ربما تكون واحدة من أطول مرافعات الدفاع فى تاريخ القضاء المصرى، إذ امتدت مرافعة دفاع هشام طلعت مصطفى 5 جلسات، خصص المحامى فريد الديب 3 منها للدفاع عن محسن السكرى، وفجر فى الجلسة الرابعة من مرافعته مفاجأة من وجهة نظره، عندما ألقى مسؤولية القتل على شركتى «إعمار»، التى يمتلكها محمد العبار وشركة «داماك»، التى يمثلها حسين سجوانى، وشرح للمحكمة قصة الصراع بينهما بسبب صفقة مشروع سيدى عبدالرحمن فى الساحل الشمالى، كما تطرق الديب إلى مفاجأة أخرى رفض تسليمها إلى المحكمة وهى خطاب من مجهول إلى شقيقة هشام طلعت فى منزلها بالإسكندرية يطلب فيه منحه 200 مليون يورو مقابل إنقاذ شقيقها من هذه التهمة، وقال إن المجهول طلب من سحر توصيل الخطاب إلى هشام دون فتحه، موضحا أنه عندما رفض هشام دفع المبلغ وصلت كمية من الأوراق والخطابات من لبنان إلى المحكمة، فى إشارة منه إلى أن والد المجنى عليها سوزان تميم وراء هذه العملية ووصف الديب ذلك بأن «هشام» يتعرض لعملية ابتزاز مستمرة منذ بداية القضية. فى جلسة المرافعة ظهر على هشام الإرهاق وذرفت الدموع من عينيه أثناء مرافعة الديب وحديثه عن الكيان الاقتصادى الذى حققه هشام طلعت بعد وفاة والده، وكذلك عندما أشار إليه حافظ فرهود قائلا: إنه لا يتواجد فى هذه القضية كمحام انما يترافع عنه كأنه ابن من أبنائه لأنه يعرف أسرته ووالده، مؤكدا أن هشام برىء من هذه الاتهامات، وأن القضية «ملفقة»، وبدا أن فرهود على وشك البكاء، مؤكدا أنه واثق من البراءة. وقال فريد الديب، فى بداية الجلسة: إذا كنا قد تحدثنا عن التلفيق فنحن اليوم سوف نتحدث عمن له المصلحة فى الإطاحة بهشام طلعت مصطفى الذى يمثل أحد الكيانات الاقتصادية، خاصة أن المتهم لم يذهب إلى برج الرمال أو يتواجد فى دبى وقت الجريمة، وتساءل: من هو هشام طلعت مصطفى الذى صوره الإعلام على أنه وحش كاسر.. إنه ابن المهندس طلعت مصطفى المقاول الشهير فى الإسكندرية، والذى كان معروفا عنه الأمانة وكان شديد التدين، ومن سوء حظه أنه اشتهر عنه التدين فى حقبة زمنية كان التدين قرين الانضمام إلى الإخوان المسلمين، ثم ترك مصر وسافر وعاد بعد فترة وأنجب 3 أولاد وفتاة وتخصص هشام فى الاستثمار العقارى والتنمية وأصبحت الشركة التى تركها والدهم مجموعة شركات، مشيرا إلى أن النجاح لا يأتى صدفة وإنما يأتى بالالتزام والاستمرار فى الالتزام. وقال الديب «كانت هناك بعض الجهات تخشى نجاح هشام طلعت مصطفى وتحاول جاهدة توقيف هذا النجاح المستمر، خاصة الإخوة الموجودين فى الإمارات ومنهم شركة داماك وشركة إعمار، وهما الشركتان اللتان دخلت معهما مجموعة هشام طلعت فى منافسة وحققت شركات هشام مكاسب، بينما حققت الشركات الأخرى خسائر بفضل امتلاك مجموعة طلعت مصطفى الخبرة البشرية، وأن حسين سجوانى حاول استقطاب العمال والخبرة فى مجموعة طلعت مصطفى، إلا أن هشام اكتشف هذا وأرسل عدة خطابات شديدة اللهجة إلى صاحب الشركة، والذى وعده بأن الأمر لن يتكرر مرة أخرى. وقال إن شركة إعمار التى بدأت العمل فى مصر بمشروع سيدى عبدالرحمن فى الساحل الشمالى وقدمت الشركة عرضا بمبلغ 280 مليون فى حين عندما دخل هشام فى المناقصة وصلت إلى مليار، وهو ما لم ينسه محمد العبار صاحب إعمار إذ اعتبر أن هشام سبب خسائره فى هذا المشروع، كما أنه بسبب وجود شركة داماك فى مصر وحصولها على أراض من الحكومة المصرية وجمعها أموال المصريين فى مشروع القاهرةالجديدة وعدم تنفيذ الشركة أيا من الالتزامات قامت الحكومة بسحب 60% عن طريق بنك الإسكان والتعمير، بعد أن فشل فى استقطاب العمالة البشرية من شركات طلعت مصطفى، وقال الديب إن اتحاد إعمار وداماك يعتبر السبب الأساسى فى إصرار محسن السكرى على الزج باسم هشام طلعت فى القضية. وتطرق الديب إلى وصف سمات هشام طلعت مصطفى وقال إنه دائما يظهر عليه الجد والحسم وهو دائما