سنوات عديدة قضاها المهندس رفعت سيد أبوالفضل، مدير الإنتاج والجودة بإحدى شركات مجموعة «سيكم»، حتى تعرض لإعياء شديد أصيب على إثره بسرطان الرئة وتوفى بعد 8 أشهر من مرضه مباشرة، وعندما طالبت أسرته بحقها فى بوليصة التأمين التى اشترك فيها «أبوالفضل» منذ بداية عمله بالشركة، فوجئوا بمسؤولى الشركة يبررون وقف البوليصة بأن المتوفى قدم استقالته قبل وفاته بأيام. القصة كما يرويها الدكتور رضا السيد، شقيق المتوفى، قال: «يعمل أخى بالشركة منذ عدة سنوات، تدرج خلالها فى المناصب إلى أن وصل إلى درجة مدير الإنتاج والجودة، ومن المعروف أن تلك الشركة تقوم بعمل بوليصة تأمين على حياة العاملين فيها كتأمين لهم فى حالة العجز أو الوفاة، وهو ما واظب أخى على الاشتراك فيه ودفع كل ما يستلزم لذلك، وأثناء عمله أصيب بمرض مفاجئ علمنا أنه سرطان فى الرئة، رقد على إثره فى المستشفى لعدة أشهر لتلقى العلاج، وبالرغم من وجود تأمين صحى لأخى، فإننا لم ننتظر صرف أى مبالغ مادية من الشركة لمساعدتنا فى نفقات العلاج، حتى أن زوجته باعت أثاث منزلها لاستكمال علاجه الذى تكلف أكثر من 40 ألف جنيه». وأضاف رضا: «كنا نستدين من أصدقائنا وجيراننا لتوفير نفقات العلاج، حتى توفى أخى فى 7 سبتمبر من العام الماضى، وبعد وفاته توجهنا إلى الشركة للحصول على مستحقاته التى هى العائل الوحيد الآن لزوجته وأبنائه الثلاثة الذين لم يتجاوز أكبرهم 16 سنة، فطلب منا مدير شؤون العاملين صوراً من فواتير العلاج والأشعة لدفع جزء من تلك النفقات، وإلى يومنا هذا لم نسترد أى قيمة لعلاجه، بالإضافة إلى رفضهم إعطاءنا قيمة بوليصة التأمين بمبلغ 80 ألف جنيه، لتأكيدهم أن رفعت وقع على استقالته فى فترة مرضه، وبذلك يسقط حقه فى البوليصة، الأمر الذى لم يحدث، لذا تقدمنا ببلاغ نتهم فيه الشركة بتزوير توقيعه لإسقاط البوليصة». على الجانب الآخر، أكد أشرف صالح، مدير شؤون العاملين بالشركة، أن الشكوى التى تقدم بها «رضا» نيابة عن أسرة أخيه، مازالت محل دراسة، مؤكداً أن «رفعت» وقع بنفسه وبكامل قواه العقلية على طلب الاستقالة أثناء وجوده فى المستشفى، وفى انتظار قرار القضاء.