وكيل تعليم شمال سيناء يشارك في لقاء الوزير مع مديري المدارس الابتدائية والإعدادية    صعود النفط والغاز في السوق الأمريكية وسط التطورات الجيوسياسية الجديدة    الخارجية السورية: نتضامن مع قطر أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم    حلم المونديال.. انطلاق مباراة الفراعنة وبوركينا فاسو    الداخلية تضبط 113 طن زيوت مجهولة المصدر بمصنع غير مرخص لإعادة التدوير بالشرقية    صالون محمود سعيد الثقافي يحتفي بالموسيقى المصرية في القرن العشرين    وزير الري يشارك في الجلسة الوزارية رفيعة المستوى "إعادة صياغة العلاقة المتكاملة بين المياه والطاقة والمناخ    انطلاق الورش التحضيرية للملتقى المصري السودانى الثاني لرجال الأعمال بالقاهرة الثلاثاء المقبل    بسبب الوضع في الدوحة.. أزمة في عودة الدفعة الثانية ببعثة الكونغ فو إلى القاهرة    الأسماء العالمية تهرب من يد الأهلي في ملف المدرب الأجنبي    افتتاح مشروعي صرف صحي بقريتي النمسا والقرايا في الأقصر    ألقى بنفسه من شرفة الشقة.. التحريات تكشف تفاصيل واقعة مقتل محامي حلوان    حبس فتاة الجيت سكي لمدة سنة بعد تسببها في وفاة طفل بالساحل الشمالي    أوقاف دمياط تسلم 2 طن لحوم إطعام للتضامن الاجتماعي لتوزيعها على الأسر الأولى بالرعاية    ياسمين سمير نجمة فرسان الشرق تنال شهادة تقدير في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    طبيبة تحذر من تعرض البطاطس لأشعة الشمس: يزيد من سميتها    الأردن يدين القصف الإسرائيلي على الدوحة: خرقًا فاضحًا للقانون الدولي    رئيس وزراء فرنسا بقصر الإليزيه لتقديم استقالته إلى «ماكرون»    ارتبط اسمه بابنة عامر منيب.. من هو المطرب الراحل عمرو ستين؟    رد فعل صادم من علا رامي بعد طلاق نجلها عمر خورشيد وياسمين جيلاني    بوستيكوجلو مديرًا فنيًا لنوتنجهام فورست الإنجليزي    أشرف زكي يزور رنا رئيس بعد خروجها من العمليات    أبرزها «صوت هند رجب» و«عائشة لا تستطيع الطيران».. أفلام عربية تألقت في المهرجانات العالمية    قبل ساعات من مؤتمر أبل.. اعرف السعر المتوقع لهاتف آيفون 17 عالميًا    تأجيل دعوى بطلان الحجز على ممتلكات إبراهيم سعيد ل7 أكتوبر المقبل    ضبط مصرية وأجنبي بتهمة حيازة «1100 قرص وسجائر مخدرة و220 أحجار كريمة» بمطار القاهرة    الرئيس السيسي يوجه بدراسة طلب العفو عن علاء عبد الفتاح    محافظ الجيزة: معارض أهلا مدارس تضم سلعا ومنتجات مخفضة الأسعار    رئيس هيئة الدواء يبحث آليات تنفيذ مشروع الروشتة الرقمية لدعم الخدمات الصحية    الفوضى تهدد مستقبل منتخب إيطاليا    اتحاد جدة يعلن إصابة كريم بنزيما دون تحديد موعد عودته    محمود عباس: غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين.. والدولة ستتولى مسئولياتها هناك    فى ذكرى رحيل خيرى شلبى.. يوسف القعيد: أكتر الروائيين جرأة لهذا السبب    استمرار التصفيات المركزية للمرحلة الثانية بمسابقة دولة التلاوة لليوم الرابع    محافظ الغربية يتفقد المراكز التكنولوجية ويتابع ملف التصالح والخدمات الميدانية    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى أسيوط العام والمركز الطبي الحضري بالوليدية لتعزيز الخدمات الصحية    وصفة اقتصادية وآمنة.. طريقة عمل لانشون الفراخ بالبنجر لسندوتشات المدرسة    وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماع اللجنة العليا لمتابعة الشكاوى والطلبات والخدمات بالوزارة..