بداية زادكم الله من فضله أكثر وأكثر، فاللهم لا حقد ولا حسد، فهو يرزق مَنْ يشاء بغير حساب، شريطة أن يكون رزقاً حلالًا لا شبهة فيه.. ولتعلموا جيداً أن المال مال الله، وأنتم أوصياء عليه، وهو مسؤولية كبيرة، وللسائل والمحروم حق معلوم فيه، ولسوف تُسألُنَّ عن هذا النعيم كيف حصلتم عليه وكيف أنفقتموه. أنتم أحرار فى أموالكم، ومَنْ حكم فى ماله فما ظلم. كل ما نرجوه وننبه إليه ونحذر منه هو التصرفات الاستفزازية منكم فى إنفاق أموالكم، ومن حولكم إخوان لكم وجيران فقراء ومحدودو دخل، وهم كثر.. وأخص بالذكر هنا الأغنياء وأصحاب الأموال فى الأقاليم والمدن الصغيرة، حيث يعيش الأغنياء وسط تجمعات شعبية محدودة، فيها الكل يعرف الكل، والنشأة والبدايات والأصل معروفة للجميع، مما لا يجعل هناك داعيًا للفشخرة واستعراض الغنى ومن حولكم طبقات ضاق عليها رزقها وتحمد ربها وتشكره فى كل الأحوال، وأول واجباتكم أن تكونوا لهم عوناً، وأن تتحسسوا تصرفاتكم فيما أفاء الله عليكم من فضله دون مبالغة أو إسراف علنى، حتى نحافظ على السلام والأمن الاجتماعى، لتعلموا جيداً أن الطبقة الوسطى من المجتمع المصرى، التى كانت طوال عمرها ساتراً وحاجزاً من طبقة الأغنياء الأعلى والفقراء الأدنى، هذه الطبقة تآكلت أو تكاد، وبالتالى هذا الساتر والعازل لم يعد موجودًا، وأصبحت كل تصرفات أغنياء المجتمع مكشوفة للفقراء. دعائى إلى الله أن يلهمكم- أغنياء بلدى- الرأى الصائب والأخذ بأيدى إخوانكم محدودى الدخل بالمساعدة المباشرة وغير المباشرة، تطبيقاً لتعاليم ديننا الحنيف وابتغاء مرضاة الله، حتى لا نصل والعياذ بالله لدرجة هياج الفقراء على الأغنياء، ولنا أكثر من موعظة فى تاريخ الأمم والشعوب لا قدر الله. مهندس/ أحمد صالح وكيل وزارة سابقًا- ميت غمر