نحن المصريين نعيش فى بلد عمره يمتد لآلاف السنين، تعاقبت على أرضه أكبر الحضارات على مر كل العصور، أظهر الكثير من تاريخه، ولا يزال الكثير مطموراً تحت الرمال.. ولكن نحن هنا نسرق التاريخ ليكسب عدد قليل جداً!! يغتنى القليلون دون أدنى نصيب للآخرين.. أنا هنا أقصد سرقة المقابر الفرعونية.. فالمسألة أصبحت بحثاً عن الثراء السريع فسواء فى صعيد مصر أو بجوار الأهرامات انتشرت تلك الظاهرة.. الكل ينقب ويبحث عن الآثار.. الكثيرون يجدون ويبيعون.. الدولة تجلس فى مقاعد المتفرجين تشاهد فقط دون أن تتدخل لوقف تلك الظاهرة، رغم أن ذلك يسلب الجميع حقهم لأن هذه الآثار ملك الجميع!! لماذا لا تحاول الدولة التفكير بشكل جدى فى حل جذرى للمشكلة دون البحث عن مسكنات؟!.. الحادثة الأخيرة التى راح ضحيتها 6 أشخاص حفروا لعمق 8 أمتار ووجدوا بالفعل مقبرة فرعونية كبيرة، ولكن القدر تدخل ليمنعهم من غنيمتهم، وتنغلق عليهم الغرفة فى باطن الأرض.. توضح هذه الحادثة مدى عشوائية الدولة فى إدارة الأزمة فهناك الكثيرون حفروا وبحثوا ووجدوا وباعوا دون أن ندرى بهم.. إن إيجاد مكان بديل للسكان المجاورين للأهرامات يكون الحل الأكثر منطقية فمعظم هذه المنازل قديمة، والقانون يمنع البناء فى تلك المنطقة، ومعظم المساكن تشبه العشوائيات، والجميع يتمنى مكاناً أفضل وخدمات أكثر، لهذا لن تكون المعارضة كبيرة بعدها تقوم الدولة متمثلة فى وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار بمساعدة التكنولوجيا الحديثة فى الكشف عن الآثار التى لن تكون فقط تماثيل ذهبية وحجرية بل ستكون صفحات من التاريخ تهم الكثيرين. رامى الشرقاوى - ديرب نجم الشرقية [email protected]