وتتابع الإجراءات المتخذة لقياس رضا المواطن    وزير التعليم يعقد سلسلة لقاءات مع أكثر من 4 آلاف من مديري المدارس الابتدائية والإعدادية    الظهر بالإسكندرية 12.57.. جدول مواعيد الصلوات الخمسة فى محافظات مصر غداً الأربعاء 10 سبتمبر 2025    بيتقمصوا بسرعة.. 4 أبراج لو زعلت منك صعب تسامحك    تحرير 945 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة ورفع 35 سيارة متروكة بالشوارع خلال 24 ساعة    الأهلي السعودي يعين أمير توفيق رئيسًا تنفيذيًا للقطاع التجاري    رسميا.. بريطانيا تعلن موقفها من حرب إسرائيل: لا ترتكب إبادة جماعية فى غزة    فاديا كيوان: جريمة الاغتصاب أحد أهم التهديدات للمرأة والفتاة في كل زمان ومكان    الجنايات تحيل أوراق المتهم بقتل زوجته في المقطم للمفتي    تركيب مظلات جديدة بالمستشفى الجامعي بجنوب الوادي لخدمة المرضى    الكويت ترسل طائرة مساعدات جديدة لإغاثة الفلسطينيين في غزة    7 مواجهات قوية اليوم في دوري الكرة النسائية    حلم المونديال.. اليوم الفراعنة في مواجهة بوركينا فاسو    أستاذ بالأزهر: حب النبي وآل بيته متجذر في أعماق المصريين    عضو مركز الأزهر: لا يجوز قصر الصلاة بسبب المرض.. القصر رخصة خاصة بالسفر فقط    إسرائيل: نريد إنهاء حرب غزة وفق مقترح ترامب    الصحة: 80 مليون خدمة مجانية خلال 55 يومًا من مبادرة 100 يوم    بكم طن الشعير؟.. أسعار الأرز اليوم الثلاثاء 9-9-2025 ب أسواق الشرقية    «واقعة» صبي المنبر    الاَن.. نتيجة تنسيق مدارس STEM والنيل 2025 (رابط الاستعلام وتقليل الاغتراب)    بعد وصفه ذكرى المولد النبوي ب «اليوم المنيل».. خطيب الدقهلية يعتذر: كنت أقصد مخالفات الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكرة وصفر الإعلام العربى

بات من المؤكد أن مباراة مصر والجزائر فى طريقها إلى أن تتحول إلى كارثة حقيقية فى تاريخ الشعبين، بعد أن حول الإعلام مباراتى القاهرة والخرطوم إلى موقعتين حربيتين أدتا إلى سقوط عشرات المصابين، ومع ذلك استمر الجانبان فى حملتهما المتبادلة فى إصرار عجيب على تحويل إصابات مصر إلى قتلى فى السودان.
والسؤال الأساسى كيف أخذت مباراة كرة، سيذهب الفائز فيها إلى كأس العالم لا من أجل الفوز به، إنما لتبوّؤ «بكل فخر» واحد من المراكز الأربعة الأخيرة، هذه المساحة ومن المسؤول عنها؟ وكيف نجحت التعبئة الإعلامية بكل هذه السهولة فى حشد جماهير مليونية فى مصر والجزائر وحولت حب الكرة والتشجيع المشروع لكل فريق إلى ميدان للحرب والعراك بين الشعبين.
من المؤكد أن ما يسمى مجازاً بالإعلام الرياضى المصرى قد تفوق فى الجولة الأولى السابقة على مباراة القاهرة على نظيره الجزائرى حين قدم «فرسان الجهل» ومندوبو بيزنس الكراهية من مقدمى البرامج الرياضية من لاعبى الكرة حملة كراهية وعداء غير مسبوقة، أهانوا فيها منافسهم بطريقة لزجة وتعاملوا معه باستعلاء وتحدثوا عن ريادة مصرية غائبة تستفز عقلاء المصريين فما بالك بمجتمع صعب المراس مثل الجزائريين.
