يعانى ميدان رمسيس والمنطقة المحيطة به من مشكلات كثيرة ترتبط بوجود العشوائيات والازدحام والتلوث السمعى والبصرى، ورغم المحاولات الكثيرة التى حاولت تخليص الميدان من مشكلاته إلا أن المحاولة الأكثر فاعلية هى التى قام بها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى مؤخرا برئاسة سمير غريب، والذى حصل على الضوء الأخضر من د. أحمد نظيف رئيس الوزراء لإقامة مسابقة دولية للتخطيط والتصميم العمرانى لمنطقة رمسيس أعلنت نتائجها نهاية الأسبوع الماضى . وكانت المفاجأة هى فوز مكتب هندسى مصرى فرنسى مشترك بالمركز الأول يليه مكتب إيرلندى ثم مكتب تركى، ويسعى المسئولون عن المسابقة لتنفيذ المشروع بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية وتحقيقه على أرض الواقع حتى يتخلص ميدان رمسيس من مشكلاته وإعادة الوجه الحضارى له. وقال الدكتور المهندس عمر الحسينى صاحب المشروع الفائز بالمركز الأول أن الوضع فى منطقة رمسيس متدهور جدا بسبب الاختراقات المشوهة للكبارى العلوية والاختناقات المرورية و انتشار العشوائيات حول الميدان الذى يرتاده يوميا ما يقرب من 006 ألف مواطن، والمشروع الذى عكفنا على إجرائه بالمنطقة يمثل فرصة حقيقية لإعادة الوجه الحضارى للمنطقة، كما أن المشروع يحافظ على ملامح الميدان ورموزه وجغرافية المكان وإبراز الملامح الجمالية به. وأضاف : إن المشروع استفاد من الدراسات السابقة فى وضع رؤية عامة ومقترحات للنقل والمرور التى تؤثر على الميدان وانسيابية الحركة به وأبرز تلك المقترحات هى إزالة كوبرى 6 أكتوبر فى تلك المنطقة واستبداله بنفق يصل طوله إلى كيلو متر ويربط ما بين منطقتى غمرة وحتى شارع الجلاء برمسيس ومن شأن هذا النفق أن يحقق السيولة المرورية ويربط بين الأحياء الجنوبية والشمالية للميدان ويقضى على الاختناقات المرورية القائمة به. وأكد المهندس عمر الحسينى أن المشروع يدعم فكرة اللا مركزية فى محطة السكة الحديد وتحقيق التواصل بينها وبين وسائل المواصلات الأخرى بالميدان كما لم يغفل المشروع مترو مصر الجديدة واعتباره مكملا لمترو الأنفاق، ويهدف المشروع إلى تأكيد الأنشطة الترفيهية الثقافية والتجارية بالمنطقة والقضاء على الكثافات البشرية فيه وعمل مناطق خضراء لتكون رئة للتنفس بجوار قناة مائية جمالية بالميدان من خلال الاستفادة من المنطقة غير المستغلة داخل السكة الحديد والتى تبلغ مساحتها 81 فدانا بما يحقق الملامح الحضارية والجمالية للمشروع، وكذلك الاستفادة من الجراج الموجود بمنطقة رمسيس والربط بين الأحياء المحيطة بالميدان من خلال استغلال شبكة المواصلات الموجودة به وتجميل المبانى الموجودة. وقال صلاح حجاب - رئيس لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة أن مصر فى حاجة ماسة لمثل تلك المسابقات والمشاريع حتى نرى عمارة مصرية فيها تنسيق وتجانس كى نقضى على العشوائية الموجودة فى أغلب مناطق مصر، وتفقد المكان ملامحه الجمالية والحضارية. أما سمير غريب رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فقال :إن المسابقة كانت دولية لتتيح أكبر كم من المشاريع التى تفيد تطوير المنطقة وبالفعل شارك فيها 301 مشتركين من 93 دولة ودخلت لجنة التحكيم 43 مشروعا منها 9 مشاريع مصرية، وتكون لجنة التحكيم برئاسة د. عبد الله عبد العزيز وعضوية 7 أعضاء »3 مصريين و4 أجانب«، وأعلنت النتائج بفوز 3 مشاريع مصرية وإيرلندية وتركية جميعا وضعت حلولا عملية لمشكلات العمران المصرى فى منطقة رمسيس. وأعرب غريب عن سعادته بتلك المشاريع التى اتخذ أصحابها الحل العلمى لمشكلات القاهرة المعمارية ونتمنى أن يتحول المشروع الفائز إلى واقع لأنه سيعمل على تغيير جذرى فى ميدان رمسيس والمنطقة المحيطة به لأول مرة منذ إنشائه. وقد حرص عدد من الوزراء على رأسهم رئيس الوزراء ومعه وزراء الإسكان والنقل والاتصالات والثقافة ومحافظ القاهرة وعدد كبير من المهندسين وطلبة كليات الهندسة على حضور افتتاح المعرض الذى ضم جميع المشروعات التى تقدمت للمسابقة بقصر الفنون بدار الأوبرا.