يقول الله سبحانه فى سورة الحجر: «وإذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرًا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين».. وقبل أن نستطرد علينا أن نوضح أن الله خلق آدم وجعل فيه نفسًا وروحًا.. فالروح شىء والنفس شىء آخر! ولقد ورد لفظ الروح فى القرآن الكريم 24 مرة بمعان مختلفة.. تنسب الروح دائمًا إلى الله فقط.. فهى من أمره لا نعلم عن كنهها شيئًا.. ولا تجرى عليها الصفات والأهواء البشرية.. يقول سبحانه فى سورة الإسراء «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً».. ولكن ما يهمنا أن نصيبنا من الروح هو تلك النفخة التى ذكرها القرآن فى خلق آدم.. ويتكرر ذلك فى رحلة خلق ذرية آدم.. يقول الله فى سورة السجدة «ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة».. فالسمع والبصر والفؤاد نتاج تلك النفخة الروحية فينتقل الإنسان إلى نشأة أخرى تصديقًا لقوله «ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين».. لقد ذكر لفظ «نفس» بتصريفاته المختلفة 295 مرة.. والنفس نتاج الروح فى الجسد.. وهى التى تحاسب وتوفى ما عملت.. وماذا أيضًا؟ حاتم فودة