عبرت مقالة نشرت هذا الأسبوع فى صحيفة وول ستريت جورنال Wall Street Journal اليمينية عن استيائها من تجاهل الرئيس الأمريكى باراك أوباما لأوضاع الأقليات المسيحية فى الدول الإسلامية. وكتب دانييل هينينجر Daniel Henninger مقالا نشرته صحيفة وول ستريت جورنال تحت عنوان «هل الإسلام سيعيد لأوباما احترامه؟»، قال فيه: بمناسبة قدوم مناسبات يهودية ومسيحية مهمة تتمثل فى عيد الفصح، كان هذا الأسبوع فرصة مواتية للرئيس باراك أوباما لزيارة «آية صوفيا» باسطنبول الذى جسد كنيسة بيزنطية ومسجدا إسلاميا فى فترات تاريخية مختلفة. وفى تركيا تحدث أوباما حول حوار مع الإسلام يقوم على «الاحترام المتبادل». ثم يشير الكاتب إلى أن أوباما تجاهل وضع الأقليات الدينية، وبالأخص المسيحيين، الذىن يعيشون فى بلدان إسلامية، مشيرا إلى سوء حالتهم بصفة عامة، واقترابهم فى حالات خاصة من الانقراض بعد قرون من العيش المشترك مع الإسلام. ويستعرض الكاتب خطاب أوباما البليغ حول التسامح الدينى والتعايش المشترك بين الأديان، لكن برغم ذلك يقول الكاتب يبقى واقع تجربة المسيحيين العرب الذين يعيشون الآن وسط أغلبية من السكان المسلمين هو غالبا القمع والتوقيف والحبس والموت، إذ يتعرض الأقباط المسيحيون فى مصر للتمييز والاضطهاد، علاوة على أن مثيرى الشغب المسلمين غالبا ما يقومون بحرق أو تخريب كنائس ومتاجر الأقليات المسيحية. وفى تركيا، تخوض الكنيسة السريانية الأرثوذكسية (أعضاؤها 3000 يتحدثون الآرامية، لغة السيد المسيح) معركة مع السلطات التركية حول ملكية الأراضى المحيطة بدير مور جابرييل، الذى يعود بناؤه إلى عام397. كذلك صفقة السلام التى عقدتها باكستان مؤخرا مع الطالبان فى وادى سوات تعرض للخطر حياة 500 مسيحى لا يزالون يحاولون العيش هناك، عقب فرار الكثيرين بعدما فجر متطرفون إسلاميون مدرسة للفتيات أواخر العام الماضى. ولم تسمح باكستان لهم قط بشراء أرض لبناء كنيسة. ويذكر الكاتب أن السعوديين فى عام 1995سمح لهم ببناء مسجد فى روما على مقربة من الفاتيكان، لكنهم لم يبادلوا ذلك أبدا بالسماح ببناء كنيسة فى بلادهم، بل حتى السعودية تمنع ممارسة شعائر العبادة الشخصية فى البيت لنحو مليون عامل مغترب مسيحى. وفى العراق وضع الأقليات الدينية يزداد سوءا. باختصار، فى رأى الكاتب، «الاحترام» الذى يتعهد أوباما بإعطائه للإسلام يمضى فى اتجاه واحد فقط. وهو يعلم حق المعرفة أى اتجاه. ويختم الكاتب مقاله قائلا: إنه ينبغى على أوباما أن يجعل من التسامح الرسمى إزاء الطوائف المسيحية فى الشرق الأوسط أساسا للتوصل إلى ما سماه «أرضية مشتركة» مع الإسلام. وكما سيردد الجميع فى الكنائس حول العالم نهاية هذا الأسبوع، فتلك «الأرضية المشتركة» عُبدت للمرة الأولى فى الشرق الأوسط قبل 2000 عام. ومن ناحية أخرى، ذكرت افتتاحية صحيفة واشنطن تايمز تحت عنوان «انحناء أوباما» Barack takes a bow، أن أوباما انحنى تبجيلا للعاهل السعودى الملك عبدالله عند لقائهما الأسبوع الماضى فى قمة مجموعة ال20 بلندن. وفى وقت لاحق، صرح الرئيس أوباما فى ستراسبورج بفرنسا: «ينبغى أن نغير من سلوكنا وأن نظهر للعالم الإسلامى مزيدا من الاحترام». ومما لا شك فيه أن الرمزية من الأمور المهمة فى الشئون العالمية. ولكن الافتتاحية ترى أن انحناء أوباما لإظهار مزيد من الاحترام للإسلام قد أحط من شأن قوة واستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولذا ترى الافتتاحية أن انحناء أوباما، الذى لم يسبقه مثيل، هو انتهاك غير عادى للبروتوكول. فلا توجد هناك سابقة لانحناء أى رئيس أمريكى للعاهل السعودى أو غيره من الملوك. كما ترى أن هذا الأمر لا يُحسّن صورة أوباما أمام من يعتقدون اعتناقه الإسلام سرا. ومن الملفت للنظر أن الصحافة لم تتطرق إلى مسألة انحناء الرئيس الأمريكى للعاهل السعودى. وليس من المُتضح لماذا انحنى أوباما للعاهل السعودى وليس لغيره من الملوك. وترى الافتتاحية فى النهاية أن الأمريكيين لا ينبغى أن ينحنوا تحت أى ظروف أمام أى شخص ملكى. فالولاياتالمتحدةالأمريكية ترفض التقسيمات الطبقية التقليدية. ومن ثم تقول الافتتاحية إن السيد أوباما يُثبت أن أى شخص من الممكن أن يُنتخب رئيسا للبلاد، دون أن يعرف كيف يتصرف رئاسيا.