سمير غريب: «التنسيق الحضارى» لا يتعامل مع المناطق غير الآمنة.. ويجب إزالتها

أكد الدكتور سمير غريب، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، أن وجود العشوائيات فى قلب المناطق الراقية أو على حدود العاصمة ظاهرة متعارف عليها فى العالم كله، وفى مصر نجد أن مشكلة العشوائيات تمثل مأساة حقيقية داخل القاهرة، فمثلا منطقة الزمالك ظهرت حولها منطقتا بولاق أبوالعلا والسبتية، وداخل العجوزة سنجد منطقة عشش الحيتية التى تم تطويرها مؤخرا.
وتابع: يمكن لهذه المناطق الفقيرة أن تتحول إلى مناطق غاية فى العشوائية بسبب تدهور المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسكانها، وقد ظهرت هذه العشوائيات داخل القاهرة منذ عشرات السنين، ولم تقم الدولة بدورها تجاه منع انتشارها أو الحد منه.
ويرى د. غريب أن معظم سكان المناطق الفقيرة والعشوائية يعملون فى المناطق الراقية المجاورة لهم، وهو ما يخفف من حدة الصراع الطبقى والاجتماعى، فمثلا عاملات البيوت من المناطق الفقيرة يعملن فى بيوت الطبقات الأغنى، والطبقات الأغنى ليست مسؤولة عن الارتقاء بالمناطق الفقيرة، فهذه مهمة الدولة.
أما عن دور الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى موضوع وجود العشوائيات، عموما، فإنه لا يتعامل مع المناطق غير الآمنة لأنها تعتبر خطرا داهما على سكانها، وبالتالى يجب إزالتها.
يقول د. سمير غريب: «مشكلة تطوير أو إزالة العشوائيات هى احتياجها لمبالغ ضخمة على مدى زمنى طويل لتتم معالجة الوضع فيها.
من جانبها، تقول الدكتورة عزة كريم، الخبير الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن فى كل منطقة بالقاهرة توجد عشوائيات تؤثر سلبا عليها.
وتضيف: بسبب تكاثر السكان داخل هذه العشوائيات دون حلول من الدولة يقوم الأهالى بالتوسع الرأسى والأفقى على أراضى الجوار، وأحيانا تقوم الدولة بإزالة هذه المناطق، بحجة المنفعة العامة دون قيامها بحل مشكلتهم.
وتوضح أن مشكلة العشوائيات لم تتوقف على الرغم من اهتمام الدولة شكليا بها وتأسيسها لعدد من الهيئات الحكومية التابعة لمجلس الوزراء وغيرهما من الهيئات غير الحكومية، والدليل على ذلك أن الدولة لم تتدخل فى مسألة ظهور العشوائيات فى المنصورية والمريوطية وغيرهما من الأماكن، رغم علمها تماما بهذه التوسعات.
وتتابع: الدولة لا تتحرك لتدارك الكارثة قبل وقوعها وتغمض عينيها عن تلك التعديات لأنها تعلم أنها لن تقدر على حل مشكلة ضرورية عند المواطنين وهى السكن، بالإضافة إلى عدم التزامها بإدخال المرافق الأساسية لهم كالمياه والكهرباء والصرف الصحى والرعاية الصحية والتعليمية ورصف الشوارع وغيرها.
وأصبحت العشوائيات داخل المدن هى المصدر الرئيسى لأطفال الشوارع وعمال الأطفال، وكذلك المصدر الرئيسى للجرائم كالسرقة والقتل والاغتصاب وتجارة المخدرات والانحرافات مثل زنى المحارم بسبب ضيق أماكن السكن.