وإذا كان هناك لأى شعب «كود»، كما يقول كثير من علماء الاجتماع (طبعاً أشك أن من يحركون الإعلام الرياضى يفهمون معنى علم أو اجتماع من الأساس) فإن ما قام به هؤلاء «الكباتن» طوال الأسابيع التى سبقت المباراة استفز الجزائريين بحدتهم المعروفة، وأن التباين الموجود فى خبرة وطبائع الشعبين لا يعكس حكماً قيمياً بأفضلية أحدهما على الآخر، ولكنه أمر يتطلب الابتعاد عن كل ما من شأنه استفزاز الطرف الآخر، ولكن ما حدث أن فرسان الجهل فعلوا تماماً عكس ما كان يجب أن يُفعل أو يُقال.
هل يعقل أن تكتب صحيفة مصرية رياضية هابطة عنواناً فى اليوم التالى للمباراة بعد أن رسمت اللاعبين الجزائريين فى صورة نساء «يا خضرة قولى الحق اتكيفتى ولا لأ» فى إيحاء جنسى قبيح، وتضيف: «لقد أطلق المصريون من خلال معركتهم مع البربر الجزائريين صيحة الحرب على كل من تسول له نفسه المساس بمرمانا». وجاءت قصة الأتوبيس الذى نقل اللاعبين الجزائريين، وتجاهل وكذب جانب كبير من الإعلام المصرى بأن هناك اعتداء فردياً حدث أصاب بعض اللاعبين الجزائريين ولو إصابات طفيفة وهى واقعة صحيحة وما كان يجب أخلاقياً ولا مهنياً إنكارها.
ولعل إنكارنا لها فتح الباب أمام قناة الجزيرة للقيام بسقطة مهنية وأخلاقية أخرى دلت على تربص بعض من فى الإدارة القطرية بمصر، فعرضت خبر الاعتداء الفردى على الحافلة الجزائرية (وهو مشروع)، ثم قررت وبصورة غير مفهومه التعليق عليه فى تقرير موسع باعتباره حدثاً كبيراً، واختارت بعض الشباب اللبنانى لكى يصب جام غضبه على مصر نتيجة تلك الواقعة، ونسوا كوارث حقيقية حدثت فى الملاعب وشهدها لبنان نفسه، كما أن الجزيرة نفسها صمتت تماماً على كارثة الاعتداء العشوائى على المصريين فى الجزائر رغم أنهم ليسوا مشجعى كرة، وهى حادثة أكثر خطورة بكثير من الأولى لأنها تنقلنا مباشرة من مستوى العراك فى الملاعب إلى المعارك بين الشعوب وتكريس ثقافة الانتقام العشوائى.
بالتأكيد حدثت مواجهات بين مشجعى الفريقين أقل أو مثل كثير من المباريات التى تجرى فى داخل البلد الواحد، فالحساسيات بين الجمهور البورسعيدى مثلاً والنادى الأهلى فيها كثير من تلك العلاقة المعقدة بين مصر والجزائر، وأن من المؤكد أيضاً أن حجم الاعتداءات التى حدثت على مشجعى الجزائر كانت أكبر من تلك التى تعرض لها المشجعون المصريون ليس بسبب تواطؤ الشرطة المصرية، كما رددت ظلما وبهتانا الصحافة الجزائرية، إنما بحكم كثرة أعداد المصريين، وبحكم الحساسيات الموجودة بين مناصرى الفريقين، وبسبب أيضاً حرص كثير من مشجعى الفريق الجزائرى على تشجيع فريقهم خارج الاستاد كما لو أنهم كانوا فى الجزائر العاصمة وليس فى عاصمة البلد المضيف.
وجاء رد فعل الإعلام الجزائرى على ما جرى فى القاهرة إجرامياً ومتدنياً هو الآخر، فقد قامت معظم الصحف الجزائرية باختلاق وقائع وهمية لم تحدث فى القاهرة، وقامت بحمله كراهية غير مسبوقة فى تاريخ العلاقات بين البلدين، ونجحت فى الوصول إلى هدفها وهو نقل التنافس أو حتى «الصراع» بين مشجعى الفريقين إلى الاعتداء على شعب كامل حتى لو كان لا يحب الكرة، وذلك بمهاجمة المصريين فى الجزائر والاعتداء عليهم.
مازال كثير منا يتذكر ما جرى للمشجعين الإيطاليين على يد بعض المشجعين البريطانيين المتعصبين منذ أكثر من 10 سنوات، حين سقط ما يقرب من 15 قتيلا (على ما أتذكر) من الجانب الإيطالى فى قلب الاستاد، وشعرت بريطانيا بالعار والخجل من هؤلاء، ولم يقم الإيطاليون بالانتقام من البريطانيين فى شوارع روما.
