أكد المهندس نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة مجموعة أوراسكوم تليكوم القابضة تعرض مصنع لأجهزة الهواتف المحمولة إلى الحرق الكامل، وتدمير المركز الرئيسى لشركة «جيزى» للمحمول التابعة لأوراسكوم فى الجزائر. وقال ساويرس فى مؤتمر صحفى عقده أمس فى القاهرة بمناسبة إجراء تعديل على الهيكل الإدارى للمجموعة إنه تم حرق مصنع «رينج» لهواتف المحمول، من قبل بعض مشجعين متعصبين لكرة القدم، وذلك بعد يوم واحد من تعرض المصنع ذاته للسطو وسرقة نحو 80 ألف جهاز، بقيمة 5 ملايين دولار. وأشار إلى أن عمليات تقييم الخسائر الناجمة عن حريق المصنع لاتزال جارية، غير أن الخسائر الأولية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات. وأضاف ساويرس: رغم أن المصنع مؤمن عليه، إلا أنى لا أعلم إذا ما كانت شركات التأمين ستوافق على دفع تعويضات ضد أحداث الشغب فى مثل هذه الحالة أم لا، وتابع: «أوراسكوم تليكوم كانت تعتزم بيع المصنع ضمن خطط لها، غير أننى الآن لا أعلم ماذا سأبيع منه». وأشار إلى أن المركز الرئيسى لشركة «جيزى» تم تدميره أيضا، وأن الهجمات طالت مركزين لتقديم خدمات ال«كوول سنتر» يمتلكهما جزائريون لمجرد أنهما يقدمان خدماتهما لأوراسكوم. وقال إن موظفى أوراسكوم تليكوم فى الجزائر البالغ عددهم 20 موظفا يختبئون مع عائلاتهم فى منازلهم، خوفا من تعرضهم للأذى. وتابع: «أناشد من القاهرة جميع السلطات الجزائرية لحماية منشآت أوراسكوم لخطورة الموقف الحإلى وتأثيره على شبكة المحمول وتعاملات 15 مليون عميل لديها»، موضحا أن التدمير طال الشبكة ذاتها وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بإدارتها. وشدد على أن «المسألة أخطر مما كنا نتوقع، فعدد الذين يهاجمون مبانى ومقار الشركة غير طبيعى على يد آلاف الأشخاص، وهو ما يثير الفزع ولا نستطيع أن نطلب من الحكومة المصرية أكثر من الذى قامت به للحفاظ على المصالح والاستثمارات المصرية فى الجزائر». وقال: «إن السؤال الذى يثير الرعب هو ماذا سيحدث لو أن المنتخب الجزائرى خسر مباراة الفيصل اليوم فى السودان». وأعرب عن أمله فى ألا يتم تصعيد الأمور، لتصل إلى مقاطعة شبكة «جيزى» إذا ما هدأت الأحداث الحالية، مشيرا إلى انتشار رسائل SMS عبر المحمول تقول إن نجيب ساويرس قام بإرسال 15 طائرة إلى السودان تحمل مشجعين مصريين. وقال: «هذه مباراة كرة قدم وليس معقولاً أن يتم تعليق مصير شركة بضخامة «جيزى» واستثماراتها وعدد عملائها على مباراة، مع العلم أنه من حقى تشجيع منتخب بلدى بغض النظر عن صحة هذه الرسائل فهذا ليس سبة». وأضاف أن إدارة أوراسكوم تليكوم تحاول أن تبرز هوية شركة «جيزى» كشركة جزائرية يعمل بها آلاف الجزائريين ويستفيد من خدماتها 15 مليون عميل. وحمل الإعلام الخاص وليس الرسمى فى كل من مصر والجزائر مسؤولية التصعيد والشحن الذى تعرضت له الجماهير، واصفا هذه الممارسات ب «سكب البنزين على النار»، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام تعاملت مع الأحداث بطريقة غير مسؤولة على الإطلاق. وقال إنه لا يعقل أن تفسد مباراة علاقة تاريخية بين شعبين حاربوا صفا واحدا ضد ما تعرضوا له واختلطت دماء المصريين بالجزائريين.وأضاف أن المصريين كانوا أول من ذهبوا للاستثمار فى الجزائر فى وقت لم يكن أحد يريد الذهاب إلى هناك، مشيرا إلى أن استثمارات أوراسكوم تليكوم وحدها تقدر ب 4 مليارات دولار وسددت مستحقات ضريبية وساهمت فى تقديم خدمات عديدة. ودعا إلى ألا يكون التدمير هو مصير كل هذه الجهود، مضيفاً «نشعر بمرارة لما يحدث حاليا وليس بمقدورى فعل شىء وما سأفعله هو أن أصبر وأصلى إلى الله، لأنه ليس أمامى حل ثان والرئيس مبارك لديه ألف مشكلة ولا أستطيع أن أطلب منه شيئاً رغم أنه لم يتأخر لحظة للدفاع عن المصالح المصرية، لكن ماذا سيفعل فيما نتعرض له هناك». وقال إنه لو كان صاحب قرار لأرجأ موعد المباراة حتى تهدأ حالة الشحن الحالية، خاصة الإعلامية التى زادت عشر مرات عن ذى قبل، مضيفاً «الأمر الذى يثير الخوف هو أن يتحول التشجيع إلى مذبحة بين 10 آلاف مصرى ومثلهم جزائرى خارج الاستاد الذى ستقام فيه المباراة فى الفاصلة فى السودان».