حتى فى كندا

بمناسبة الأحداث الدامية والمأساوية المؤسفة التى واكبت لقاء مصر والجزائر فى السودان فى آخر مراحل سباق الحصول على بطاقة التأهل إلى مونديال 2010، يهمنى أن أنقل إليكم بعض ردود الأفعال ومشاعر الملايين من أبناء الجالية المصرية فى كندا تجاه تلك الأحداث..
فمن المعروف أن لقاءات الجزائر الرياضية على المستوى العربى - وخاصة مع مصر - كانت تجرى دائماً على صفيح ساخن، ودائماً ما تصرفت مصر باعتبارها الشقيقة الكبرى لكل الدول العربية، فكانت ولاتزال تتجاوز عن كل هفوات وحماقات الصغار ببساطة لأنهم صغار ولا يفهمون أين تقع الخطوط الحمراء التى لا يجوز تجاوزها عند التعامل مع الأشقاء، وخاصة فى مجال الرياضة..
يكفى مجرد إلقاء نظرة سريعة على نوعية الجماهير المصاحبة للفريق الجزائرى فى مباراة السودان الفاصلة التى حملت معها كل أنواع السلاح الأبيض، ومقارنتها بالجماهير المصرية التى حملت الأعلام ولافتات التشجيع، كان هذا وحده كفيلاً بالجزم بأن النية كانت مبيتة لأعمال عنف من الجماهير الجزائرية ويبدو أن تأثير الإعلام الجزائرى قد تجاوز الحدود حتى وصل إلى بعض الجزائريين المقيمين فى كندا!! فقامت بعض الجماعات الجزائرية بالتحرش بأبناء الجالية المصرية فى تورنتو وكأننا على أعتاب حرب بين الدولتين!!
فضيحة دولية، وعار على العرب جميعاً، بسبب تصرفات حمقاء من شرذمة من قاع المجتمع الجزائرى.. فهل هذا هو قدر الشقيقة الكبرى التى تتحمل سهام الصغار الذين لا يستطيعون التفرقة بين مباراة لكرة القدم وأعمال تظهرنا أمام العالم بالهمجية، وجعل سمعة العرب جميعاً فى مهب الريح، فى وقت تنادى فيه مصر والدول العربية بتنظيم بطولة كأس العالم!!
وهناك سؤال نتوجه به للشعب الجزائرى.. أليست هذه هى مصر التى وقفت إلى جواركم فى حرب التحرير حكومة وشعباً داعمة ومشاركة لكم حتى النصر..؟؟ أليست تلك الشركات والمصانع المصرية التى تدمرونها بأيديكم الآن فى الجزائر هى نفسها التى وجهت كل منتجاتها مباشرة إلى الجزائر خلال حرب التحرير؟؟.. فى وقت كان فيه الشعب المصرى فى أشد الحاجة إليها؟؟ فهل هذا هو رد الجميل أم الحصاد المر لما زرعته مصر فى الجزائر من خير؟؟
فى النهاية.. يتوجه أبناء الجالية المصرية فى كندا بكل الشكر والتقدير للسادة المسؤولين المصريين الذين رافقوا البعثة المصرية فى السودان الشقيق، وفى مقدمتهم السيدان علاء وجمال مبارك على سلوكهما المتحضر فى علاج الأزمة وحرصهما على عدم مغادرة السودان قبل تأمين الآلاف من جماهير مصر المحبة للرياضة وللتراب المصرى..
كل التهنئة والتقدير للمنتخب المصرى على مشواره المشرف طوال مشوار المسابقة، ونحن على ثقة أن القيادة، السياسية المصرية تملك الحكمة والخبرة لاتخاذ قرارات تحفظ كرامة الجماهير المصرية.
دكتور هانى عبدالخالق
أستاذ إدارة الأعمال - تورنتو - كندا