«الشيوعي الصيني» يفتتح مؤتمره الوطني ويعد بتحقيق «حياة رغيدة» في 2020

افتتح الحزب الشيوعي الصيني، الحاكم، مؤتمره الثامن عشر، الخميس، في العاصمة بكين. ويشارك في المؤتمر، الذي يعقد في قاعة الشعب الكبرى، حوالي 2300 قائدًا حزبيًا يمثلون أكثر من 82 مليون عضو حزبي.
ويستمر المؤتمر 7 أيام، يناقش خلالها الحزب الذي يتحكم في ثاني اقتصاد في العالم، الخطة الخمسية المقبلة للصين، وهي الخطة التي تؤثر في الاقتصاد العالمي بشكل كبير، نظرًا للمشاركة الضخمة للصين في هذا الاقتصاد.
ويشهد المؤتمر انتخابات تنافسية لعضوية اللجنة المركزية للحزب، والمواقع القيادية الأخرى، حيث من المقرر أن ينهي الرئيس الصيني، والسكرتير العام للحزب الشيوعي، الدورة الثانية والأخيرة له في موقعه، منذ انتخابه في 2002، ليتولى شخصية جديدة قيادة الحزب والدولة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.3 مليار نسمة.
ومن المتوقع أن يتسلم شي جين بينج، في هذا المؤتمر منصب السكرتير العام للحزب، وهو المنصب الذي يعني توليه منصب رئاسة جمهورية الصين الشعبية رسميًا في مارس المقبل. وينتمي بينج، إلى قومية الهان، ويبلغ من العمر 59 عامًا، والتحق بالحزب الشيوعي في 1974، وهو يبلغ من العمر 19 عامًا، وهو ابن أحد قيادات الثورة الصينية الذي شارك فيها وفي تأسيس الحزب إلى جانب، الزعيم الصيني، ماو تسي تونج.
وحصل بينج على الدكتوراة من جامعة تسينج هوا، وتخصص في النظرية الماركسية والتعليم الأيديولوجي، وتدرج بينج في المواقع القيادية الحزبية، حتى أصبح عضوًا باللجنة الدائمة للمكتب السياسي، باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ونائبًا للسكرتير العام، الرئيس هو جين تاو.
وعرض الرئيس الصيني في بداية المؤتمر تقريرًا سياسيًا، قال فيه «إن الصين يجب أن تسير بثبات على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لضمان تحقيق البلاد الهدف الكبر لبناء مجتمع مزدهر بشكل معتدل في كل المجالات بحلول عام 2020».
وأضاف هو، في كلمته التي استمرت ساعة و40 دقيقة، بحسب وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» والتي ألقاها في قاعة الشعب الكبرى، أمام أعضاء المؤتمر أن: «منهجنا الشامل هو تعزيز التقدم الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي، ومهمتنا العامة هي تحقيق التحديث الاشتراكي والتجديد الكبير للأمة الصينية».
وأكد هو جين تاو أن الصين تضع نصب عينيها التحول إلى «مجتمع رغيد» بحلول عام 2020، كما أكد أنها ستحقق الهدف الذي وضعته لنفسها عام 1987 في منتصف القرن الجاري، وقال: «في ضوء الهدف المحدد في المؤتمر الوطني ال13 للحزب الشيوعي الصيني، والذي عقد عام 1987، سيصل إجمالي الناتج المحلي للصين إلى مستوى الدول المتقدمة، وسيحيا مواطنوها حياة موسرة وستحقق البلاد هدف التحديث بشكل أساسي وذلك بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين».
وحقق الحزب الشيوعي الصيني، بقيادة هو جين تاو، تقدمًا كبيرًا في الاقتصاد الصيني، الذي انتقل من المرتبة السادسة، من حيث القوة الاقتصادية في العالم، في العقد الماضي، إلى المرتبة الثانية، كما تم تحقيق إنجازات كبيرة في معدلات التنمية، ورفع مستوى المعيشة، وزيادة متوسط دخل الفرد، وزيادة النفوذ الدولي، كما استطاعت الصين خلال العقد الماضي القضاء على عدد من الصعوبات مثل وباء السارس المفاجئ، والأزمة الاقتصادية العالمية، وزلزال ونتشوان، وغيرها من الكوارث.
وعن ملامح الخطة الخمسية المقبلة للصين، والتي سيناقشها المؤتمر، قال رئيس الوزراء الصيني، وين جيا باو، في كلمته، الخميس، أمام أعضاء المؤتمر إن «زيادة دخل أفراد الشعب ومكافحة الفساد وتعزيز بناء الحزب، هي المهام المحورية التي ستتم معالجتها في الأعوام الخمس المقبلة».
وأشار وين إلى أن تداعيات الأزمة المالية الدولية سوف تستمر لعدة أعوام.وأنه «يتعين على الصين الحفاظ على نمو اقتصادي مطرد وسريع نسبيًا ودفع الإصلاح وإعادة الهيكلة الاقتصادية سعيًا لتجنب تنمية اقتصادية غير مستقرة وغير متوازنة وغير منسقة وغير مستدامة».
ومن المتوقع أن تقوم الصين في خلال خطتها الخمسية المقبلة، بإجراء عدد من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية. في كلمته أمام المؤتمر قال وين جيا باو: «إصلاح الهيكل السياسي يجب دفعه في نفس الوقت من أجل تحسين الديمقراطية وضمان العدالة الاجتماعية والنزاهة وحماية الحرية والحقوق المتساوية للشعب وإفساح المجال كاملا لمبادراتهم وروحهم الإبداعية».
وإلى جانب بذل الجهود من أجل زيادة دخول سكان الحضر والريف، وتحسين نظام الضمان الاجتماعي ومواصلة تضييق التفاوتات الإقليمية بين الحضر والريف، ومعالجة الاختلال في توزيع الدخل، أكد وين أيضًا على «ضرورة منح أولوية لمكافحة الفساد لأنه يعد مسألة حياة أو موت للحزب والدولة».
وعقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره الأول عام 1921، بحضر 12 عضوًا فقط، واستطاع أن يقود الصين نحو الثورة عام 1949، بقيادة زعيمه ماو تسي تونج. ومثل عام 1978 علامة فارقة في تاريخ جمهورية الصين الشعبية، حيث قرر الحزب، بقيادة زعيمه الجديد، دينج شياو بينج، اتباع سياسة الإصلاح والانفتاح، والاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وهي السياسة التي مازالت مستمرة حتى الآن.