وداعًا.. محمد نصير.. صانع النجاح

محمد نصير الذى رحل مساء أمس الأول فى ألمانيا بعد رحلة علاج استمرت 3 شهور بين فرنسا وألمانيا، ومن المقرر أن يصل جثمانه مساء اليوم، فيما تشيع جنازته من مسجد آل رشدان فى مدينة نصر بعد ظهر غد الإثنين. ولد فى القاهرة عام 1937، وفى عام 54 أتم تعليمه الثانوى بمدرسة النقراشى النموذجية، ثم التحق بكلية الهندسة قسم اتصالات جامعة القاهرة وتخرج عام 60، عمل فى شركة (IBM) ثم مهندسا للنظم وبعدها مهندسا للمبيعات.
وتزوج ابنة عضو مجلس قيادة الثورة عبداللطيف البغدادى، وكان قد وقع فى مشاكل فى تعاملاته مع إحدى مؤسسات الدولة فى بداية حياته، وكادت إحداها أن تؤدى به إلى الإعدام لولا أن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام أنقذه وقتها والذى ألحقه بالعمل فى هندسة مركز «آماك» بمؤسسة الأهرام فى 1967.
واستقال نصير من وظيفته فى 1974 ليطرق مجال العمل الخاص، مستفيدا من سياسة الانفتاح الاقتصادى التى دشنها الرئيس الراحل انور السادات بعد حرب السادس من أكتوبر 1973.
وعندما استقر به الحال فى القاهرة عام 1974، أنشأ شركة الجيزة للأنظمة، وهى من أكبر شركات التجهيزات الإلكترونية فى مصر الآن.
وعمل نصير فى مجالات مختلفة مثل: البترول والاتصالات والخدمات والسيارات، وحقق نجاحا بارزا فى جميع الأعمال التى قام بها، وكان أول ظهور قوى له فى ساحة الأعمال نجاحه فى الفوز بصفقة شراء شركة بيبسى مصر فى مطلع التسعينيات مع تفعيل برنامج الخصخصة ب157 مليون جنيه، وهو رقم، أثير حوله جدل شديد.
ورغم الانتقادات التى واجهت نصير عند شراء شركة بيبسى كولا مصر، فقد نجح بفضل إدارته فى زيادة عدد العاملين بها من 4 آلاف إلى 11 ألفا من خلال منهج إدارى صارم، دفع ثمنها بعض من العمالة التى رأى أنها عبء على الشركة ، قبل ان يبيعها للشركة الأم العالمية فى صفقة ضخمة ساعدته فى تنمية أعماله والنجاح فى تأسيس شبكة محمول بالتعاون مع شركة فوادفون العالمية فى 1998.
ومنهج نصير فى حياته العملية اتسم كما وصفه هو نفسه بأنه «خلاق البيزنس»، حيث ينشئ كيانا ثم يكبره، ثم يبيعه ويكسب ويضع مكسبه فى كيان آخر، واصفا ذلك بأنه متعة فى صناعة النجاح وإيجاد كيانات قوية ناجحة قادرة على العمل بكفاءة، وهى نقطة نجح نصير فى الالتزام بها حتى مع تجربة نجاحه الرئيسية شركة فوادفون مصر.
ومنذ عامين، أعلن «نصير» عن بيع حصته فى شركة فوادفون مصر إلى الشركة المصرية للاتصالات فى صفقة قدرت بمليارات الجنيهات، قبل أن يثار جدل كبير حول طبيعة استحواذه على توكيل شركة السيارات الكورية «كيا موتورز» من وكيله السابق وليد توفيق وأخرى بسبب «أبراج القلعة» فى القاهرة والتى شهدت انتقادات دولية ومحلية واسعة النطاق.
وحظى هذا المشروع بانتقادات واسعة من جانب منظمة اليونسكو لضرر المشروع البالغ بمنطقة آثار القلعة التاريخية، حيث هددت المنظمة بسحب اعترافها بالقلعة كمنطقة آثار تاريخية، مما جعل المشروع يتجمد رغم تعهد المهندس «نصير» بالالتزام الكامل بجميع شروط المجلس الأعلى للآثار.