«الأب متى المسكين هو مثال مضىء فى تاريخ الرهبنة» هذه العبارة كتبها نظير جيد فى مقدمة كتاب «حياة الصلاة الأرثوذكسية» للأب متى المسكين، العلاقة بين نظير جيد «البابا شنودة الثالث» ويوسف إسكندر «الأب متى المسكين» علاقة قديمة جدا ترجع إلى أيام الخدمة فى مدارس الأحد بالجيزة قبل الرهبنة وكان أول لقاء بينهما فى منزل سعد عزيز «الأنبا صموئيل أسقف الخدمات فيما بعد» وبعد دخول يوسف اسكندر دير الأنبا صموئيل فى عام 1948 وانتقاله بعد ذلك إلى دير السريان ورسامته قسا باسم متى المسكين تبعه نظير جيد فى عام 1954 باسم الراهب أنطونيوس السريانى واشتهرت علاقة الأب (متى المسكين) بالبابا شنودة بأنها علاقة متأرجحة عادة ما يصاحبها فترات هدوء ثم فترات عاصفة تتحول فيها الرياح إلى أعاصير. فبعد جلوس الأنبا «كيرولس السادس» على الكرسى البابوى أصدر قرارًا بحرمان الأب متى من الكهنوت، وأمر جميع الرهبان العاملين داخل المؤسسات الكنسية والمدن بالعودة إلى أديرتهم. وأمر الأب متى بالخروج من «بيت التكريس» فى حلوان، ولكنه رفض تنفيذ القرار، وخرج مع 12 راهبًا وذهبوا إلى مكان مهجور فى «وادى الريان» بالقرب من الفيوم، ومكثوا لمدة 10 سنوات داخل إحدى المغارات الموحشة، وكان من بين هؤلاء تلميذه الراهب أنطونيوس السريانى «البابا شنودة فيما بعد». بدأ الخلاف بين متى المسكين والبابا شنودة منذ اللحظة التى ترك فيها (الأنبا شنودة) مغارة التوحد فى وادى الريان لقسوة الحياة، وربما أيضا للاختلاف فى الفكر والمنهج. عاد البابا شنودة إلى دير السريان ولم يمكث طويلا حتى أرسل له البابا كيرولس ليتولى أمور السكرتارية البابوية فى عام 1959 وتم رسمه أسقفا للتعليم فى 30 سبتمبر 1962 وهو ما فسره البعض بأنها استمالة لشنودة كى يبعد عن متى المسكين.