«الفن ميدان» يوقف فعاليات فبراير احتجاجًا على «تخاذل السلطة واستمرار سقوط الشهداء»

قرر منظمو فاعلية «الفن ميدان» الفنية والثقافية وقف فعاليات شهر فبراير، وذلك نظرًا لاستمرار سقوط الشهداء في الاشتباكات الدائرة في عدد من محافظات الجمهورية و«احتجاجًا على تخاذل السلطة في التعامل مع الأزمة الراهنة»، معربين عن إدانتهم لما يحدث في بورسعيد، ومعلنين عن تنفيذ جدارية «الثورة مستمرة» ليتم عرضها في ميدان عابدين، السبت المقبل.
وقالوا، في بيان صادر عنهم، الأربعاء: «ينعى منظمو الفن ميدان جميع الشهداء الذين سقطوا خلال الفترة الأخيرة، بداية من يوم إحياء الذكرى الثانية لثورتنا (ثورة يناير) وحتى الآن، والذين وصل عددهم إلى أكثر من 30 شهيدًا، فضلاً عن 500 مصاب في عدة محافظات».
وأدان البيان ما تشهده محافظة بورسعيد من عنف «بدأ منذ النطق بالحكم في قضية مجزرة بورسعيد من قِبَل قوات الأمن، واستمر أثناء تشييع جنازة الشهداء ليسقط شهداء جدد ممن كانوا يشيّعون الشهداء»، مستنكرًا كذلك «ما تم التعامل به مع أهالي محافظة بورسعيد، سواء من بعض وسائل الإعلام أو من قبل قوات الأمن والسلطة الحاكمة».
وشدد المنظمون على أن «الشعب البورسعيدي جزء من الشعب المصري، وما يمارس تجاهه من عنف هو جريمة لابد من محاسبة المسؤولين عنها»، معلنين رفضهم لما يتم ترويجه «من أفكار عنصرية تجاه أبناء الشعب الذين طالما كانوا جزءًا من ثورتنا في مواجهة سلطة الفساد والقمع والقهر، والذين لا يزالون صامدين أمام عنف الداخلية المستمر».
كما رفض البيان بشكل تام «استمرار استخدام قوات الأمن لأساليب غير مشروعة في التعامل مع المتظاهرين من خرطوش ورصاص حي وعنف في مواجهة المتظاهرين، في عدد من محافظات مصر، منها الإسكندرية والسويس وبورسعيد».
وندد ب«تخاذل السلطة الحاكمة التام، وتجاهلها للأحداث لفترة طويلة، ثم خروجها عن صمتها بالإصرار على دعم وشكر الداخلية على طريقة تعاملها مع الأحداث، ومطالبتها بالتصدي بكل قوة وحزم لمثيري الشغب، ورفضها الاعتراف بوجود أزمة تمر بها البلاد وضرورة التفاوض بشكل جدي لحلها مع باقي القوى السياسية والحركات».
وأشار البيان إلى أنه «بسبب الأحداث الجارية واستمرار سقوط شهداء برصاص الداخلية، واستمرار العنف تجاه المتظاهرين وسقوط مصابين، فإن منظمي الفن ميدان، قرروا وقف فاعلية الفن ميدان بعابدين لشهر فبراير فقط، وذلك احتجاجًا على تخاذل السلطة في التعامل مع الأزمة الراهنة، وفي الوصول لحل يتماشى مع الحراك الشعبي في شوارع وميادين مصر».
ودعا المنظمون جميع فناني مصر للمشاركة في عمل جدارية «الثورة مستمرة»، موضحين خلال بيانهم أنها ستكون «لوحة فنية جماعية سيتم العمل عليها يومي الخميس، بجزيرة القرصاية و(جمعية محبي الفنون الجميلة) بمنطقة جاردن سيتي، والجمعة، بمركز (أرت اللوا) بمنطقة أرض اللواء، من العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساء، على أن يتم عرضها بميدان عابدين، السبت المقبل».
واختتم المنظمون بيانهم بالتأكيد على أن تلك الجدارية هي وسيلتهم في الإعلان عن موقفهم الداعم لمطالب الثورة، والرافض لإقامة أي فعالية احتفالية، حدادًا على سقوط شهداء واستمرار سقوطهم حتى هذه اللحظة.
وانطلقت فعاليات «الفن ميدان» الشهرية عقب أحداث الثورة، حيث يتم تنظيمها في السبت الأول من كل شهر، بمشاركة عدد من الفنانين والشعراء والمواهب في مختلف المجالات، بهدف المساهمة في تطوير وتحسين المجال الثقافي في مصر، وإيمانًا بأن «الثقافة حق أصيل لكل مواطن لا يقل أهمية عن المأكل والمشرب».