قررت النيابة فى بنى سويف، أمس، ضبط وإحضار 6 من «مثيرى الشغب» فى المصادمات التى وقعت بين مسلمين ومسيحيين فى عزبة جرجس، التابعة لمركز الفشن، أمس الأول، فيما تم التحضير لجلسة صلح بين المسيحيين والمسلمين فى قرية ميت القرشى فى الدقهلية. واستمعت النيابة أمس الى أقوال بعض المصابين فى المستشفى المركزى فى الفشن، إثر إصابة 6 أشخاص من الجانبين بسبب تخصيص كاهن القرية، أحد أدوار منزله لإقامة القداس به. وقرر المستشار حمدى فاروق، المحامى العام سرعة ندب المعمل الجنائى لمعرفة أسباب اشتعال النيران فى غرفة داخل منزل فوزى إسكندر، مملوءة ب«التبن» بعد البلاغ الذى تقدم به يتهم فيه عددا من المسلمين بحرق منزله فجر أمس الاول. وقدمت نادية محمد مراد 45 سنه زوجة، أمام مسجد عزبة جرجس، أمس بلاغا إلى قسم شرطة الفشن تتهم فيه عددا من المسيحيات بالاعتداء عليها بالطوب وإصابتها بجروح فى رأسها. فى الدقهلية، عقدت قيادات أمنية تحت إشراف اللواء محمد غازى، رئيس فرع مباحث أمن الدولة، جلسة صلح مبدئية بين عدد قليل من قيادات الكنيسة فى ميت غمر ومسيحيين آخرين ومسلمين فى فيلا المستشار محمد حمدى، أحد أهالى القرشى، للاتفاق على بنود صلح أساسية لعرضها على طرفى النزاع فى القرية. واقترح زكريا رزق سعد، شيخ البلد بالقرية، «مسيحى»، أن تقوم زوجة البقال تيسير جرجس موسى، التى تم الافراج عنها على ذمة القضية بالتنازل عن قطعة أرض من أملاكها بمساحة 8 قراريط من الأرض الزراعية، هى نفس المساحة التى كانت تستأجرها أسرة الضحية محمد من البقال لزراعتها كتعويض مادى للأسرة، مشيرا الى أن هذا الاتفاق لا شأن له بقرار النيابة والمحكمة فى القضية. وأكد القمص دانيال، مسؤول القرى فى كنيسة ميت غمر، أن ما حدث كان مجرد مشاجرة عادية بين جيران ممكن أن تتكرر كل يوم، لكن نتيجة لتدخل «أطراف خارجية» تطورت إلى مشاجرة كبيرة بين الطرفين نتج عنها قتيل وعدة مصابين، مشيرا إلى أن رد فعل المسلمين كان طبيعيا بسبب مقتل ابنهم. وتوجه شيخ البلدة والعمدة وعدد من المسيحيين برفقة رجال الأمن لمنزل أسرة الضحية المسلم لتقديم واجب العزاء لأسرته. وأكد رمضان عزت، والد الضحية، أن مشكلته مع قتلة ابنه وليس مع جميع المسيحيين وأنه كان سيشعر بنفس الألم لو كان القتلة من المسلمين لأنه فى الحالتين سيفقد ابنه. وحاول بعض المسلمين تهدئة الأوضاع وتوجهوا لمنازل عدد من المسيحيين لحثهم على عدم الخوف والخروج للشارع ولأراضيهم لممارسة حياتهم الطبيعية. من جانبه، واصل أمير ناصف، رئيس نيابة مركز ميت غمر، أمس سماع أقوال المقدمين علاء زكريا و أكرم علام، من مباحث المديرية فى وقائع أحداث الشغب التى اندلعت بين الجانبين. وأكدا فى أقوالهما أن بعض شباب القرية أشعل كرات نار وألقاها على أحد المنازل عقب انتهاء تشييع جثمان الضحية، كما رشق منازل المسيحيين بالحجارة.