قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع الزائر بجامعة هارفارد الأمريكية، إن مصر تحتاج إلى الديمقراطية وتحديد فترة الرئاسة، مشيرا إلى أن المصريين تصوروا على نحو تقليدى أن بلدهم هى "أم الدنيا". وأضاف، فى مقال له نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أمس، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يقول إنه يرغب فى التغيير، وربما تكون مصر مكانًا جيدًا يبدأ به. وأشار إلى أن المصريين فى الداخل والخارج أخذوا يدعون على نحو صاخب إلى التغيير، موضحا أن "كفاية" هى شعار وصيحة وحركة شعبية كانت تنظم نفسها لإصلاح نظامنا الحاكم "العتيق" وقال: "من الواضح أن انتخاب رئيس أمريكى على منبر التغيير يشكل موسيقى لآذان المصريين، ومن ثم سيحظى أوباما بالترحيب كضيف فى مصر"، مضيفا أن الرئيس الأمريكى يلقى استحسانا من المصريين والعرب والمسلمين. و تساءل إبراهيم: "هل سيتواصل معه المصريون العاديون حقا، بغض النظر عن فرصة الالتقاء به؟" مشيرا إلى أن زيارة أوباما للقاهرة، التى تستغرق عشر ساعات فقط، سوف تكون مخططة بعناية، كما أن قوات الأمن، سوف تفصله، حسبما هو مفهوم، عن الحشود المصرية "الشغوفة". واقترح إبراهيم أن يفكر أوباما فى ترتيب لقاء مع ممثلى المجتمع المدنى، موضحا أنه قام بهذا اللقاء عندما زار فرنسا. وتحول إبراهيم فى مقاله إلى نقد النظام الحاكم قائلا إن الرئيس مبارك هو ثالث حاكم مصرى يتبوأ منصبه لفترة طويلة فى تاريخ البلاد المدون على مدار الألفى عام الماضية، فى حين أنه رفض التنحى أو حتى تعيين نائب له، مضيفا أن هناك مخاوف منتشرة بأنه يعد نجله جمال كى يرث "العرش". وأشار إلى أن ما يزيد على 60% من سكان مصر وُلدوا فى عهد مبارك ولم يعرفوا أى حاكم آخر، "فعديد منهم يرغب فى التغيير وينتظرون بشغف أى شخص يعينهم على تحقيقه". وقال إبراهيم: "إن هناك شيئا مهما يستطيع أوباما أن يفعله من أجل مصر وسائر العالم الإسلامى، ويتمثل فى تقديم المساعدة الأمريكية كى تجعل نظم الحكم أكثر صلاحية"، مطالبًا أوباما بأن يعزز سيادة القانون من خلال تعزيز الانتخابات الديمقراطية وتحديد فترة حكم الرؤساء المنتخبين ديمقراطيا، منبها إلى أن مستشارى أوباما قد يعارضون ذلك لتجنب "الإساءة" إلى مضيفه، مؤكدا أن مثل هذه الحركة "الجريئة" سوف تكسبه أفئدة وألباب العالم الإسلامى البالغ عدده 1.4 مليار مسلم، إلى الأبد. ولفت إلى أهمية أن يجد أوباما سبيلًا لاقتراح هذه الفكرة، وأن يقدم خطة من الحوافز المالية على غرار خطة مارشال، وبوسعه بعدئذ أن يدعو المصريين وغيرهم من المسلمين أن يقوموا ب"الباقى".