزة فى شركة القاهرة الكبرى للصرف الصحى، صحة وقائع الزراعة المخالفة على مياه المجارى، وقال ل«المصرى اليوم» إنه أكثر المنزعجين لأن المياه غير صالحة إطلاقا للاستخدام الآدمى ورى المزروعات. وقال والى إن محطة الصرف الصحى فى زنين تصب 300 ألف متر مكعب فى اليوم، من مياه الصرف الصحى فى ترعة زنين بعد إجراء معالجة ثانوية عليها.
وأوضح أن المحطة تلتزم بتخليص مياه المجارى الخام لمحافظة الجيزة من المخلفات الصلبة بنسب محددة طبقا للمعايير المصرية، وبعدها تصبح المياه نصف معالجة، لكنه شدد على أن هذه المياه غير صالحة للزراعة، وأبدى أسفه مما يحدث، واعتبر المخالفات المذكورة لا تدخل فى نطاق مسؤولية شركة الصرف الصحى، التى تنتهى مهمتها عند نهاية الصرف المغطى أسفل مدينة النجوم أسفل الطريق الدائرى، فيما تعتبر وزارة الزراعة الطرف المختص بالرقابة على المزروعات.
وأكد خبراء فى التحاليل الطبية وبيطريون خطورة تناول الخضروات المروية بمياه الصرف الصحى على الصحة العامة للإنسان، وقالت الدكتورة سلوى يوسف، أستاذ الميكروبيولوجى وأمراض الدم فى جامعة عين شمس، إن بكتيريا القولون البرازية التى تزيد نسبتها فى الخضروات الورقية المزروعة على مياه الصرف الصحى تسبب أمراضاً خطيرة، مشيرة إلى وجود علاقة مباشرة بين السالمونيلا الموجودة فى مياه المجارى والتيفود، إضافة إلى تسبب البكتيريا البرازية والطفيليات من نوع الجارديا وإنترميبيا بالإصابة المباشرة بالديدان والطفيليات، ويصعب القضاء عليها لتكرار الإصابة للشخص المريض والمحيطين به.
أما التركيزات العالية للرصاص والكادميوم فى المزروعات نتيجة ريها بالصرف الصحى فتسبب التسمم، ونوعاً خطيراً من فقر الدم، هو أنيميا الرصاص، التى تهاجم النخاع وتؤدى لأنيميا مزمنة، وأوضح الدكتور مدحت الشافعى، أستاذ الميكروبيولوجى والمناعة بجامعة عين شمس، أن التركيزات العالية للكادميوم تسبب الفشل الكلوى، وهشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم.
وأوضحت الدكتورة ناهد غنيم، أستاذ الأمراض المشتركة فى كلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، أن الطور الحى لطفيليات وبكتيريا الجارديا وبلانتيدم كولاى الموجودين فى الصرف الصحى تنتقل للإنسان عبر الحيوانات، وأهمها الفئران التى تتواجد بكثافة فى هذه المياه، ونصحت بغسل الخضروات الورقية كالجرجير والسبانخ والبقدونس بمياه جارية مع إضافة الخل أو برمنجنات البوتاسيوم لقتل هذه الطفيليات الضارة.