وفاة قطاعات الناشئين «إكلينيكياً» فى أندية الثغر

تعتبر قطاعات الناشئين فى الأندية لها أهمية كبرى لما تضمه من مجموعة متميزة من اللاعبين، الذين يمكن الاعتماد عليهم فى المستقبل بعد تقديم أفضل صور الرعاية لهم، ولكن الواقع مختلف بالنسبة لأندية الثغر التى لجأت لشراء اللاعبين الجدد بمبالغ تخطت ملايين الجنيهات وتناست أو تجاهلت تدعيم هذا القطاع.
«إسكندرية اليوم» تفتح ملف قطاع الناشئين الذى بدأ فى الموت «إكلينيكيا».
أكد حسن أبوعبده، رئيس قطاع الناشئين بنادى الاتحاد، أنه يتفق ويختلف فى الوقت نفسه مع مقولة وفاة قطاعات الناشئين فى الأندية وبصفة خاصة تلك التى تعتمد فى المقام الأول على شراء اللاعبين، مشيراً إلى أن الأندية صاحبة الموارد الضعيفة لابد أن تدعم هذا القطاع، لأنه يشكل مورداً مالياً كبيراً لها، الأمر نفسه ينطبق على نادى الاتحاد، مؤكداً أن مجلس إدارة النادى برئاسة محمد مصيلحى قام بتوفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لقطاع الناشئين مثل الملابس والتغذية، وتوفير بدل الانتقال للناشئين، بواقع 150 جنيهاً شهرياً لكل لاعب مغترب و75 جنيهاً شهرياً لكل لاعب من المحافظة، إلى جانب الانتظام فى دفع الرواتب فى موعدها للمدربين.
وأوضح أبوعبده أن ميزانية قطاع الناشئين فى نادى الاتحاد خلال الموسم الحالى تقدر ب940 ألف جنيه لجميع فرق القطاع.
وشدد أبوعبده على أن القطاع فى الاتحاد يعد الأفضل حالياً بين أندية الثغر بعد تصعيد 4 لاعبين منه للفريق الأول، ومع ختام الموسم سيصل العدد إلى 8 لاعبين صاعدين للفريق، وهو مؤشر جيد ودليل على نجاحه على عكس القطاع فى نادى الأوليمبى، الذى يبحث رئيسه أحمد عفيفى عن الصعود للممتاز فى المقام الأول فى الوقت الذى يفترض فيه السير فى خط متواز لبناء فريق من أبنائه الصاعدين ونفس الحال فى نادى الكروم.
وبشأن استقالة بعض مدربى القطاع وفى مقدمتهم أوكا، مدرب فريق الشباب، والإسناوى، مدرب فريق 93، قال: إن أوكا استقال بمحض إرادته وكذلك الإسناوى واحترمنا رغبتيهما، ولكل منهما مبرراته، ولكن من وجهة نظرى أرى أنهما أخطآ فى أسباب الاستقالة، حيث قام أوكا بعمل عقود وهمية لبعض لاعبى فريقه، وهو أمر ليس من اختصاصه دون الرجوع للمدير الفنى للفريق الأول الذى يحدد احتياجاته من اللاعبين، بالتنسيق مع رئيس القطاع وإدارة النادى إلى جانب اعتراضه على استدعاء الرباعى الصاعد للفريق الأول ليلة مباراة المنصورة، التى شهدت غياب ما يقرب من 10 لاعبين قبل إقامتها لظروف مختلفة.
أما استقالة الإسناوى فكانت بسبب مطالبته بمبيت فريقه ليلة المباريات الخارجية فى المدن التى تقام فيها المباريات وقوبل بالرفض، حيث إن فريقه لم يكن مؤهلاً للمشاركة فى دورى القطاعات، بعد أن كان يحتل مركزاً متأخراً فى دورى المنطقة واللائحة تنص على دعم الفريق الذى يتواجد فى المراكز ال4 الأولى فقط مع عدم وجود عناصر متميزة من اللاعبين لديه يمكن تصعيدهم.
من جانبه، أكد إبراهيم الإسناوى، نجم النادى فى عصره الذهبى، المدير الفنى السابق لفريق مواليد 93، انعدام الاهتمام بقطاع الناشئين وعدم جدية المسؤولين فى دعمه، وقال: لا أقصد مسؤولاً بعينه، ولكنها قضية ممتدة منذ 20 عاماً، خصوصاً أن مسؤولى مجلس الإدارة خلال السنوات الماضية ينصب ويقتصر اهتمامهم على الفريق الأول بغض النظر عن الأسماء، مضيفاً «كل ما يقال عن الاهتمام بالقطاع مجرد وهم» و«الكل مقضيها وعايش وخلاص»، مؤكداً اغتيال قطاعات الناشئين فى أندية الثغر، والكل مشارك فى هذه المسؤولية والإهمال سواء مسؤولين أو مدربين بمن فيهم أنا، رغم استقالتى، مشدداً على أن أهم أسباب تدهور قطاعات الناشئين هو انعدام وجود الملاعب وهو ما يدعو للتساؤل عن كيفية صناعة أو إخراج ناشئين فى ظل هذه الأزمة.
وعن أسباب استقالته من تدريب فريقه أكد الإسناوى: «أنا غلبان، ولقيت الأوضاع مش عجبانى فقررت الرحيل».
وأكد أحمد عبدالرحمن الشاذلى، رئيس قطاع الناشئين فى الكروم، أن ميزانية القطاع تبلغ 800 ألف جنيه، وتشمل أربعة فرق تشارك منها ثلاثة فى بطولة دورى القطاعات لمواليد 89 و91 و93 إلى جانب فريق واحد فى دورى المنطقة مواليد 95، وقال إن القطاع يلقى كل الدعم من جانب إدارة النادى، حيث يتم صرف رواتب المدربين بصورة منتظمة إلى جانب توافر كل المقومات الرئيسية للنجاح سواء أدوات التدريب والملابس أو التغذية للاعبى القطاع، وساهمنا فى صعود العديد من اللاعبين المميزين للفريق الأول فى مقدمتهم كرم سعد الله، وإسلام أحمد على، ومؤمن صلاح، ومحمود السيد، حارس مرمى، نافياً وجود ما يسمى ظاهرة فساد المدربين، الذين يتلقون هدايا من أولياء الأمور، مؤكداً أن دور ولى الأمر ينحصر فقط فى إحضار نجله وجلوسه فى المدرجات وعدم الاختلاط بالمدربين.
وقال مصطفى شتا، نجم الأوليمبى، رئيس قطاع الناشئين السابق، إن أسباب فشل قطاعات الناشئين على المستوى العام ترجع لعدم توافر الملاعب، بالإضافة إلى إسناد مهام تدريب فرق القطاعات لمجموعة غير مؤهلة علمياً وفنياً، بسبب اتباع مجالس الإدارات سياسة المحسوبية والمجاملات أثناء تشكيل الأجهزة الفنية لفرق القطاعات، مؤكداً أنه لن ينصلح الحال داخل قطاعات الناشئين إلا بتدخل اتحاد الكرة واتباع نفس السياسة التى انتهجها مؤخراً اتحاد اليد، وكانت سبباً وراء نجاح اللعبة