تصوروا.. زواج بأمر «الإهمال»

عرفنا الزواج بأمر الحب، والزواج بأمر الأب، والزواج بأمر الطبيعة البشرية، أما الزواج بأمر الإهمال فى السجلات الرسمية فهو ما تعرضت له مؤسستنا الزوجية!
حيث أراد إبنى الوحيد استخراج قيد عائلى لتقديمه إلى إدارة التجنيد بالدقهلية، فصفعه الكمبيوتر بزوجة أخرى ووحيدة لوالده واختفى اسمى تمامًا، وبعد يومين من تردده ووالده بدون علمى على سجل مدنى مركز المنصورة ومصلحة الأحوال المدنية، واستخرجا بيان زواج بزوجة أخرى وهو أقصى ما استطاع المسؤول تقديمه لهما!
وغادرنا ابنى إلى عمله متأففًا ناقمًا من الروتين ورجاله، حيث ألقى علىّ بالبيان الصاعقة من وجهة نظره، وما إن قرأت تاريخ زواجهما المزعوم فى نفس تاريخ عقد قراننا عام 1976 حتى أدركت سريعًا أن الخطأ ناتج من موظف التقط اسم هذه الزوجة من وثيقة زواج أخرى،
ولأننى أعلم جيدًا أن زوجى لن يتحمل إجراءات تصحيح البيان ولم أرض لأولادى هذا الخطأ التعجيزى إذا ما حان أجلى قبل تصحيح الخطأ، فارتديت الصبر ثوبًا، والعزيمة والنفس الطويل رفيقًا، وبدأت استكشاف الثغرة، وهى فقدان صفحتين من منتصف سجل الزواج عام 1976
وبالتالى لم يتم تسجيل بياناتهما على كمبيوتر المحافظة، وهى بيانات زواج ستين زوجًا وزوجاتهم، ونتج عن فقد الصفحتين على أربعة أوجه الآتى: «تم تزويج عشرين زوجًا لعشرين زوجة أخرى، فى مقابل اختفاء أزواج وزوجات كل منهم! كما فقدت البيانات الكاملة لعشرين زوجًا وزوجاتهم فى صفحة المنتصف»، وبناءً عليه فإن المشكلة التى تعرضنا لها طالت تسعًا وخمسين أسرة غيرنا..
بعد معاناتى الشديدة خلال ثلاثة أيام مررت فيها على أربعة أماكن «كعب داير»، حتى تم تصحيح وثيقة الزواج وبعدما رفضت نصيحة البعض بأن أكون فى حالى وأكتفى بحل مشكلتى!
لذا.. أوجه بعد المعاناة ندائى لأولى الأمر بوزارتى الداخلية والعدل باستكمال الصفحتين المفقودتين من سجل زواج عام 1976 بتصويرهما من نسخة السجل الأخرى الموجودة بالمحكمة، واعتمادهما وإدراجهما بسجل مركز المنصورة، والسعى لتسجيل بياناتهما على الكمبيوتر رحمة بتسع وخمسين أسرة، لن يكتشفوا مأساتهم إلا مع حاجتهم لاستخراج بيان.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.
السيدة إسماعيل الجمل - المنصورة