شهدت الأوضاع السياسية فى إيران، أمس، تطورات مثيرة بعد 8 أيام من احتجاجات المعارضة على نتائج الانتخابات الرئاسية التى فاز فيها الرئيس أحمدى نجاد بولاية ثانية، وسط تصعيد من الجانبين، سواء السلطة أو المعارضة، فى انتظار أن يرضخ طرف للآخر لإنهاء الأزمة المحتدمة، ففى الوقت الذى نفذت فيه الشرطة تهديداتها بقمع أى مظاهرة للمعارضة بالقوة، تجمع نحو 2000 من أنصار المرشح السابق فى الانتخابات مير حسين موسوى فى تحد لمطالبة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى المعارضة بوقف الاحتجاجات. وأفاد شهود عيان بأن الشرطة الإيرانية انهالت بالضرب على متظاهرين وحاولت منعهم من الوصول إلى ساحة انقلاب أمام جامعة طهران، واستخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وأضاف الشهود أن الدخان تصاعد من موقع الساحة، وهذه هى المرة الأولى التى تنتشر فيها قوات الباسيج بكثافة فى العاصمة منذ بدء الاحتجاجات على الانتخابات الرئاسية، حيث شوهدت وهى تحمل هراوات ورشاشات كلاشينكوف، كما أقامت حواجز على المحاور الأساسية للعاصمة تحسباً لأى مظاهرات دعا إليها موسوى. جاء ذلك بعد تحذير مسؤول أمنى كبير لموسوى من الدعوة إلى أى مظاهرات «غير مشروعة»، وأكد أنه سيتم التصدى لأى تظاهرات بحزم وأنه فى حال خروج تظاهرات سيتم اعتقال المسؤولين عنها، كما تأتى بعد تحذير للمعارضة من التظاهر، حيث طالبها بإنهاء احتجاجاتها، مؤكدا أن الانتخابات نزيهة. وكان الغموض لف المظاهرة التى دعا لها موسوى رغم تسريبات أعلنت أنه سيلغيها، وقال أنصاره إن السلطات تمنعه من التواصل مع المتظاهرين أو إلقاء أى خطابات خلال المظاهرة التى رفضت السلطات الأمنية التصريح بها، بينما أكدت زوجته على موقعها على الإنترنت أن المظاهرة قائمة. وفى الوقت نفسه، أعلنت مجموعة من رجال الدين، تتبع رابطة «علماء الدين المجاهدين» منظم الاحتجاجات، إلغاء مظاهرة لأنصار المرشح مهدى كروبى، لرفض السلطات التصريح بها. فى غضون ذلك، أعلن مجلس صيانة الدستور المكلف بالنظر فى الطعون المقدمة من قبل المرشحين الخاسرين أنه على استعداد لإعادة فرز 10% من أصوات الناخبين بطريقة عشوائية، بينما لم يحضر كل من موسوى وكروبى اجتماع المجلس رغم دعوته لهما. وفى الوقت نفسه، أفادت وكالة فارس الإيرانية للأنباء بأن قنبلة انفجرت قرب مرقد الإمام الخمينى، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين. وفى واشنطن، دخل الكونجرس الأمريكى على خط الأزمة الإيرانية، حيث وافق بمجلسيه الشيوخ والنواب على قرار يدين قمع المتظاهرين ويقضى بدعم الإيرانيين الذين «يؤمنون بقيم الحرية وحقوق الإنسان».