وإذا كانت القاهرة لم تشهد، بحمد الله، أى قتلى من الجانبين، وحدثت اعتداءات مرفوضة ومدانة على بعض مشجعى الجزائر فما دلالة الانتقام الجماعى من المصريين فى الجزائر؟ إلا أننا مازلنا بامتياز مجتمعات متخلفة تحركنا غرائزنا، ومازال أمامنا مشوار طويل حتى نضع مباراة كرة قدم فى حجمها الطبيعى.
إن الكارثة قد حلّت على الجميع، وربما حين يرى هذا المقال النور تكون كارثة أكبر قد حلّت على الشعبين فى الخرطوم، وسيدفع ثمنها أولا المواطنون المصريون فى الجزائر، وسيتاجر بها كباتن الكرة الأشاوس الذين لعبوا دورا «تاريخيا» فى تدمير علاقة الشعبين، بعد أن حول الفشل الكبير الذى يعيشه البلدان مباراة كرة إلى مشروع وهمى للنهضة والتقدم.
وتعليق
أرسل لى صديقى السورى المقيم فى باريس سلام الكواكبى هذا البيان الذى وقع عليه مجموعة من المثقفين الجزائريين وهو ملىء بالحكمة والعقل، ولا أعرف ما إذا كانت موقعة الخرطوم ستترك فرصة أمام أى كلام عاقل إلا أننا أمام نداء محترم لدفعة أولى من مثقفين جزائريين، أدعو المثقفين المصريين إلى عمل بيان مماثل أو التوقيع على بيان مشترك يضم مثقفى وكتاب البلدين.
لا للشوفينية!
نداء إلى الضمير
نحن المثقفين الجزائريين الموقعين أسفله على مختلف آرائنا وتصوراتنا لواقع إدارة مؤسساتنا الوطنية، خاصة الشبابية منها، نعلم الرأى العام الجزائرى والدولى بأننا نحتج ونندد بأوضح عبارات الاحتجاج والتنديد بالأسلوب الشوفينى المقيت الذى أدارت به المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة فى كل من البلدين الشقيقين الجزائر ومصر، بجميع أنواعها المرئية والمسموعة والمكتوبة، تغطية مقابلة كرة القدم بين المنتخبين الشقيقين، هذه التغطية التى حولت التنافس الرياضى الأخوى النبيل إلى فتنة بين الشعبين الشقيقين اللذين تمتد أخوتهما إلى قرون عديدة وستظل هذه الأخوة قائمة إلى الأبد.
إن الشعب الجزائرى لا يمكنه أن ينسى لحظة واحدة أن الإعلام المصرى كان مقاتلاً قوياً وسنداً مكيناً له فى ثورته التحريرية الكبرى (1954 – 1962)، كما أن الشعب المصرى ليس بإمكانه أن ينكر أن دماء الجزائريين سالت فى حربى الاستنزاف وأكتوبر.
إننا كمثقفين جزائريين ندعو ونناشد الإعلاميين، وكذلك السلطات المعنية فى البلدين، إلى تبنى خطاب إعلامى ومواقف تتميز بالرزانة والوعى برهانات المستقبل وبالمخاطر الكبرى التى يمكن أن يؤدى إليها الخطاب الشوفينى المتشنج وغير المسؤول الذى يعرض علاقة الشعبين التاريخية إلى الخطر من خلال نشر ثقافة الكراهية والضغينة والحقد المتبادل.
وتبقى ثقتنا عالية فى أن الأحداث المؤسفة التى حدثت سيجرفها صمود الشعبين الشقيقين ووعيهما كما جرف من قبل مؤامرات الماضى.
وفى الختام ندعو كل المثقفين إلى الالتحاق بهذا النداء
التوقيعات
الدكتور جمال لعبيدى
الدكتور الزبير عروس
الدكتور أحمد رضوان شرف الدين
الدكتور مصطفى نويصر
الدكتور ناصر جابى
الدكتور عمار بن سلطان
الدكتورة فضيلة بوعمران
الأستاذ سهيل زرقين الخالدى
الأستاذ مصطفى بوشاشى
الدكتور محمد نور الدين جباب
الجزائر فى 16 نوفمبر 2009
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.