أعجبتنى تصريحات المستشار سمير البدوى، رئيس هيئة النيابة الإدارية الأخيرة بخصوص تعيين دفعة 2007، عندما قال إن الكفاءة العلمية تشفع لأى مستوى اجتماعى، لكن سعادتى لم تستمر كثيرًا، فوجئت بعشرات من المتقدمين يتصلون بى، طالبين مد يد العون لهم، المفاجأة أنهم من الحاصلين على تقديرات عالية «امتياز- جيدًا جدًا»، وامتنعت هيئة النيابة الإدارية عن إرسال أى كشوف طبية لهم، بحجة أن هناك تحريات أمنية «منع سياسى» هى التى حالت دون ذلك. لكن الأغرب من ذلك عندما حاول المتقدمون مقابلة رئيس الهيئة والأمين العام كان الرد صعبًا وقاسيًا عليهم، نعم أنتم مستبعدون من الدفعة، وكانت أسباب الاستبعاد مختلفة تماما، أنت لك قريب «بقال»، وأنت أبوك «مزارع»، وغيرها من الأسباب التى تتناقض مع تصريح رئيس الهيئة، تقدموا بتظلمات إلى وزير العدل وصل عددها إلى 28 تظلمًا، هؤلاء الشباب سعدوا بتصريحات البدوى لكن أحلامهم تبخرت فى الهواء عندما تقابلوا معه، وعرفوا منه أن أسباب استبعادهم تتعلق ب«المستوى الاجتماعى»، عندها أيقنت أن تصريحات المستشار البدوى كانت مجرد «زلة لسان»، انفعل بها عندما استقبل أعضاء مجلس إدارة النادى الجديد، أعتقد أنه لم يعرف أن هذه الكلمات سوف تسبب له صداعًا كبيرًا، وقد تؤدى إلى أزمة قد توقف تعيين هذه الدفعة لما فيها من تجاوزات ومخالفات. 28 شابًا من أكفأ الشباب جاهدوا واجتهدوا طوال أكثر من 20 عاما فى التعليم، اقتنعوا أن مصر وطنهم وأن هناك قيادات تقدر الكفاءة، حصلوا على تقديرات عالية، لكنهم بعد هذه الرحلة الصعبة فى عمرهم، اكتشفوا أنهم لا يملكون «واسطة» للدخول لأى من الهيئات القضائية، كل متقدم من هؤلاء يمثل إما عائلة كاملة ظلت توفر كل سبل الراحة لابنها، تسهر عليه وترعاه، تتمنى له مستقبلاً مشرقًا تقديرًا لتفوقه العلمى، لكن فجأة تتبخر كل الأمنيات، 15 يوما كاملة قضاها هؤلاء بين مكاتب رئيس الهيئة ووزارة العدل للمطالبة بحق مشروع هو تفسير واضح لعدم إرسال الكشوف الطبية لهم، وإرسال كشوف لآخرين أقل منهم فى التقديرات، تقدموا بتظلمات إلى المستشار ممدوح مرعى، وزير العدل رئيس الهيئة طالبين الإنصاف، لكن كل هذه التظلمات لم تر النور حتى الآن، أملهم الوحيد هو الحصول على حقهم الضائع قبل فوات الأوان واعتماد النتيجة من رئيس الجمهورية، وضياع مستقبل 28 من المتفوقين لأسباب قد تكون غير مقنعة بالمرة لهم أو لنا، لأنه من غير المقبول أن يستبعد شاب حاصل على امتياز من كلية الشريعة والقانون بحجة أن قريبًا له يعمل «بقال» أو «مزارع»، أليست هذه مهنًا شريفة يعمل عليها أقاربهم، وهل تساوى أصحاب هذه المهن مع المتهمين فى قضايا مخدرات أو القضايا المخلة بالشرف. فى النهاية أتمنى أن يرجع المستشار البدوى إلى «زلة لسانه» أو تصريحاته ويتذكر أن هؤلاء الشباب هم أبناؤه، اجتهدوا من أجل الالتحاق بوظيفة سامية فى هيئة النيابة الإدارية، أتمنى ألا يكتب المستشار البدوى نهاية مستقبل 28 شابًا فى أواخر أيامه القضائية فى رئاسة الهيئة، ويتذكر أن أصعب دعاء من مظلوم هو «حسبى الله ونعم الوكيل». [email protected]