مهموم بسبب مصالح العاملين وشركاته المنتشرة فى مصر وخارجها، وكان يمنح بسخاء، إلا أنه كان مولعا بالنساء ويحبهن كثيرا وكان يغدق عليهن الأموال، وقال الديب: لو أننا افترضنا صحة كلام السكرى وهو كلام غير صحيح فإن هشام لم يرتكب جرما يحاسب عليه، السكرى كذاب وكان يريد الحصول على الأموال بأى طريقة من هشام طلعت وأقواله فى التحقيقات متناقضة. وأشار الديب فى مرافعته الأخيرة عن علاقة موكله هشام بسوزان وتعرفه عليها فى 2004 عن طريق أحد الأطباء الخاصين بالوليد بن طلال، وأنهما ارتبطا، وصارت بينهما علاقة قوية وأن كل منهما يرغب الآخر، وأن الجميع شهدوا بأنهما كانا على علاقة طيبة وأن هشام كان يحميها من عادل معتوق ودفع للأخير أكثر من 2 مليون و750 ألف جنيه من أجل إنقاذها من براثن عادل معتوق لانتهاء عقد الاحتكار وطلاقها منه، ثم تتطرق إلى إفادة عبدالستار تميم والتى قالها فى تحقيقات دبى يوم 2 أغسطس أى بعد الوفاة ب4 أيام وقال والدها «ابنتى هربت من عادل معتوق، وهشام كان عايز يخطب ابنتى، وحاول إعادة ابنتى مرة أخرى إلى مصر بأن يرسل لها طائرة خاصة»، ولم ينف الديب إقامة هشام طلعت دعوى ضد سوزان فى سويسرا لتجميد أموالها بعد طلب والدها عبدالستار تميم منه ذلك خوفا على أموالها من أن يسلبها رياض العزاوى، وهو ما قررته كلارا إلياس فى أقوالها أمام المحكمة فى شهادتها. وقال الديب إن ركن المساعدة فيما وصفته النيابة العامة أن هشام طلعت قام بمساعدة محسن السكرى فى الحصول على الفيزا الخاصة بسفره إلى لندن ودبى فى حين أن التأشيرتين قام باستخراجهما محسن السكرى بنفسه خاصة تأشيرة لندن التى حصل عليها يوم 5 أغسطس 2008 لمدة 6 شهور فى حين أن النيابة العامة قدمت خطابا داعما محررا من شركة هشام طلعت مصطفى فى 2005 أى قبل سنوات من الحصول على التأشيرة فى حين أن هشام كان يحاول جاهدا استرداد حبيبته بأى طريقة ولا يسعى مطلقا إلى قتلها. وأضاف الديب أن محسن السكرى قال فى التحقيقات إنه ذهب إلى منزل هشام طلعت مصطفى وحصل على البرواز الذى تم العثور عليه فى شقة سوزان تميم فى إمارة دبى بعد قتلها، إنه توجه قبل أسبوع ثم عاد وقال قبل 10 أيام ثم قال قبل 15 يوما، وقدم الديب شهادة من مصلحة الجوازات والهجرة تفيد بأن هشام فى المواعيد الثلاثة لم يكن موجودا فى القاهرة من واقع جواز سفره، مما يشير إلى أن كلام محسن كله متناقض ولا يحمل أى دليل على هشام ولا يجوز التعويل عليه، كما قدم الديب شهادة من وكيل شركة تجارية فى القاهرة تعد الوحيدة للشركة المصنعة للتليفون الذى سجل عليه السكرى المكالمات الهاتفية تفيد بأن عملية التسجيل تظهر لدى الطرف علامة التسجيل وصوت يظهر عملية التسجيل فى البداية والنهاية. وقال الديب إن هشام طلعت مصطفى يتعرض لعملية ابتزاز كبيرة وآخر عمليات الابتزاز خطاب من مجهول وصل إلى منزل شقيقته سحر فى الإسكندرية، وطلب منها عدم فتح المظروف إلا عن طريق هشام فى السجن، قائلا إن الصفقة يجب أن يقبلها لأنها فرصة، وعليه تحويل مبلغ 200 مليون يورو إلى اسم يدعى طارق محمد عويضة أى مبلغ مليار و600 مليون جنيه مصرى، وأن هشام بسخائه دفعه إلى الطمع فيه. ووجه الديب كلامه إلى السكرى: أنا أقول لمحسن أخطأت يا سيدى لأن حب المال أعماك وأفقدك صوابك وجعلك تسعى إلى المال الحرام، وأقول لهشام هذا قدرك ولكن اعلم أن الله قد يبتلى الإنسان ليطهره من أمور هو يعلمها. وقدم فريد الديب مذكرة إلى المحكمة يبلغ عدد صفحاتها 481 بمضمون جلسات المحاكمة، وانتهت إلى التماس بالحكم بعدم قبول الدعوى الجنائية وجميع الدعاوى المدنية واحتياطا ببراءة المتهمين مما نسب إليهما ورفض الدعاوى وبراءة المتهم الثانى مما أسند إليه ورفض الدعاوى المدنية، وقدم 47 حافظة مستندات منها الخطابات المتبادلة بين هشام وحسين سجوانى، صاحب شركة داماك، وصور من أوراق صفقة سيدى عبدالرحمن.