كرم كردى يكتب .. كورة × كورة

شعبنا ده شعب جميل وغريب، ويكاد أن يكون فريدًا فى أطواره وتصرفاته، فهو دائمًا فى حالة استغراب، يكسب المنتخب بتاع الكورة تلاقى الناس مزدهلة ومستغربة، يخسر منتخب الكورة برضه الناس مزدهلة ومستنكرة ومش مصدقين. الواحد يروح يقدم لوظيفة وبعد ما يقبل يبقى مستغرب ويضرب كف على كف ومستعجب قوى إنهم قبلوه وتركوا باقى المتقدمين، وإذا لا قدر الله رفض طلبه وده العادى يملؤه الغيظ والحنق المصحوب بالاستغراب الشديد والتعجب، كيف يرفض ويقبل غيره.
مش عارفين إحنا عايزين إيه.. الناس نفسها فى الاستقرار ومش عارفين نخطط له، هل يا ترى رئيس النادى أو الاتحاد يفضل قاعد على كرسى الرئاسة ولاّ يتنازل ويجى حد غيره - لو فضل قاعد الناس مستغربة وتتساءل ده طوّل قوى، المفروض يعطى فرصة لغيره، لأفكار جديدة لطموح شباب قادرين على التغيير ومواكبة ما يحدث فى العالم من تغييرات كل لحظة - ولو قرر أنه يمشى الناس سوف يصيبها الاستغراب.
يا ناس فهمونى إنتم عايزين إيه، أكيد مش هانلاقى أى أجوبة، ولكن كلنا داخلنا عارفينها ومش قادرين عليها، والتفسير الوحيد لهذه الحالة ما نعيش فيه من عشوائية فى القرارات.. وفى نظام الحياة، وفى التعليم، وفى الصحة.. فى كل حاجة فى حياتنا اليومية التى غاب عنها النظام، والتى تسير بلا خطط، كله بالبركة ومعتمدين على رضا الله والوالدين والدعاء.
 يا جماعة يا مسؤولين كده مش نافع كل حاجة رايحة فى ستين داهية، أصبحنا مجتمع مشلول وغير قادر على التخطيط والتنظيم لا نملك غير الفهلوة، وفتح عينيك تآكل ملبن، ونفرح بالفتات ونخدر أنفسنا بأى مكسب ولو هزيل ونعيش فى الأكاذيب ونصدق أنفسنا، وهوب لما نأخد على دماغنا ونخسر، نندب الحظ السيئ والحكام الظالمين، والجمهور المتعصب، ومفيش مانع أن نقول لون النجيلة كان متغير فأثر على نفسية اللاعبين الذوات بتوعنا، ولا نواجه الحقيقة ونحاول أن ندارى الهزيمة وأن الفرص مازالت موجودة ونشغل الشعارات الرنانة.
يا جماعة الخير كلنا كنا نتمنى أن نهزم الجزائر، لكن محدش كان مصدق إننا ممكن نغلب بهذا الفريق العتويل، المكون من لاعبين أحيل أكثرهم إلى المعاش سواء للسن أو معاش مبكر للغرور والاستكبار على الكرة وعلى التدريب.. فريق خسر روح المنافسة والقتال.
فريق تعادل مع زامبيا واتفضح أمام عمان فى مباراة سيئة لم يكن فيها كرة قدم، والجميل إنهم فاكرين إن لما رئيس البعثة يلبس البدلة الخضراء هانكسب، يا جماعة ده راجل عنده روح رياضية ومش فارق معاه الفوز أو الهزيمة، فيه عنده حاجات ثانية أهم، والمسؤولين عارفينها، وبصراحة الإعلانات فى المباراة كانت حلوة وكسبت كويس، وبرضه السجادة كانت عجمى وحاجة تفرح، علشان كله يجى مبسوط.
 اتحاد الكرة بتاعنا تخيلوا أنهم عباقرة العصر، وأن كل قرار يصدر من مغارة «على بابا» له فعل السحر والتأثير الطاغى على مجريات الأمور، والحقيقة أن مغارة اتحاد الكرة لا تختلف عن مغارة حكومتنا الرشيدة.. السقوط والهزيمة فى كل شىء.
انهزمنا أمام الجزائر، وفشلنا ويتعارك أصحاب المصالح فى مواجهة وباء أنفلونزا الطيور، ويستمر مسلسل السقوط أمام العشوائيات التى تتنامى وتزحف علينا لتقضى على الأخضر واليابس والحكومة تتفرج، وغيره وغيره.
مسلسل الهبوط مستمر وكل حاجة نواجهها نخسرها ونفشل. إن هزيمتنا من الجزائر هى هزيمة لمجتمع يتشدق بالتاريخ قبل أن تكون هزيمة فى كرة القدم.
نلتقى الأسبوع القادم بإذن الله
Kkordy@koraxkora.net