لا أعرف عدد الذين يحبون حسام حسن أو يكرهونه.. ولكننى أثق فى أنهم كثيرون جداً الذين يحبون هذا الرجل ويمنحونه إعجابهم وتقديرهم واحترامهم لتاريخ أسطورى وأرقام قياسية فى كتاب الكرة المصرية.. وعلى استعداد لأن يغفروا له بعض هفواته وأخطائه الصغيرة وعصبيته الزائدة أحياناً مقابل حماسته وعطائه وغيرته على أى فانلة يرتديها مهما كان لونها وأى منصب يتولاه مهما كانت طبيعته وحساسيته وظروفه.. والآن، وبعد التعادل العادل بين الأهلى والزمالك.. أصبحت أخشى على حسام حسن من كل هؤلاء الذين يحبون الزمالك أو يحبون حسام حسن.. فقد بدأت أصوات كثيرة تتعالى هنا وهناك تشيد بالزمالك الجديد الذى بناه حسام حسن وتهنئ الرجل على نجاحه فى لملمة فريق كان، حتى أيام قليلة مضت، مجرد بقايا تائهة وأوراق مبعثرة.. ولا يعرف هؤلاء أنهم بذلك.. وبكل هذه المغالاة فى حفلات الإشادة والتكريم.. إنما يشاركون بقصد أو دون قصد ودون وعى فى استمرار مسلسل ردىء وسخيف، ضحيته الوحيدة هو الزمالك وعشاق الزمالك.. فكم من مرة سابقة كان الزمالك فى أزمة ويحتاج للتدخل الجراحى.. ولكن يأتى فوز كبير مفاجئ.. فتخرج مظاهرات الفرح وتتعالى الصرخات مؤكدة عودة الزمالك القديم والجميل وانتهاء زمن الأحزان والمواجع.. ويبدو الأمر فى النهاية كجراح لم يكمل جراحته وفضل إغلاق الجرح كأنه ليس هناك تحته ما يحتاج إلى استئصال. والنتيجة الطبيعية هى أن يعود من جديد الألم نفسه والعذاب نفسه.. وهذا بالضبط هو تلخيص ما يجرى الآن سواء فى الإعلام أو فى الشوارع والمكاتب والبيوت.. لا أحد يريد مواجهة الحقيقة بصدق وواقعية.. فالزمالك لم يتغير ولايزال فريقاً سيئاً ومهتزاً.. والأهلى أيضاً بالمناسبة لم يكن أفضل حالاً من الزمالك.. والفارق الوحيد الذى طرأ على الزمالك كان روحاً جديدة جاء بها حسام حسن ليبدأ التغيير والإصلاح.. أى أن حسام حسن لايزال فى بداية المشوار، وليس فى آخره.. فالروح والحماسة وعودة الانتماء كلها مفردات جميلة لمن يريد الإصلاح ولكنها ليست تعنى شيئاً حقيقياً فى لغة كرة القدم.. وبالتالى من الأفضل أن يبقى حسام يواصل البناء والتغيير لا أن يستسلم للاحتفالات المغالى فيها والتى ستتبعها ثقة زائفة وسيجرى ترجمتها إلى صورة ليست حقيقية وسرعان ما تأتى صدمة الواقع والحقيقة من جديد.. وهذا ليس فى مصلحة الزمالك ولا حسام حسن ولا فى مصلحة الكرة المصرية كلها.. وأنا أرجو الجميع أن يتعاملوا مع حسام حسن باعتباره مشروعاً قومياً حقيقياً وليس من تلك المشروعات التى تحتفى بها الصحف القومية ثم سرعان ما يكتشف الجميع أنها مشروعات وهمية وزائفة وخادعة.. أرجوكم اتركوا حسام فى حاله يواصل بهدوء وحسم بناء زمالك جديد وحقيقى وقوى.. ولو نجح حسام فى ذلك فسوف يتغير شكل الزمالك وشكل الأهلى وشكل المنتخب المصرى.. وهو ما يعنى ضرورة أن نقف كلنا الآن مع حسام، نسانده ونصارحه ونؤيده وندعمه، لا أن ننافقه ونخدعه ونضحك عليه. وكنت سأقول ذلك أياً كانت نتيجة مباراة أمس الأول وسواء فاز الزمالك أو خسر.. لأننى بالفعل أتمنى أن ينجح حسام.. وأن يواصل ثورته الحقيقية لإصلاح كل العيوب والخطايا المغروسة فى لحم الزمالك، وأظن أن هذا هو دور الإعلام الرياضى الحقيقى بدلاً من تكرار خطيئة تكريم حسن شحاتة والاحتفاء به بعد الخروج من كأس العالم بدلاً من مساندته ومصارحته ليقوم بالتغيير اللازم والضرورى. [email protected]