يحكى أنه فى أوائل القرن الماضى كان هناك شعب مكافح، شعب يحب كل من حوله شعب طيب بمعنى الكلمة، شعب شهم، شعب جميل الطباع.. شعب يفرز من يدافع عنه فى كل وقت ولا يبخل عليهم فى العطاء هو الشعب ذاته الذى أفرز أناسا صنعوا ملحمة فى عمل قناة بحرية عظيمة لا يوجد مثلها.. حكاية شعب كويس نفس الشعب السابق هو الشعب الذى واجه طغيان حاكمه وأقام ثورة لتطهير الوجدان من الظلم والفساد والمحسوبية والإقطاعيين.. شعب أفرز قائدا من جنوب حدودها قائدا قام بتحرير قيود استعمار على ممتلكات شعبه قائدا حافظ على حب شعبه فأحبوه.. حكاية شعب كويس فهو نفس الشعب الذى هزمه عدوان عليه فى حرب كبيرة بعد نكسة ظالمة وصفها المؤرخون بأنها المعجزة.. شعب لا يحب الظلم لا يحب من يعتدى على حقوقه.. شعب طيب بمعنى الكلمة شرس مع من يتعدى عليه كريم مع من يدخل بيته بشوش فى وجه جميع من يعرفه.. شعب لا يهزمه يأس.. شعب عظمته بداخله وليس فى مظهره.. حكاية شعب كويس، مستمرون مع هذا الشعب الذى يفقد الآن كل يوم ميزة من مميزاته الرائعة فأصبح لا يضحك، لا يفكر، لا يقاوم، لا يتفاءل.. شعب أصبح بلا هوية.. شعب لا يريد الحفاظ على حقوقه.. شعب يغتصب كل يوم من قوته وجهده ووقته وحقه.. شعب أصبح هزيلا.. شعب لم يدافع عن حقوقه بل أقل من حقوقه فأصبح فى قبضة بعض المحتكرين الفاسدين.. شعب ترك نفسه فى مهب ريح الطغيان. أين هذا الشعب الآن عندما أسأل نفسى وأسأل من حولى أقول لهم أين هذا الشعب، أين كرامته؟ أين قوته؟ أين حبه؟ أين ضحكته؟ هل ذهب هذا الشعب ورحل؟ أم موجود؟.. يا الله أتضرع إليك أن تساعدنى أن أجد هذا الشعب يا الله ساعدنى إن وجد هذا الشعب أن أكون سببا فى إيقاظه من نومته.. يا الله إنك من قلت «ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» فيا الله ساعدنى أن أساعد هذا الوطن والشعب العظيم فى تغيير نفسه وإعادة أمجاده.. يارب ساعدنى يارب يا كريم لا تبخل على بعطائك أن أساعد فى إيقاظ هذا الشعب الرائع الذى كلما حلمت به وبذكرياته أحسست بالفخر فى أن هناك شعبا بهذه القوة والعظمة موجود بدنيانا.. يا رب أنت من أتضرع إليه فى كل كبيرة وصغيرة يا رب لا تنسى هذا الشعب.. آمين. محاسب/ محمد عبدالحميد كمال السويس