فى الستينيات وقفت إحدى سيارات النقل المحملة بمئات من أسطوانات البوتاجاز أمام مخزن بوتاجاز بشارع خلاط بشبرا بالقاهرة.. وفجأة اشتعلت النيران فى بعض الأنابيب.. كان هناك جراج ممتلئ بعشرات السيارات ملاصق للمخزن، ومن الجهة الأخرى نجار بمخزن أخشابه.. وفى مواجهته مطبعة ضخمة بمخازن ورقها.. وهرب العمال والمواطنون فزعاً.. واندفع أحد عمال الجراج واستقل السيارة وتحرك بها مائتى متر إلى ميدان بالشارع مواجه لمدرسة خلاط الثانوية بنات.. وانفجرت الأنابيب كالقنابل، وشب حريق ضخم فى المدرسة ولم يصب أحد.. ولكن الخسائر لا تقارن إذا استمر اشتعال السيارة فى مكانها الأول.. هذا الشاب أنقذ منطقة كاملة من دمار شامل.. ولم يكرمه أحد أو يشكره!! ذكرت تلك الحادثة فى معرض اقتراح أتمنى أن يتبناه بعض المسؤولين ويساعد على أمن الشارع المصرى الذى تناقص سواء بسبب أولوية الأمن السياسى، أو لقصور فى أعداد رجال الشرطة المحملين بما لا يطيقون!!.. أتمنى أن نطرح - كبعض الدول - برنامجاً باسم (أبطال الشهر) نستضيف ونكرم فيه مواطنين قاموا بأعمال مميزة.. كمن يندفع ليذود عن امرأة مخطوفة، أو يتعقب لصاً خطف طفلاً وخلافه.. سيساعد ذلك على إعادة روح «الجدعنة» إلى الكثيرين.. وأنا على ثقة أن «الجدعان» يملأون البلد.. ولكن دعونا نبدأ!! حاتم فودة